انسحاب بايدن يقلب الموازين ..والعالم يترقب
تحول المشهد السياسى العاصف فى الولايات المتحدة إلى «حالة أشبه بالسيرك» عقب إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية ودعمه لنائبته كامالا هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطى لخوض السباق للفوز بلقب الرئيس رقم 47 فى تاريخ أمريكا فى الانتخابات التى من المقرر أن تجرى فى 5 نوفمبر المقبل، ليقلب الموازين ضد ترامب، الذى كان يركز فى هجومه على بايدن على حالته الصحية والعقلية وتقدمه فى العمر، فمن الممكن أن تصبح سلاحًا بيد الديمقراطيين ضده.
على الفور اصطف الديمقراطيون خلف قرار بايدن، وأكد كثير منهم دعمهم لـ «هاريس» فى المعركة الانتخابية الشرسة أمام دونالد ترامب الرئيس السابق الذى حصل بالفعل على ترشيح الحزب الجمهورى، فهل ستحصل على موافقة الحزب الديمقراطى فى مؤتمره المقرر منتصف أغسطس المقبل، بحيث تكون أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة ومن أصول عرقية «هندية – إفريقية» وتحقق ما لم تستطع هيلارى كلينتون – وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد باراك أوباما والمرشحة للانتخابات فى عام 2016 التى فاز بها ترامب.
وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتورز»: إن عملية ترشيح الحزب لمرشحه ستتم فى المؤتمر الوطنى الديمقراطى، المقرر عقده فى الفترة من 19 إلى 22 أغسطس فى شيكاغو، مشيرة إلى أن هاريس، تعد من منظور لوجستى فى وضع أفضل والوحيدة التى يمكنها استخدام أموال حملة بايدن-هاريس، وقد تعهد 3896 مندوبًا للحزب فى الولايات الخمسين بدعم بايدن وإذا فاز أحد المرشحين بهذه الأغلبية فى الاقتراع الأول، فإنه سيصبح مرشح الحزب، وإلا سيتم فتح التصويت أمام 739 من المندوبين الكبار، وهم جميع الأعضاء الديمقراطيين فى الكونجرس وحكام الولايات الديمقراطيين.
وحصلت هاريس على دعم وزير الخارجية الأسبق جون كيرى وبيل كلينتون الرئيس الأسبق وزوجته هيلارى كلينتون، فضلًا عن إعلان أبرز منافسيها جافين نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا دعمه لها، أما الرئيس الأسبق باراك أوباما - أكثر الشخصيات الديمقراطية نفوذًا - فاكتفى بإبداء ثقته بحزبه لإرساء «عملية تسمح بظهور مرشح استثنائى» من دون أن يذكر هاريس، محذرًا الديمقراطيين من أنّهم «سيبحرون فى منطقة مجهولة فى الأيام المقبلة».
ونشرت مجلة «نيوزويك» نتائج أول استطلاع للرأى أجرى بعد انسحاب بايدن، حيث أظهرت النتائج تفوق المرشح الجمهورى دونالد ترامب على هاريس، إذ إن الاستطلاع الذى أجراه كل من «أون بوينت بولتيكس» و«سوشال ريسيرش» أشار إلى أن 51% من الناخبين يفضلون التصويت لترامب، بينما حصلت هاريس على 43% من الأصوات، بينما أعرب 6% عن عدم ثقتهم فى أى من المرشحين.
وقدم تقرير لصحيفة «الجارديان» البريطانية مقارنة بين نقاط القوة والضعف لدى هاريس فى معركتها أمام ترامب، وأهم مصدر قوة لها سهولة وصولها لميزانية حملة بايدن البالغة 240 مليون دولار، كما أن أموال المتبرعين لحملة الحزب الديمقراطى انهالت عليها لتجمع فى غضون 24 ساعة أكثر من أى مرشح آخر فى تاريخ أمريكا بمبلغ 50 مليون دولار.
أما عن أبرز نقاط ضعفها التى تركز حملة ترامب عليها فهو ملف الهجرة غير الشرعية، الذى كان الرئيس بايدن قد كلفها بمعالجة أسبابه إلا إنها فشلت وظل الوضع مضطربا على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وتواجه هاريس منافسًا شرسًا يتمتع بكاريزما قوية لدى مؤيديه، عززت محاولة اغتياله من شعبيته، وأيضًا لا يتوانى ترامب عن توجيه شتائم قاسية وتنمر ضد منافسيه وبالفعل وصفها يومًا بالوحش وتنمر على ضحكتها واسمها، ويتفوق ترامب فى حجم أموال حملته حيث تنهال عليه تبرعات حيتان وادى السيلكون وأبرزهم واحد من أثرياء العالم وهو إيلون ماسك، صاحب منصة إكس للتواصل الاجتماعى وشركة «تسلا» العملاقة.