الأحد 6 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الوادى الجديد

3 ملايين نخلة.. قصة نجاح ورمز الصبر والكفاح

وسط أجواء شديدة الحرارة وتحت أشعة الشمس الحارقة، يبدأ مزارعو الوادى الجديد خلال هذه الأيام من كل عام فى حصاد محصول البلح لأكثر من 3 ملايين نخلة فى أجواء تملؤها البهجة والتفاؤل كونه يمثل عوضًا لتعب ومجهود عام كامل، فالنخلة بالنسبة لأهالى الواحات ليست مجرد شجرة تنتج محصولًا، لكنها رمز للصبر وللكفاح والهوية.



ولا شك أن أهالى الواحات فى الوادى الجديد عرفوا زراعة النخيل منذ آلاف السنين بفضل البيئة الصحراوية التى نشأوا وعاشوا فيها، وتنوعت الأصناف المزروعة حتى وصلت لأكثر من 25 صنفًا تجاريًا واقتصاديًا وغذائيًا تنتجها أكثر من 3 ملايين نخلة موزعين على الواحات الخمس، لذلك لقبت بقلعة التمور المصرية.

“روزاليوسف” التقت عددًا من مزارعى التمور بالوادى الجديد، إذ يقول حسنى حامد عمر، مزارع نخيل بالوادى الجديد: إن سر نجاح زراعة محصول البلح فى الواحات هو خبرة المزارعين فى زراعة النخيل، بالإضافة إلى البيئة الصحراوية ودرجة الحرارة المرتفعة والعوامل المناخية، فالوادى الجديد به نحو 3 ملايين نخلة موزعة على واحتها الخمس.

وأكد حامد، أن الصنف السيوى يمثل أكثر من 90٪، وهو من الأصناف الرطبة، بل يعد الصنف التجارى الأول بالمحافظة بجانب أصناف أخرى اقتصادية كالبرحى والمجدول وغيرهما، لافتًا إلى أن النخلة الواحدة تنتج ثمارًا من 80 لـ 120 كجم، وذلك على حسب نوعيتها ومدى العناية بها.

وأوضح أن أهم ما يميز الصنف السيوى عن الأصناف الأخرى، أنه لا تجود زراعته خارج الصحراء الغربية ولم يحقق نجاحًا وجودةً مثالية فى مناطق وادى النيل أو الدلتا لأنه يحتاج لأراض رملية ودرجات حرارة مرتفعة، كما أن زراعته سهلة وبسيطة ولا تحتاج تكلفة عالية أو تسويقا كما هو الحال فى صنفى البارحى والمجدول.

إلى ذلك يقول خيرى طليب، أحد تجار التمور بالوادى الجديد: إن موسم التمور هو موسم الخير فى الواحات، فهناك أكثر من 150 مصنعًا ووحدة تصنيع تعمل فى مجال تعبئة وتصنيع التمور، وهناك آلاف الشباب والفتيات والمواطنين يعملون فى هذه المصانع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مطالبًا بإعادة النظر فى رسوم التصاريح المبالغ فيها من قبل المحافظة نظير خروج البلح الخام للمحافظات الأخرى.

كان اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، قد كشف عن أنه يتم تنفيذ خطة شاملة للتوسع فى تصدير محصول البلح، من خلال إجراء تعاقدات تصديرية مع عدد من الدول، وتصدير تمور المحافظة إلى الأسواق الأوروبية والعربية التى كان آخرها “كندا - روسيا- إندونيسيا – المغرب” من خلال التعاقد على شراء المنتج الخام من مجمع تمور المحافظة الحكومى الذى ينتج نحو 25 صنفًا من منتجات التمور المصنعة، تتضمن البلح الخام والبلح منزوع النوى والمحشو بالمكسرات والفول السودانى والفستق واللوز، وبلح مغطى بالشيكولاتة والبلح الخام، وغيرها من الأصناف عالية الجودة والتى يتم تصنيعها وفقًا لأعلى درجات الجودة ومطابقة المواصفات.