الأربعاء 31 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرى الحديث يعظم القدرة المائيـة ويضاعف المساحة الزراعية بمحافظات مصر

فى ظل الزيادة السكانية تتجه قرى مصر إلى تطبيق أحدث أساليب الرى الحديث فى إطار خطة الدولة لترشيد المياه، ودعمًا لتحقيق أعلى إنتاجية زراعية بأقل كمية من المياه.



لم يكن هذا ليتحقق إلا بتطوير نظُم الرى وإدخال وسائل تكنولوجية حديثة تضمن أفضل توزيع للمياه مع تحقيق أقل نسبة هدر، والنتيجة هى منتج زراعى يليق بمصر ويغزو أسواق العالم.

اتخذت أساليب الرى أشكالًا عديدة ومتطورة منها «الرى المطرى»، و«الرى بالتنقيط» فى شكل أكثر حداثة وملاءمة لطبيعة الأرض، فضلًا عن استحداث صوب زراعية ترفع الإنتاج 4 أمثال الزراعة العادية، وتوفر فى المياه.

تُباشر الدولة خطة لتحويل أكثر من مليون فدان من الأراضى الزراعية لنظم الرى الحديث التى تُسهم بشكل كبير فى زيادة الإنتاجية إلى الضعف، فضلًا عن توفير الطاقة، ولكن المزارعين يواجهون تحديًا رئيسيًا يتمثل فى التكلفة.

وتستهدف الدولة من ذلك ترشيد استهلاك المياه وسد الفجوة بين الموارد المائية المتاحة، لذا تحرص وزارة الموارد المائية والرى على تنفيذ المشروع بمختلف المحافظات، وحثّ المزارعين على تحويل أراضيهم لنظم الرى الحديث من خلال الندوات التوعوية.

ومن جانبه أكد الدكتور يسرى خفاجى رئيس قطاع تطوير الرى لـ«روزاليوسف» أن خطة الوزارة فى تطبيق نظم الرى الحديث وخاصة الرى بالتنقيط تحظى بأولوية فى الأراضى الجديدة «الرملية» وذلك طبقًا لقانون الموارد المائية والرى الذى يلزم ملاك وحائزى الأراضى الجديدة باستخدام أساليب الرى الحديث لتعظيم الاستفادة بكل نقطة مياه نظرًا لطبيعة الأرض الرملية ذات التفاصيل العالية، مما يتوجب معه إمداد المحاصيل بالقدر المناسب حتى لا تهدر المياه دون الاستفادة منها.

وأوضح خفاجى أن هذا الأمر يتطلب رصد كل مخالفات نظم الرى الحديث واستعادة تلك النظم بتلك الأراضى عن طريق تحويل المخالفين من الرى بالغمر للرى الحديث وتطبيق العقوبات والغرامات المقررة بالقانون.

أما بالنسبة للأراضى القديمة فأشار رئيس قطاع تطوير الرى إلى أن خطة الوزارة تركز على التحول من الرى بالغمر إلى الرى الحديث فى زراعات قصب السكر بمحافظات الصعيد: «أسوان وقنا والأقصر وسوهاج والمنيا» بزمام إجمالى يقدر بنحو ٣٢٥ ألف فدان على مراحل تنفيذ تتوقف على عدة عوامل.

وتتمثل تلك العوامل فى توفير التمويل اللازم وموافقة ورغبة المزارعين فى تنفيذ الرى الحديث بملكياتهم، حيث تمثل المساقى والأراضى الزراعية ملكية خاصة مع توعيتهم بالفوائد التى ستعود عليهم والمتمثلة فى زيادة كبيرة فى الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل وتقليل تكاليف الأسمدة والعمالة فضلًا عن الحفاظ على جودة الأرض الزراعية.

ويأتى أيضًا ضمن خطة التحول للرى الحديث بالأراضى القديمة التحول فى زراعات أشجار الفاكهة بمحافظات الجمهورية بزمام حوالى ٧٥٠ ألف فدان. باجمالى زمام مستهدف يقدر بنحو ١.٠٧٥ مليون فدان.

وأكد خفاجى أن الرى الحديث له العديد من الفوائد فى ترشيد المياه، كونه نظامًا للرى يتم فيه تطبيق جدولة للرى تسمح بإمداد المحاصيل الزراعية باحتياجاتها المائية المقررة فى الوقت المناسب وبالكمية المناسبة خلال مراحل النمو المختلفة أخذًا فى الاعتبار العوامل البيئية وما تتطلبه من مدخلات مائية إضافية، وهو ما يعبر عنه بمصطلح crop per drop أى نقطة مياه للمحصول، أى أقصى درجات الترشيد والحفاظ على المياه من الإسراف فى استخدامها كما هو الحال فى أنماط وأنظمة الرى الأخرى مثل نظام الرى بالغمر. 

وأيضًا نظم الرى الحديثة مثل الرى بالتنقيط توفر فى تكلفة الطاقة المستخدمة فى رفع المياه كما هو الحال فى الرى بالغمر وأيضًا توفر فى تكلفة الأسمدة المستخدمة نظرًا لاستخدامها فى منطقة جذور النبات من خلال نقاطات مياه الرى

وفى المجمل فإن نظم الرى الحديث كالرى بالتنقيط تؤدى إلى زيادة كبيرة فى كفاءة استخدامات مياه الرى، وعليه يمكن توجيه المياه الزائدة التى كانت تصرف خلال الرى بالغمر لرى مساحات إضافية أخرى.

وأوضح «خفاجى» أن استخدام أسلوب الرى الحديث بنظام الرى بالتنقيط هو الأكثر انتشارًا بالأراضى القديمة التى تحولت من الرى بالغمر للرى بالتنقيط فى حقول الخضروات والمحاصيل الحالية وزراعات الفراولة والبطاطس والكثير من أنواع الخضروات الأخرى؛ نظرًا لما يحققه من زيادة فى الإنتاج والعائد على المزارعين.

كما يُستخدم الرى بالرش أيضًا بنسبة كبيرة فى بعض المحاصيل الأخرى كالقمح.

وأكد خفاجى أنه دعمًا للمزارعين فقد قامت الوزارة بتفعيل دور روابط مستخدمى المياه بإفراد باب بقانون الموارد المائية والرى رقم ١٤٧ لسنة ٢٠٢١ يعطى للروابط أدوار مشاركة فى تشغيل وصيانة وسائل الرى والصرف بما يضمن سرعة وسهولة الحصول على خدمات توصيل المياه لكل المزارعين.

كما تقدم الوزارة للروابط الدعم الفنى والإدارى والمؤسسى والتدريب الذى يؤهلهم للقيام بأدوارهم بكفاءة عالية.

كذلك تساهم الوزارة من خلال جهاز التوجيه المائى فى تحقيق التواصل بين المزارعين والبنوك الممولة للتحول للرى الحديث.

ولفت رئيس قطاع تطوير الرى إلى أنه من أبرز التحديات التى تواجه تطبيق الرى الحديث ارتفاع تكلفة مكونات النظام التى تتضمن إنشاء محطة رى لنقطة رفع واحدة للمياه باستخدام الطاقة الشمسية أو مصدر طاقة كهربية وخطوط مواسير “يو بى فى سى” رئيسية وفرعية، ومحابس وشبكة خراطيم التنقيط ومنظومة الفلاتر المناسبة. 

هذا بالإضافة إلى ضعف الرغبة فى التحول للرى الحديث نظرًا لارتفاع التكلفة، وذلك الأمر يضع عبئًا كبيرًا على الوزارة وفرق التوجيه المائى لإقناع المزارعين بفائدة الرى الحديث والتعريف بأن عائدًا يمكن أن يعوض تكلفة الإنشاء خلال فترة قصيرة ويحقق أرباحًا كبيرة.