الإثنين 17 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرحلة جديدة من العلاقات المصرية التركية

الرئيس التركى يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى
الرئيس التركى يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى

فى خطوة تعكس تطور العلاقات المصرية التركية، وفتح صفحة جديدة من مسار التعاون بين البلدين، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس بزيارة للعاصمة التركية، وسط استقبال حافل من الجانب التركى.



وجاءت زيارة الرئيس السيسى لأنقرة، تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى سبق وأن زار القاهرة فى فبراير الماضى، وتعد الزيارة الأولى لرئيس مصرى لتركيا منذ 12 عاما.

وتحمل الزيارة الرسمية، للرئيس السيسى، إلى تركيا، رمزية مهمة فى مسار تطور العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة فى الفترة الحالية، بعد سنوات من الخلافات والقطيعة، وتكلل الزيارة ثمار الزيارات المتبادلة بين مسئولى البلدين، على مدار ثلاثة أعوام، لطى سنوات الجمود والخلاف، ودفع مسار التقارب تدريجيا، وصولا لمستوى التطبيع فى العلاقات إلى مرحلة الصداقة والتعاون الإستراتيجي.

وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره أردوغان توقيع أكثر من 20 اتفاقية تعاون بين البلدين فى مختلف المجالات: الصناعات الدفاعية والطاقة والغاز المسال والاستثمار والسياحة والصحة والتعليم والثقافة.

وأعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر صحفى مشترك، عن شكره للرئيس أردوغان والشعب التركى الشقيق لحسن الاستقبال، مشيرًا إلى أن الشعبين يجمعهما تاريخ حضارى عريق.

وأضاف الرئيس السيسى: فى ظل الرغبة الصادقة بين البلدين لتعزيز التعاون، تؤسّس هذه الزيارة وما سبقها من زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة فبراير الماضى، لمرحلة جديدة من التكامل بين البلدين.

وأكد السيسى: تكللت الجهود بعقد الاجتماع الأول للتعاون الاستراتيجى بين القاهرة وأنقرة لإحداث نقلة فى التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والصناعة، والتأكيد على أهمية تيسير حركة التجارة البينية ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك للاستثمار فى مصر، مستهدفا فى الأعوام المقبلة رفع معدلات التبادل التجارى إلى ١٥ مليار دولار.

وشدد الرئيس على أن ما تعيشه منطقتنا اليوم من تحديات تؤكد أهمية التنسيق المشترك بين البلدين، وفى مقدمتها الكارثة غير المسبوقة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى لما يقارب العام.

وجدد الرئيس السيسى التأكيد على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس.

ونوه الرئيس السيسى إلى تبادل وجهات النظر مع الرئيس التركى حول الأزمة الليبية، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا والحفاظ على وحدة أراضيها وإنهاء أى تواجد للمرتزقة والمليشيات الأجنبية.

وحول الأوضاع فى سوريا رحب الرئيس السيسى بمساحة التقارب بين أنقرة ودمشق مع التشديد على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية وإنهاء معاناة الشعب السورى.

وتناول الزعيمان باستفاضة الأوضاع فى القرن الإفريقى والصومال واتفقا على ضرورة العمل على تحقيق وحدة الصومال وصون أراضيه، وكذا الأوضاع فى السودان.

وقال الرئيس السيسى: ونتطلع للتهدئة فى شرق المتوسط، حتى يتسنى لنا جميعًا التعاون فى تعزيز السلم والتنمية.

وفى كلمته فى المؤتمر الصحفى رحب أردوغان بشقيقه عبدالفتاح السيسى، مؤكدًا أن زيارته للقاهرة فبراير الماضى كانت نقطة تحول فى العلاقات وبداية تعاون فى جميع المجالات تعززها زيارة الرئيس السيسى، باعثًا بالتحية لشعب مصر الشقيق. 

وقال أردوغان: نمضى بخطوات ثابتة لتعزيز الشراكة والتعاون مع مصر، ونعمل على تطبيع العلاقات فى مجالات الطاقة والاستثمار والثقافة والسياحة، والتبادل التجارى.

وشدد أردوغان على رفض تركيا بشكل مطلق الاتهامات التى وجهها رئيس وزراء إسرائيل لمصر، لافتًا إلى العمل مع القاهرة على إرساء السلام والاستقرار فى المنطقة.

ونوه أردوغان إلى أن العام القادم يشهد الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية التركية المصرية.

 

 

 

 

وأشار أردوغان إلى التوافق التركى المصرى فى الرؤى بشأن القضية الفلسطينية، محملًا الاحتلال ومن يدعمه مسئولية الدمار وحرب التجويع التى تمارس بحق الفلسطينيين التى خلفت أكثر من ٤١ ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال.

وبعث أردوغان عبر الرئيس السيسى والوفد المرافق له بتحيات الشعب التركى إلى الشعب المصرى.

وتعد زيارة الرئيس السيسى لتركيا، نقلة نوعية فى مسار العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، بعد سلسلة من الزيارات المتبادلة بين مسؤولى البلدين خلال الأعوام الماضية.

بدأ التحسن فى مسار العلاقات المصرية التركية، منذ عام 2020، مع تبادل الزيارات بين مسئولين دبلوماسيين من البلدين، وبدأت اللقاءات الاستكشافية، بزيارة وفد تركى رسمى برئاسة نائب وزير خارجية تركيا، للقاهرة فى مايو 2021، وأجرى مباحثات فى الخارجية المصرية، وعقد لقاء آخر على مستوى نائبى وزيرى خارجية البلدين فى أنقرة فى سبتمبر من نفس العام.

وشهدت علاقات البلدين نقلة نوعية، فى 20 نوفمبر 2022، حينما صافح الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، نظيره التركى رجب طيب أردوغان، فى قطر على هامش افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم، ما مهد الطريق لمزيد من التعاون.

أعقب ذلك تطور فى العلاقات على الصعيد الرئاسى، حيث تبادل الرئيسان التهانى بمناسبة الفوز بالانتخابات الرئاسية، حيث أجرى الرئيس المصرى فى 29 مايو 2023، اتصالا هاتفيا، بأردوغان لتقديم التهنئة بفوزه بالانتخابات الرئاسية التركية، وبادله الأخير التهنئة فى اتصال هاتفى فى 20 ديسمبر 2023، بعد فوز السيسى بانتخابات الرئاسة المصرية.

وفى 10 سبتمبر 2023، كان لقاء القمة بين الرئيسين المصرى التركي، فى نيودلهى بالهند، على هامش اجتماعات قمة العشرين، وأكدا وقتها على «أهمية العمل لدفع مسار العلاقات بين البلدين، واستئناف مختلف آليات التعاون الثنائى»، حسب بيان للرئاسة المصرية وقتها.

وتكللت الاتصالات الدبلوماسية، بزيارة الرئيس التركى للقاهرة فى 14 فبراير 2024، والتى شهدت التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشتركة، بينهما «إعلان إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الإستراتيجى رفيع المستوى بين مصر وتركيا».

وما بين اللقاءات والاتصالات الرئاسية، تبادل مسئولو البلدين اللقاءات والزيارات، بجانب المواقف التى عززت مسار تطبيع العلاقات من جديد، وحظى الموقف الإنسانى لمصر من زلزال تركيا فى فبراير 2023، تقديرا من أنقرة، بعد أن أرسلت القاهرة مئات الأطنان من المساعدات للشعب التركى بطائرات وسفن وإقامة مستشفى ميدانى لعلاج المصابين، بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصرى وقتها سامح شكرى لتقديم التضامن مع الجانب التركى.

وبموازاة العلاقات السياسية، كانت هناك لقاءات وزيارات لمسئولى البلدين، لدفع مسار العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث زار تركيا، وزير التجارة والصناعة المصري، فى 11 يونيو 2024، وبحث مع نظيره التركى عمر بولات، تطوير العلاقات الاقتصادية، وسبق ذلك لقاءات نظمتها الهيئة العامة للاستثمار فى مصر، فى 27 مايو 2024، مع عدد من الشركات التركية  الرائدة فى قطاع الاستثمار السياحى والفنادق.