«الذكاء الاصطناعى».. طفرة زراعية عملاقة
محمود محرم ومحمد السيد وأحمد زكريا
فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه الزراعة، وعلى رأسها التغيرات المناخية، ونقص الموارد المائية، وزيادة الطلب على الغذاء، يأتى الذكاء الاصطناعى كأحد الحلول الواعدة التى يمكن أن تحدث نقلة نوعية فى هذا القطاع الحيوى، من خلال تسخير قوة البيانات وتحليلها، والمساهمة فى تحسين إنتاجية المزارع، وتقليل التكاليف، وتعزيز استدامة الموارد.
أشاد الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعى، باستخدام التقنيات المتقدمة مثل الهندسة الوراثية والزراعة الدقيقة، مؤكدًا أهمية اعتماد التقنيات الرقمية لتحسين العمليات الزراعية، موضحًا أن التحول الرقمى يمكن أن يحدث نقلة نوعية فى القطاع الزراعى من خلال تحسين إدارة المزارع وتعزيز الشفافية فى سلسلة التوريد، واستخدام تطبيقات الهاتف المحمول والذكاء الاصطناعى لتتبع نمو المحاصيل، وتوقع التغيرات المناخية، وإدارة الموارد بشكل أفضل، ويمكن أن يساهم فى زيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد، هذه الحلول الرقمية ضرورية لمواكبة التغيرات السريعة فى السوق وضمان استدامة القطاع الزراعى فى مصر.
أوضح النائب مجدى ملك، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أنه آن الأوان للاستفادة من القطاعات الخاصة بالبحث العلمى والخاصة بتحسين وتطوير الخدمات المقدمة لقطاع الزراعة، وعلى رأسها جهاز تحسين الأراضى، مضيفًا أن هذا الجهاز يمتلك قدرات تتمثل فى الميكنة الزراعية الحديثة، التى تعتبر معطلة منذ سنوات، نتيجة غياب العمالة الفنية المدربة وعجز الجهاز الإدارى الشديد، الذى أدى لتراجع أداء هذا الجهاز بشكل لا يحقق الهدف الذى تم على أساسه إنشاء هذا الجهاز وتوفير التمويل اللازم لشراء الميكنة الزراعية.
وتابع أنه وجب اتخاذ خطوات عملية فى هذا الشأن لحل مشاكل الجهاز الإدارى وتعيين عدد من المهندسين الأكفاء أو انتداب عدد من العاملين بمراكز البحوث الزراعية لقيادة وتفعيل الجهاز، موضحًا أن وجود الميكنة الزراعية الحديثة يسهم فى خفض التكاليف وزيادة الإنتاج، وبالتالى تحقيق جدوى اقتصادية عالية للمساحات الزراعية المتاحة.
وأكد أن الفلاح المصرى يحتاج إلى الدعم من خلال توفير مستلزمات الإنتاج من المصادر المعتمدة فيما يخص التقاوى والمبيدات والتزام الوزارة بالتنسيق مع مصانع الأسمدة لتوفير الحصص اللازمة للمزارعين.
وطالب محمود شعلان، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، بضرورة الاهتمام بالفلاح المصرى، وتوفير مستلزمات الإنتاج، طبقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لوزير الزراعة الجديد، بتطوير الصناعات الزراعية وتوفير سبل الدعم اللازم، وضرورة وجود معاش، وإزالة العراقيل التى تواجه الفلاحين.
وقال إن الفلاح يعانى من مشكلة عدم توافر الأسمدة، وتوجيهات الرئيس السيسى تؤكد ضرورة دعمه وأهمية تطوير الصناعات الزراعية، وضرورة وجود معاش للفلاح تقديرًا له على جهوده فى مجال الزراعة وكفاحه وتعبه، موضحًا أن دعم الفلاح يساعد على الوصول إلى الاكتفاء ذاتيًّا فى المحاصيل المختلفة، خاصة فى ظل وجود الأراضى الصالحة للزراعة، علاوة على أن المزارع المصرى من أفضل المزارعين فى العالم.
وأكد أن الأزمة الاقتصادية العالمية لها تأثير أكبر على الزراعة والإنتاج الزراعى، ولذلك على الدولة دعم هذا القطاع الإنتاج الزراعى مهم على مستوى العالم أجمع، والدول فى أشد الحاجة إلى زيادة الإنتاج حتى يمكنها الاكتفاء ذاتيًّا سواء من القمح أو الزيوت بأنواعها كافة.
وأكد المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، أن التكنولوجيا الزراعية تلعب دورًا حاسمًا فى تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، خاصة فى ظل التحديات المائية التى تواجه مصر، مشيرًا إلى أنه مع محدودية الموارد المائية، أصبح من الضرورى الاعتماد على تقنيات الرى الحديثة مثل الرى بالتنقيط، الذى يساهم فى تقليل الفاقد المائى وزيادة كفاءة استغلال المياه فى الزراعة، وتحسين جودة الإنتاج.