الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الفيل» يدهس «الحمار» فى الطريق لـ «البيت الأبيض»

فى لحظة أصبح ترامب أيقونة أمريكية، بعد انتشار صورته وهو يرفع قبضته، والدماء تسيل فى وجهه، فى واحدة من أشهر صور الزعماء، نظراً لما لها من تأثير محورى على مستقبل الولايات المتحدة.



وفى الوقت الذى لا تزال فيه التحقيقات جارية، للوقوف على تفاصيل ما حدث، أعطت تلك الواقعة دفعة قوية لترامب، وولدت تعاطفًا متزايدًا معه لدى قاعدته الانتخابية، خاصة أن التناقض بين رفع ترامب قبضته بتحد والضعف الملحوظ لخصمه الرئيس بايدن يمكن أن يؤثر على الرأى العام لصالح المرشح الجمهوري، كما يمكن اعتبار رد فعل ترامب على الهجوم وقدرته على مواصلة الحملة الانتخابية رغم التهديد بمنزلة علامة على القوة.

فبعد يومين فقط من استهداف مسلح لتجمع انتخابى لترامب فى ولاية بنسلفانيا، انطلق المؤتمر الوطنى للحزب الجمهورى فى ميلووكى بطريقة طبيعية إلى حد لافت للنظر، حيث تم ترشيح ترامب، رسميًا كمرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري، واختار ترامب جيه دى فانس نائبًا له.

فانس، الرأسمالى الذى أصبح عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو وصعد إلى الشهرة من خلال مذكراته، كان غير مؤيد لترامب أبدًا ووصل إلى حد أن وصفه بالأحمق” و”هتلر الأمريكى”، والآن هو نائب الرئيس، إذ أدى اختيار ترامب لصاحب رأس المال الاستثمارى السابق وتلميذ بيتر ثيل، جى دى فانس، كمرشح لمنصب نائب الرئيس، إلى تعزيز العلاقة بين حملة ترامب لعام 2024 ومجتمع مليارديرات التكنولوجيا.

فقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيلون ماسك يناقش التبرع بمبلغ 45 مليون دولار شهريًا، بدءًا من يوليو، إلى لجنة مؤيدة لترامب يقال إنها أنشأها أعضاء دائرته الداخلية التنفيذية فى مجال التكنولوجيا. وفى سياق متصل، ركزت “الجارديان” على أول ظهور علنى لترامب منذ نجاته من هجوم إطلاق نار فى ولاية بنسلفانيا، فبدا حزينا على غير العادة وكانت هناك ضمادة بيضاء صلبة تغطى أذنه، ولوح لمؤيديه، وفى بعض الأحيان كان يرفع قبضته فى الهواء أثناء سيره وسط الحشد، لكنه بدا متأثرًا أكثر منه متحديًا فى أول ظهور علنى له.

ووسط تقارير إعلامية متعددة تفيد بأن ترامب أراد التعبير عن الوحدة بعد ما اعتبر نجاته المعجزة من الموت، ذكر موقع أكسيوس أن “ترامب ” أمر مساعديه بعدم السماح للمتحدثين بتصريحات تثير الغضب حول إطلاق النار، ويبدو أن العديد من الخطب التى ألقاها يوم الاثنين الماضى تعكس نهجًا أكثر تحفظًا فى الحديث عن إطلاق النار، مع تركيز الجمهوريين على قوة ترامب الشخصية.

وستنعكس حادثة إطلاق النار إيجابيًا على خطاب ترامب الانتخابى وحملته، حيث سيجد الفرصة سانحة لتبنى خطاب أكثر عدائية ضد بايدن وإظهاره بمظهر الضعيف أكثر فأكثر، من أجل إثارة حماس أنصاره، فى المقابل سيواجه بايدن ارتباكًا فى خطابه الانتخابى حيث سيكون مضطرًا لتبنى خطاب “نبذ العنف” و”الوحدة”، وهو ما سيربك استراتيجيته الخطابية وقدرته على توجيه الضربات لخصمه، وبالتالى سيؤثر على حظوظه فى نهاية المطاف.

على جانب آخر، من المحتمل أيضًا أن يؤدى الهجوم إلى زيادة تأجيج الخطاب السياسى والانقسامات الساخنة بالفعل فى الولايات المتحدة، ما قد يرفع من مساحات العنف السياسى من متطرفى المعسكرين، الديمقراطى والجمهوري.

فى ظل حراك محتدم بين قطبى السياسة فى الانتخابات الأمريكية الحزب الديمقراطى وغريمه التقليدى الحزب الجمهوري، جاءت محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الرئاسى عن الجمهوريين دونالد ترامب السبت الماضى كصفعة جديدة للديقراطية الأمريكية الهشة بالفعل.

يشار إلى أن الحزب الجمهورى يرمز له بـ”الفيل”، والديمقراطى بـ”الحمار”.