خالد الرويعى رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية بمجلس التعاون الخليجى فى حوار لـ«روزاليوسف» المسرح الخليجى شهد عودة استثنائية على أرض الرياض
الرياض - هند سلامة
اجتمعت دول الخليج الأعضاء بمجلس التعاون الخليجى لإقامة ملتقى مسرحى كل عامين لتفعيل نشاطهم المسرحى بين بعضهم البعض وهى قطر؛ السعودية؛ سلطنة عمان؛ الإمارات؛ البحرين؛ الكويت؛ بينما تأتى المفارقة هذه المرة باستضافة مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية لفعاليات المهرجان للمرة الأولى على أرضها بعد امتناع دام سنوات عجاف؛ توقف المهرجان عشر سنوات كاملة ويعود بعد توقفه بين أحضان مدينة الرياض عن هذه العودة الاستثنائية ومشروع مجلس التعاون الخليجى لتبادل الخبرات والفن بين الدول الأعضاء قال المخرج خالد الرويعى رئيس اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية بمجلس التعاون الخليجى فى هذا الحوار:
■ كيف جاءت فكرة تأسيس مهرجان للمسرح الخليجي؟
- جاء المهرجان بمبادرة من المسرحيين بدول الخليج عام 1984 حيث تأسست اللجنة المشتركة بين دول الخليج وكان الهدف منها دعم المشروع ، تأسست هذه اللجنة بعد عقد اجتماعات رفعنا مشروع المهرجان لدول الخليج بمجلس التعاون الذى كان مؤسسًا منذ عام 1980 شعروا بأن الفرصة متاحة لتبنى الأفكار وعندما تم عرض مشروع المهرجان على دول الخليج تم تبنيها من الوزارة ووقتها قرروا أن تكون الدورة الأولى بدولة الكويت التى رحبت بإقامتها ومن ثم توالت الدورات.
■ اليوم تنعقد الدورة الرابعة عشرة بينما عمر المهرجان أكبر من عدد الدورات؟
- المهرجان تأسس منذ 36 عامًا، يقام كل عامين حتى نمنح الدولة المستضيفة الفرصة لإعداد نفسها تنظيميا وفنيا لإقامة الندوات واستقبال الضيوف بشكل جيد، كما لا بد من منح الفرق المسرحية المشاركة الوقت الكافى لإعداد نفسها للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان.
■ ما الهدف من إنشاء مهرجان يجمع دول الخليج وحدها؟
- هى ست دول لأنه مهرجان خليجى لمجلس التعاون، يتشاركون واللجنة الدائمة تشرف على تسيير المهرجان لجنة دائمة مستمرة تأسست منذ عام 1984 حتى اليوم لجنة مشتركة بين المسئولين والفنانين عمرها و40 سنة كانت الخطة العجيبة أن يتشارك الفنانون والمسئولون فى لجنة مشتركة وهذا الشكل غير موجود بالدول العربية، وبالتالى انطلاقًا من مجلس التعاون الخليجى رأى الفنانون من 40 سنة أن هناك جامعا مشتركا بين الدول الأعضاء، ثقافة واحدة ..عائلة واحدة.. بدلًا من أن يعمل كل فنان بمفرده فى دولته وجدنا أن هذه فرصة للتعاون معًا فى المشاريع، وهذا يفتح الطريق لإقامة مشاريع مشتركة بين الدول الأعضاء أن يتلاقى الفنانون الخليجيون بشكل مباشر، لتبادل الأفكار وتطوير إمكانياتهم، وضمن كثير من الإصدارات تتحدث عن هوية المسرح فى الخليج تأكيدًا أننا لا بد أن ننجح سويًا.
■ فى رأيك ما الهوية التى تميز المسرح بالخليج عن الدول العربية الأخرى؟
- على العكس نحن نعتبر المسرح بالخليج جزءًا مهمًا من العالم العربى ولا يمكن تصنيف العروض على أساس أن هذا عرض خليجي أو عربى، الفن واحد، لكن لأن الظروف سمحت لمزيد من التعاونات وجدنا أن المسرح وجه من أوجه هذه التعاونات بين دول الخليج، كما يحاول الفنانون بالدول تطوير أنفسهم كذلك تحاول دول الخليج التطوير من أنفسهم لأن الظروف مواتية، هناك مجلس تعاون، منظومة تعاون بين كل دول الخليج بالثقافة والمسرح، لدينا سياسات ثقافية وتجارية واحدة وبالتالى كان مهم استغلال هذه الفرصة حتى نواصل هذا الشكل من التعاون.
■ هل كانت المملكة العربية السعودية عضوًا دائمًا بالمجلس؟
- السعودية عضو دائم معنا منذ إنشاء المهرجان عام 1984.
■ إذن لماذا تأخر قبولها لتنظيم المهرجان على أرضها.. وهل تواجد المرأة بأعمال مسرحية كان سببًا فى رفض المملكة لتنظيم المهرجان؟
- لظروف المملكة فى تلك الفترة.. لكن مع انطلاقة رؤية سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان هناك تحاولات كثيرة تشهدها المملكة من بينها الترحيب باستضافة هذه الدورة، ومن الجائز أن تكون مسألة مشاركة المرأة بعروض مسرحية أحد العناصر لكن ليس هو السبب الرئيسي، هناك أسباب أخرى، بينما اليوم أصبحت السعودية تمر بتحولات كبرى لجعل المملكة نقطة جذب لكل أنواع الثقافات وأنواع الفنون فلم يعد هناك أى عذر يمنع المملكة من استضافة هذه التظاهرة.
■ كيف رأيت دورة هذا العام بالرياض؟
- نتيجة التعاون المثمر بين اللجنة الدائمة وهيئة المسرح للفنون الأدائية أثمر عن انطلاقة جديدة للمهرجان، بالعودة بعد انقطاع دام عشر سنوات لظروف وتحديات كبرى كانت تمر بها المنطقة، هناك الكثير من الأشياء التى عطلت انعقاد المهرجان، بينما العودة جاءت بين أحضان الرياض من حسن المصادفات أن تكون الرياض محطة الاستضافة الأولى لانطلاقة جديدة للمهرجان، أعتقد أن الدورة كانت مميزة، البرنامج مزدحم بالعروض ولقاءات الفنانين مع ضيوف نوعيين تم استقطابهم لعمل شراكات والتعرف على خبرات ولقاءات مختلفة فى كل زاوية، الورشة الرئيسية أقيمت لأول مرة عن الإدارة الثقافية للفرق المسرحية، ضيوف المهرجان أنفسهم يرتبون اجتماعات من أجل خلق مشاريع خارج الظل سوف تقام مستقبلًا، بشكل عام أصبح المهرجان ملتقى لعقد هذه الشراكات من أجل تنمية المسرح بدول الخليج من خلال الضيوف المميزين، الندوات الفكرية ناقشت البنية الرئيسية للمسرح فى الخليج لإثراء الحوار والوقوف على بعض النقاط التى بحاجة إلى تطوير، كما كان هناك احتفاء مختلف بالمكرمين هذه الدورة سواء بإقامة أجنحة خاصة لهم بتوقيع الكتب أو بالإصدارات الخاصة بهم، إلى جانب استضافة ضيوف من دول خارج الخليج كى نقيم شراكات بيننا وبينهم بالإضافة إلى أنهم يشاهدون ماذا يحدث بالمسرح الخليجي، من خلالهم نعقد الكثير من الملتقيات خارج المشهد مثل اجتماع مديرى المهرجانات الخليجية لبحث وتطوير المهرجانات بدول الخليج.
■ كيف يتم تنظيم وتبادل انعقاد المهرجان بين دول الخليج؟
- نحن نسير بالحروف الأبجدية فى تبادل انعقاد دورات المهرجان بين دول الخليج، الدورة القادمة ستكون بدولة الإمارات، ثم البحرين ثم نعود للمملكة العربية السعودية من جديد وهكذا لدينا نظام نسير عليه.
■ هل هناك أفكار بتحويله لمهرجان سنوى بدلًا من الانعقاد كل عامين؟
- عمل اللجنة لا يقتصر على المهرجان فقط هو عمل سنوى ممتد لدينا مشاريع مختلفة، المشروع الرئيسى هو المهرجان بينما لدينا أفكار لمشاريع مختلفة على سبيل المثال سوف نطلق موسوعة المسرح فى الخليج لتوثيق كل الأعمال المسرحية بدول الخليج لأن عمر المسرح بها أكثر من 100 سنة وهذه الموسوعة ستضم الفرق والفنانين والممارسين للمسرح والعروض، والتنسيق جار، لكن الاقتراح بإقامة المهرجان بشكل سنوى صعب تنفيذه لأنه يشكل إرهاقًا على الدولة المستضيفة لأن كل دولة لديها مهرجاناتها الخاصة بها، وبالتالى لمزيد من الجودة فى التنظيم من الأفضل أن نمنحها الوقت حتى تستعد لاستقبال فعاليات المهرجان.