الإثنين 14 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التعليم قضية وطن بشائر.. عام دراسى منضبط بلا كثافة

ينطلق العام الدراسى الجديد، السبت المقبل، لنحو 25 مليون طالب داخل منظومة التربية والتعليم والممتدة من رياض الأطفال حتى شهادة الثانوية العامة أو الدبلومات الفنية، حيث يشهد العام الجديد العديد من التغيرات التى يتم تطبيقها على أرض الواقع لأول مرة لضمان عودة الطلاب إلى المدرسة وتحقيق أعلى قدر من الاستفادة لهم، أبرزها حل أزمة كثافات الفصول، وحلول مبتكرة لعجز المعلمين، ومواجهة العنف والتنمر المدرسى، وزيارات ميدانية مستمرة، ومواجهة الدروس الخصوصية، والتخفيف على طلاب الثانوى العام.



 

الزيارات الميدانية

يتسم العام الدراسى الجديد بالتواجد الدائم لوزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، فى كل محافظات الجمهورية، حيث أعلن فور توليه منصبه أنه سيتواجد فى كل مدرسة على مستوى الجمهورية، وقد بدأ بالفعل فى زيارة ما يزيد على 20 محافظة خلال فترة الإجازة الصيفية، على أن يتم استكمال هذه الزيارات بشكل دائم خلال العام الدراسى الجديد، ومن المتوقع أن يؤثر ذلك على الزيارات الميدانية لكل القيادات الموجودة على مستوى المديريات والإدارات التعليمية، التى ستتواجد بشكل كبير يوميًا فى كل المدارس التابعة لها.

عجز المعلمين

تحاول وزارة التربية والتعليم هذا العام حل مشكلة عجز المعلمين الذى بلغ 469 ألف معلم، حيث استمرت الوزارة فى تطبيق المبادرة الرئاسية لتعيين 30 ألف معلم سنويًا، التى بدأت بالفعل منذ عامين وتستمر بشكل دورى، إضافة إلى الاستفادة بخبرة المعلمين الذين بلغوا سن المعاش إذا ما رغبوا فى الاستمرار بالعمل مجددًا، كما اعتمدت الوزارة التعاقد مع 50 ألف معلم بالحصة فى مختلف الإدارات التعليمية على حسب الحاجة، كذلك الاستعانة بالخريجين لأداء الخدمة العامة بالتعاون مع وزارتى التعليم العالى والتضامن الاجتماعى، وإعادة توسيع أنصبة الحصص للمواد المختلفة.

كما وضعت الوزارة حلولًا أخرى لحل أزمة العجز على مستوى المواد التعليمية وليس المعلمين، عن طريق فتح باب التقدم لجميع المعلمين الراغبين فى تغيير التخصص بعد حصولهم على تدريب معتمد من الأكاديمية المهنية للمعلم بشرط أن يكون التخصص الأساسى به زيادة فى الأعداد والتخصص الجديد به عجز، على أن يتم إخطار الوزارة بالمعلمين الراغبين فى النقل حتى يتم تجهيز البرنامج التدريبى الخاص بهم، كما فتحت أيضًا باب التقدم لجميع المعلمين لتغيير المسمى الوظيفى الخاص بهم حال تعيينهم على تخصص مخالف للتخصص الرئيسى الحاصلين عليه بالجامعة، بحيث يتم تدريس المادة المطابقة للمؤهل الدراسي.

كثافات الفصول

«كثافة الفصول».. أزمة تظهر مع الأيام الأولى من العام الدراسى لكل عام، خاصة فى المحافظات الأعلى كثافة، مثل: «الجيزة ـ الشرقية ـ القاهرة»، حيث قررت وزارة التربية والتعليم نقل المدارس الثانوية بالعديد من الإدارات التعليمية إلى الفترة المسائية، على أن يتم استغلال هذه المدارس فى الفترة الصباحية للمدارس الإعدادية وهو الذى يضمن استفادة طلاب المرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة من التكنولوجيا الموجودة فى جميع المدارس الثانوية من السبورات الذكية والمعامل وغيرها، فى حين يتم تفريغ المدارس الإعدادية لصالح المدارس الابتدائية، التى تعتبر الأعلى كثافة على مستوى الجمهورية، على أن تكون هذه القرارات على مستوى كل إدارة تعليمية وفق الاحتياجات الخاصة بها.

وأكدت الوزارة أن المناطق التى تشهد كثافات كبيرة سيتم تطبيق نظام ٦ أيام دراسية بها مقابل يوم واحد للإجازة، على أن يكون أحد هذه الأيام مخصص للأنشطة، وأتاحت الوزارة عدة أفكار أخرى، مثل: فكرة الفصل المتحرك الذى يتم العمل به فى أغلب دول العالم ليكون هذا الفصل فى إحدى غرف النشاط أو التربية الرياضية، وحصر كل الفراغات التعليمية الموجودة ليتم استغلالها على أكمل وجه لصالح تخفيض الكثافات إلى 40 طالبًا بحد أقصى، ومنها الكنترولات والصالات متعددة الأغراض.

 

 

 

إعادة الطلاب إلى المدرسة

من أبرز الطرق التى استخدمتها وزارة التربية والتعليم لإعادة طلاب النقل إلى المدارس، تغيير نظام التقييم فى هذه المرحلة ووضع درجات محددة من أعمال السنة على حضور الطلاب لضمان تحصيلهم المادة التعليمية كاملة، فبالنسبة للصفين الأول والثانى الابتدائى يتم التعامل معهما بالألوان كما هو معتاد فى السنوات الماضية، إلا أن التقييم يتم على 100 درجة شهريًا منها 20 الأداء الصفى داخل الفصل و20 للمهام التحريرية المنزلية و20 للأنشطة الصفية المصاحبة للمادة و20 للتقييم الأسبوعى و5 درجات للسلوك، بالإضافة إلى درجات الحضور والغياب بحيث لا يقل حضور الطالب فى الفصلين الدراسيين عن 60% وفى حالة عدم الحضور لا ينقل إلى الصف الأعلى، إلا بعد اجتياز برنامج علاجى تقوم به المدرسة فى نهاية العام الدراسى وتحت توجيه الإدارة التعليمية.

وقد عدلت الوزارة نظام الدراسة فى الصف الثالث الابتدائى ليكون بامتحانات أسوة بالصفوف الأعلى من الرابع إلى السادس الابتدائى، ولا يمكن نقل الطلاب إلى الصفوف الأعلى، إلا بعد اجتياز الامتحانات وأعمال السنة الخاصة بهذه الصفوف، وفيما يختص بالصفين الأول والثانى الثانوى أكدت الوزارة أن الفصل الدراسى الواحد سيتم فيه اختباران تخصص نسبة 15% إلى كل منهما، بالإضافة إلى 10% للسلوك والمواظبة و15% لكشكول الحصة والواجب و15% للتقييمات الأسبوعية بإجمالى 40% لأعمال السنة و60٪ للامتحانات.

التنمر والعنف المدرسي

شهدت العديد من المدارس خلال السنوات الماضية حالات من العنف المتبادل بين الطلاب والمعلمين أو بين المعلمين وأولياء الأمور، الأمر الذى دفع الوزارة إلى إنتاج لائحة الانضباط المدرسى التى تضمن العلاقات داخل منظومة التربية والتعليم، وتساعد المدرسة على أن تكون النواة الثانية فى المجتمع بعد الأسرة، وتضمن للطالب الحق فى بيئة تعليمية آمنة، وداعمة للعملية التعليمية، وخالية من التمييز، والتحرش، والمضايقات، والتعصب الأعمى، مع تحقيق الأمن الفكرى، والراحة النفسية للطلاب، وتأكيد أن للطالب الحق فى المعاملة القائمة على الاحترام المتبادل، دون تفرقة أو تمييز لأى سبب.

وقد تم تقسيم المخالفات إلى أنواع، منها «البسيطة»، ومن أبرز أشكالها التأخر عن الطابور الصباحى أو عدم المشاركة فيه دون عذر مقبول، والتأخر عن الحضور فى الوقت المحدد لبدء الحصة الدراسية، دون عذر مقبول، وعدم الالتزام بالزى المدرسى، أو الرياضى الخاص بالمدرسة، دون عذر مقبول، وتطويل الشعر للأولاد أو القصات الغريبة للأولاد والبنات، وعدم إحضار الكتب والأدوات المدرسية، دون عذر مقبول، وعدم اتباع قواعد السلوك الإيجابى داخل الصف وخارجه، مثل عدم المحافظة على الهدوء، والانضباط أثناء الحصة، وإصدار أصوات غير لائقة داخل الصف أو خارجة، والنوم أثناء الحصة الدراسية أو الأنشطة المدرسية الرسمية دون مبرر، بعد التأكد من الحالة الصحية للطالب، وتناول الطعام أثناء الحصص، وأثناء طابور الصباح، دون مبرر أو إذن.

أما المخالفات «المتوسطة» فلها أشكال عدة.. أبرزها: التغيب عن المدرسة، دون عذر مقبول فى أى وقت، بما فيها قبل وبعد الإجازات والعطل ونهاية الأسبوع، وقبل الامتحانات، والدخول إلى الفصل والخروج منه وقت الحصة، دون استئذان، وعدم حضور الأنشطة والفعاليات المدرسية، دون عذر مقبول، والتحريض على الشجار، أو تهديد أو تخويف أى من الزملاء فى المدرسة، وإتيان ما من شأنه مخالفة الآداب العامة أو النظام العام بالمدرسة. ومخالفات الدرجة الثالثة «الخطيرة» تشتمل على التنمر بأنواعه، وأشكاله المختلفة، والغش أو الشروع فيه، ونقل ونسخ الواجبات والتقارير، والأبحاث أو المشاريع، ونسبتها لنفسه، والإساءة اللفظية، والتطاول على الطلاب أو العاملين أو ضيوف المدرسة، والتدخين داخل حرم المدرسة، وحيازة أدواته، ورفض التجاوب مع تعليمات التفتيش أو تسليم المواد الممنوعة، والخروج من المدرسة دون إذن، أو الهروب منها أثناء اليوم الدراسى، ومحاولة التشهير بالزملاء، والعاملين بالمدرسة فى وسائل التواصل الاجتماعى، والإساءة لهم، وانتحال صفة الغير فى المعاملات المدرسية، أو تزوير الوثائق الخاصة بالمدرسة.

ويتم التعامل مع المخالفات بتطبيق العقوبات المتدرجة التالية فى حالة ارتكاب الطالب أى منها بالتنبيه الشفوى، والتنبيه الكتابى، وقيام الطالب بأداء مهام مدرسية إضافية وبعد انتهاء اليوم الدراسى، وخصم بعض أو كل درجات السلوك فى مادة أو أكثر، وتحويل الطالب للإخصائى الاجتماعى، واستدعاء ولى الأمر، والفصل المؤقت من المدرسة لمدة أسبوع، والفصل المؤقت من المدرسة لمدة أسبوعين، والفصل المؤقت من المدرسة حتى نهاية الفصل الدراسى، والفصل المؤقت من المدرسة لمدة عام دراسى كامل، والنقل تأديبيًّا إلى مدرسة أخرى، وتحويل الطالب لنظام الدراسة من الخارج.

مواجهة الدروس الخصوصية

فى محاولة من «التربية والتعليم» لاقتصار منظومة التعليم على المدارس فقط ومواجهة الدروس الخصوصية بجميع أشكالها وتحقيق أقصى استفادة دراسية ممكنة للطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية، أعلنت الوزارة مجموعات التقوية والدعم التعليمى، وأن تكون اختيارية فى المواد الدراسية لجميع صفوف النقل والشهادتين الإعدادية والثانوية العامة؛، بحيث تبدأ من أول يوم دراسى، وفى غير مواعيد الدراسة النظامية لمدة ساعتين أسبوعيًا، من معلمى المدرسة أو المدارس التابعة لنفس الإدارة التعليمية.

كما يتم تخفيض قيمة الاشتراك بنسبة ٥٠% للطلاب أبناء العاملين بالتربية والتعليم، وأبناء الشهداء، والأيتام، والمصابين بعجز كلى لكل الصفوف الدراسية، ويختص مجلس إدارة المدرسة بتحديد قيمة مبلغ الاشتراك بالمجموعة، على ألا تتجاوز قيمة اشتراك المجموعة 50 جنيهًا للطالب الواحد فى الحصة، على أن يُراعى مجلس إدارة المدرسة ومجلس الأمناء والآباء والمعلمين بالمدرسة الوضع الاقتصادى والظروف الاجتماعية لغالبية طلاب المدرسة عند تحديد قيمة الاشتراك.

 

 

 

ضبط منظومة المدارس الدولية

اتخذت وزارة التربية والتعليم عدة إجراءات خلال هذا العام الجديد لتعزيز الهوية الوطنية والثقافية والدينية لدى الشباب لتحصين الطلاب ضد مخاطر الفكر المتطرف والغزو الثقافى والأمراض المجتمعية والسلوكية لدى الطلاب فى المدارس الدولية، حيث ألزمت جميع المدارس المرخص لها تدريس مناهج دولية أو أجنبية أو ذات طبيعة خاصة «دولية» بتدريس مادة اللغة العربية لمرحلة رياض الأطفال وتدريس مادتى اللغة العربية والتربية الدينية لطلاب الصفوف من الأول حتى الثالث أو ما يعادلهم.

وتدريس مواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الدينية من الصف الرابع حتى الصف التاسع أو ما يعادلهم، على أن يخصص لهم ١٠٪ من المجموع الكلى فى نهاية كل صف دراسى، إلى جانب تدريس مواد اللغة العربية والتاريخ والتربية الدينية فى جميع المراحل التعليمية من الصف العاشر حتى الصف الثانى عشر أو نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها ويتضمن المجموع الكلى للشهادة الدولية المعادلة لشهادة الثانوية العامة درجات مادتى اللغة العربية والتاريخ بنسبة ١٠% لكل مادة دراسية عن طريق امتحان عام تنظمه وزارة التربية والتعليم.