المنيا «الشيخ حسن» تودّع البطالة ومصانع لتكرير وتصدير العطور
علا الحينى
تكتسب قرية الشيخ حسن بمركز مطاى بشمال محافظة المنيا شهرة عالمية بين شركات العطور لانفرادها بإنتاج زيوت العطور الراقية وتصديرها لتلك الدول والمصانع الأوروبية.
لا تعرف قرية الشيخ حسن معنى للبطالة، حيث فرص العمل المتنوعة طوال العام ما بين زراعة وحصد ونقل لوحدات العصر والتكرير لاستخراج الزيت الخام وتصديره لمصانع العطور الأوروبية.
لم تكن قرية الشيخ هى الوحيدة التى حاربت البطالة من خلال الزراعة بل معها عدة قرى أخرى بالمحافظة تميزت بإنتاج النباتات الطبية والعطرية، لتصديرها بل تميزت عن باقى القرى بوجود محطة لتصدير النباتات العطرية، ومصنع لتكرير العطور والذى يضم غلايات لعملية العصر واستخراج الزيوت العطرية تمهيدًا لتصديرها للخارج.. مصانع صغيرة وعصارات وفرت فرص العمل لشباب القرية تعمل على تجميع وعصر العطر لاستخراج الزيت الخام، بجانب زراعة النباتات العطرية وخاصة العطر البلدى الذى تتميز به قرية الشيخ حسن وتزرع حوالى 1000 فدان منه بإنتاجية تصل إلى 24 كيلو جرامًا من زيت العطر الخام للفدان الواحد، وزراعته لا تتعدى 4 أشهر فى العام، أى تتم زراعة العطر مرتين سنويًا والعمل باقى المدة فى عصر الزيوت.
وتتميز قرية الشيخ حسن بإنتاج 5 أنواع من العطر، أبرزها العطر البلدى والريحان الفرنساوى، وتاجت، وبردقوش، ماليزيا، وهى زراعة انفردت بقلة التكاليف ولا تحتاج سوى تربة جيدة، خالية من الحشائش، وتوافر المياه، دون إضافة مخصبات أو أسمدة، ليكون المنتج مطابقًا لمواصفات التصدير وخاليًا من المبيدات.
«روزاليوسف» التقت عددًا من سكان هذه القري، فيقول محمد حسن أحد مزارعى قرية الشيخ حسن، إن معظم أهالى القرية يقبلون على زراعة النباتات الطبية والعطرية، نظرًا لقلة تكاليفها وسهولة متابعتها فهى زراعة سهلة، وتدر ربحًا جيدًا لمزارعيها كما أنها تصلح فى جميع أنواع الترب وخاصة الرملية.
وأضاف: نقوم بزراعة أنواع مختلفة من النباتات الطبية والعطرية، العطر البلدى، الريحان الفرنساوى، البردقوش، الطجت، الماليثيا، الزعتر، النعناع البلدى، الشيح البابونج.
وأشار حمدى على، من مزارعى النباتات الطبية والعطرية بقرية الشيخ حسن، إلى أن زراعة العطر البلدى من الزراعات السهلة حيث تتم زراعته مرتين سنويًا، وتتراوح مدته فى الأرض من 4 إلى 5 أشهر، وإنتاجية الفدان تتراوح ما بين 20 إلى 24 كيلو جرامًا من الزيوت للفدان.
ولفت جمال مصطفى، أحد أبناء القرية إلى أن زراعة العطر وجمعه وتكريره جذب الشباب للعمل من القرية والقرى المجاورة، حيث أصبحت القرية جاذبة للعمالة وتوفر العديد من فرص العمل بأجور جيدة للعاملين بها، حيث هناك من يعمل بالزراعة أو الحصاد، ومن يعمل بالنقل والذى يوفره المصنع لنقل المحصول من الأراضى الزراعية إلى مصانع التكرير وغلايات العصر، مما سهل العديد من فرص العمل، حيث تتم تعبئة العطور فى جراكن لتصديرها إلى عدد من الدول الأوروبية منها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
ونظرًا لأهمية المنيا كواحدة من أولى محافظات الجمهورية فى زراعة النباتات الطبية والعطرية، ونظرًا لأهمية هذه المنتجات الزراعية الاقتصادية اتجهت الدولة لدعم تلك المنتجات من خلال تنفيذ مشروع التكتلات الاقتصادية والتى تعتمد على استثمار الميزات التنافسية والتى تشتهر بها كل قرية فى توفير مشروعات اقتصادية توفر فرص عمل لأهالى تلك القرى وتنميتها اقتصاديًا.. ويعمل مشروع التكتلات الاقتصادية على تطوير منظومة الإنتاج والتصنيع والتطوير الزراعى، وزيادة حجم الاستثمار وزيادة مساحة الحصة التصديرية للمنتجات المحلية، مما يعود بالنفع على كل الجهات الشريكة، ورفع مستوى دخل العاملين بتلك التكتلات.