القاهرة ترفض الحرب الإسرائيلية على لبنان
نورالدين أبوشقرة
تصعيد خطير وتحول مفاجئ ببوصلة القتال من جانب جيش الاحتلال، وذلك بسبب التصعيد الراهن بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله اللبناني، عبر شن غارات مكثفة على أماكن عسكرية وحيوية للحزب، ما دفع وزيرى خارجية مصر ولبنان، بدر عبدالعاطى وعبدالله بوحبيب، لمناقشة التطورات الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط، بعد الغارات الإسرائيلية التى شنها الجيش الإسرائيلى على الجنوب اللبنانى. وخلال لقاء لهما على هامش أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أدان الوزيران العدوان على الأراضى اللبنانية، ودعيا لاحترام سيادة وسلامة لبنان، وأن المساس بأمن لبنان مساس بأمن المنطقة ككل، فضلًا عن أن الطرفين اتفقا على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلى المستمر واضطلاع الدول الفاعلة بدورها فى هذا الصدد، وللحيلولة دون توسع المواجهات وتحولها إلى صراع إقليمى واسع النطاق. وأكد الوزيران ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها وفق القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى والاتفاقات ذات الصلة، خاصة اتفاقات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها الإضافية، بما يوفر للمدنيين الحماية التى تكفلها المواثيق الدولية من تبعات العدوان الذى تشنه إسرائيل، مشددين على أنه لا سبيل لحل الأزمة الحالية فى الشرق الأوسط سوى من خلال تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، ووقف العدوان على قطاع غزة ولبنان.
من جانبه، قال الدكتور جهاد حرب، الكاتب والباحث السياسي: إن كلا من الجيش الإسرائيلى وحزب الله حققا الكثير من أهدافهما. ولفت إلى أن معرفة الاحتلال بقدرات حزب الله العسكرية حال دون استمرار المناوشات بين الطرفين، وبالتالى كان على حزب الله ان يرد على هذه الهجمات وأن يستعرض قوته للمنطقة وأنه قادر على “استنزاف” إسرائيل، ليتمكن وفى وقت قصير على إجبار ما يزيد على 80 ألف إسرائيلى على إخلاء الشمال الإسرائيلى على الحدود مع لبنان، ولا يزال أكثر من 50 ألفًا بانتظار إجلائهم بعد 5 أشهر من القتال. وأوضح أن إسرائيل وضعت نفسها بين “شقى الرحى”، فهى لم تغلق صفحة حماس والمقاومة الفلسطينية المتجددة، ولم تصل إلى هدنة وقامت بتوجيه قواتها نحو الضاحية الجنوبية، كما استطاع حزب الله مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل لمدة 5 أشهر، فى وقت يريد حزب الله أن يقلل خسائره إلى أدنى حد. بدوره، قال كمال علاونة، الباحث والخبير الاستراتيجي: إن تحول نتنياهو المفاجئ إلى جبهة لبنان “غير مبرر” وأنه يريد أن يفتح عدة جبهات من أجل المزيد من الوقت حتى لو كان على حساب شعبه وجيشه، ويريد أن ينقذ نفسه والائتلاف الخاص به، كما أنه يريد أن يثبت للعالم أنه قادر ويتفوق بمراحل على الدول المحيطة بإسرائيل. ولفت إلى أن استمرار تجاهل نتنياهو مطالب شعبه يزيد من حالة الغضب والخوف لدى جنوده الذين سيتعين عليهم أن يتحملوا عبء جبهتى قتال عند اندلاع الحرب فى لبنان، علمًا بأن معظم الغضب بين القوميين الدينيين الذين يخدمون فى الجيش، مشيرًا إلى أن الخلاف تصاعد بينهم وبين اليهود الحريديم منذ بداية الحرب، ما سيكون له تأثير سلبى على أرض الميدان.