من الجبهة إلى الملعب
حكايات أبطال صنعوا المجد فى معركة العزة والكرامة
سهام حلوة
كلما حلت ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة، شعر كل مصرى وطنى بالفخر والعزة والكرامة لهذه الذكرى العطرة، التى شهدت انبعاث روح الوطنية والفداء والشموخ واستعادة المصريين الجين الوراثى لأجدادهم، الذين أوصوهم بالتمسك بكل قطرة ماء وحبة تراب من هذا الوطن العظيم، والحفاظ عليه من الأعداء.
ومع مرور الذكرى 51 على انتصار 6 أكتوبر المجيد، أكد الرياضيون عن فخرهم وسعادتهم الكبيرة بهذا الانتصار العظيم، وفى البداية قال اللواء محمد حلمى مشهور، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم: «إن هذه الأيام تمثل له ذكرى الحرية والفداء والإخلاص والعمل وحب الوطن وفدائه بالروح، ذكرى الشهداء الذين قدموا الغالى والنفيس وضحوا بسعادتهم من أجل أن نحيا فى عزة وكرامة».
وتابع مشهور: «هؤلاء الشهداء سيظلون منارة نقتدى ببطولاتهم حتى نتخطى الصعاب والظلام الدامس لنصل إلى المكانة التى تستحقها مصر، التى ذكرت فى القرآن الكريم وأوصى النبى الحبيب بها وبأهلها خيرًا وذكرت فى الإنجيل أكثر من مرة»، موضحًا أن هذا الانتصار الرائع الذى كشف عن معدن الجندى المصرى العظيم رغم الفوارق الكبيرة فى الإمكانيات والمعدات مع العدو، ولكن الإنسان المصرى بكفاحه وفدائيته ألغى كل هذه المقاييس وغيّر المعادلات الحربية وانتصر للعدل والحق، بالرغم من قوة الأعداء الذين ساعدتهم أقوى دولة فى العالم.
وأضاف: «الجندى المصرى ضرب أفضل الأمثال فى التضحية والعمل والاجتهاد والسعى للنجاح بالرغم من الفوارق الرهيبة فى الإمكانيات والنواحى المالية والتكنولوجية مع الأعداء، واستعان بقوه الحق وبدفاعه عن حقوقه رافضًا التخلى عن حبة رمل واحدة».
وقال اللواء عبدالخالق مكى، سكرتير عام اتحاد المصارعة، مدير عام نادى المعادى السابق ـ الذى شارك كطيار مقاتل فى الحرب المجيدة: «إنها لا تكاد تمر عليه لحظة إلا ويتذكر فيها هذه الحرب المجيدة وبطولات إخوته فى سلاح الطيران الذين فتحوا طاقه نور لعبور القوات المصرية لخط بارليف وقطع يد إسرائيل الطولى، كما كانت تصف وتزعم»، كاشفًا عن سعادته الكبرى عندما يقرأ الفاتحة على أرواح إخوته الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى هذه الحرب العظيمة.
أكد «مكى»، أن أكتوبر ليست ذكرى فقط فهو دائمًا ما يتحدث مع حفيده «سيف» الطالب بالجامعة الذى يعيش مع جده وأسرته فى الولايات المتحدة الأمريكية، عن هذه الحرب المجيدة والأجمل أن «حفيده» دائمًا ما يحرص على أن يقص على أقرانه عقب صلاة الجمعة بطولات جده العظيمة والجيش المصرى العملاق فى حرب أكتوبر، وهو ما يجب أن نعمل عليه جميعًا فى مواصلة السرد والحكى للأبناء والأحفاد والأجيال القادمة حتى نحافظ على بث روح أكتوبر فى نفوس الشباب لتظل أكتوبر موجودة فى الوجدان، وهى نبراس لعمل المصريين فى المستقبل ولتأكيد أن المصريين الذين فعلوها مرة قادرون أن يفعلوها أكثر من مرة كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وأشار بطل حرب أكتوبر المجيدة، إلى أن عظمة الحرب أنها جاءت عقب نكسة 67، والمصريون منذ اليوم التالى للهزيمة أعلنوا رفضهم للاستسلام وبدأوا على الفور الإعداد لحرب التحرير، التى بدأت بحرب الاستنزاف، وانتهت بانتصار أكتوبر العظيم، وعبور قناة السويس ودحر خط برليف أقوى خطوط الدفاع على مستوى العالم والتى شهدتها الحروب، ونجح الجندى المصرى خير أجناد الأرض فى هدم هؤلاء الطواغيت، وتأكيد أنه صاحب رسالة وأرض مباركة رفض أن تلوث أرضه بأنفاس الأعداء ونجح بفدائيه فى أن يقف الجندى أمام الدبابة، ونجح الطيران المصرى فى كتابه ملحمة عظيمة فى الدفاع عن سماء الوطن الغالى، بعدما تم تدمير كل الطيران المصرى فى حرب 67.
وأوضح «مكى»، أهمية أن نظل ننقل روح أكتوبر من جيل إلى جيل حتى نحفر فى عقول وقلوب أبناء مصر الحفاظ على مقدراتها، خاصة أن الأعداء حولنا فى كل مكان ولا يريدون أن يكون لمصر جيش قوى حتى تسقط الدولة، كما حدث فى دول الجوار وسقوط جيوشها بخطط شيطانية للأعداء.
بينما قال البطل الأوليمبى محمد المنياوى، صاحب ذهبية رفع الأثقال بباريس 2024: «أبى دائمًا كان يحكى عن حرب أكتوبر، والتى شارك فيها كل أطياف الشعب المصرى، وكيف كان الجميع يقتصد فى طعامه ومعيشته حتى يشاركوا فى التبرع للقوات المسلحة لنبنيها من جديد، كما كان يحكى لنا بمرارة عن هزيمة 67، وبفخر وعزة عن انتصار 73»، مضيفًا: «كنت أتمنى أن أشارك فى هذه الحرب المجيدة، ولكن حاليًا أحاول أن أكون جنديًا من جنود مصر فى مجالى، وأرفع علم مصر فى البطولات الكبرى التى أشارك بها، ودائمًا ما أتحدث عن انتصار أكتوبر العظيم خلال سفرياتى المختلفة، وأتمنى أن نواصل رعاية النشء ونجسد لهم معانى النصر، حتى نظل أقوياء ومتيقظين ومتمسكين بروح أبطال أكتوبر العظام».
وأكدت البطلة الباراليمبية نادية فكرى، صاحبة برونزية دورة باريس 2024، أن انتصار أكتوبر جعل كل المصريين بل والعرب تصل أعناقهم إلى عنان السماء بهذا العمل البطولى العملاق، الذى محا مرارة الهزيمة وجاء بالانتصار العظيم الذى استرد الأرض والشرف».
وتابعت «نادية»: «أشكر كل أب وأم وزوجة لأبطال حرب أكتوبر المجيدة، الذين شاركوا فى هذا العمل البطولى، وتحملوا مرارة الفراق وحملوا على أكتافهم أبناءهم وأزواجهم الجنود والضباط ليقدموهم للقوات المسلحة للدفاع عن وطننا الغالى، واستعادة الأرض من الأعداء، ولكل أم وزوجة عاشت مكلومة فى ابنها أو زوجها أقول لهن: «أنتن رمز الفخر ومنارات المستقبل وعلينا أن نعد بناتنا ليكنّ مثل هؤلاء فى عشق الوطن والفداء والكفاح والصبر حتى تتحقق الانتصارات».
من جانبه، قال أمير وجيه، بطل العالم فى رياضة الإسكواش، المدرب المصرى العالمى: «انتصار أكتوبر المجيدة أكد معدن الإنسان المصرى الذى يستطيع أن يصنع المعجزات، ولا يقف أمامه أى شىء صعب كما يحدث مع أى إنسان فى العالم».
وتابع «وجيه»: «الإنسان المصرى لا يقبل على نفسه أن يعيش وهو مهزوم وأرضه مسلوبة منه من الأعداء، ودائمًا ما عرف عنه بالتضحية بكل شىء روحه وأبنائه وأغلى شىء فى حياته من أجل أن تعيش بلاده حرة، وأن تكون كل ذرة رمل وحبة تراب مع أهلها وليست ملوثة بالأعداء، ويجب أن ننشر مفاهيم حرب أكتوبر العظيمة من التضحية والفداء والعمل والاجتهاد والاخلاص بين النشء والشباب، وأن يتحدث المدربون مع الناشئين عن إنجازات حرب أكتوبر المجيدة حتى تتواصل عبر الأجيال وتظل ملهمة لنا جميعًا».
وأضاف بطل العالم عن مشروع «ابدأ»: «أنه خطوة رائعة من الدولة المصرية ممثلة فى قائدها الأعلى ورئيس الدولة، الذى أتاح الفرصة من خلال هذا المشروع لمن لديه فكرة مشروع من الشباب ولا يمتلك رأس مال لبدء مشروعة الخاص، بجانب تقديم كل الدعم والمساعدة لإنجاح هذه المشاريع».