الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نقلت صورة حية من أرض المعركة

حكايات النصر فى بر مصر

ست سنوات عجاف مرت على أرض مصر حتى أتت الساعة التى اشتد فيها سواد الليل الساعة التى سبقت فجر يوم النصر السادس من أكتوبر 1973..فتبارت أقلام المبدعين فى نقل صورة حية من أرض المعركة مهما شرد وجمح خيالهم لعقود وقرون لن يفى أى منهم أبطالها حقها.



أعمال أدبية وفنية عديدة ودراسات سياسية وعسكرية واجتماعية حاولت تحليل وتوثيق ودراسة ما حدث فى حرب أكتوبر تلك الحرب التى قلبت موازين القوى فى الشرق الأوسط.

وفى الذكرى الـ51 ليوم النصر المجيد أبرز الكتب والروايات التى تناولت بطولات الجيش المصرى وشعبه وأهم المعارك التى خاضها من أجل استعادة الأرض.

الرفاعى

رائعة الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطانى، الذى كان شاهدًا على بطولات رجال الصاعقة المصرية وجنود القوات المسلحة البواسل فى حرب الاستنزاف، وانتصار أكتوبر، خلال عمله محررًا عسكريًا لدى مؤسسة الأخبار فى تلك الفترة، واحدة من تضحيات قادة الجيش المصرى، وهو العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعى، مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال.

الرواية صدرت عام 1978 ويوثق فيها “الغيطانى” بطولات الرفاعى ورفاقه بعد أن عايش هذه البطولات بنفسه على جبهة القتال خلال حرب 1973، والاقتراب من شخصية إبراهيم الرفاعى، والذى يقول عنه “الغيطانى”: “كلمة الرفاعى فى الموروث الشعبى المصرى تشير إلى ذلك الشخص الخبير فى اجتذاب الأفاعى والقضاء عليها. ويبدو أن مقولة إن كل منا له نصيب من اسمه صحيحة، فها هى تصدق مع العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعى -رحمه الله- الذى يمكن تسميته “برفاعى الصهاينة”.

وفى عد تنازلى تسرد الرواية فى 13 يومًا بطولات الرفاعى قبل استشهاده، حيث يكون القارئ مع بداية كل يوم على موعد مع حكاية وبطولة جديدة خاضها الرفاعى ورفاقه من عمليات نوعية خلف خطوط العدو. 

الرصاصة لا تزال فى جيبى

واحدة من روائع الأديب إحسان عبد القدوس، التى تناولت حال المجتمع المصرى منذ نكسة 1967 وحتى انتصار أكتوبر 1973.

تدور أحداث الرواية حول شخصية “محمد” بطل العمل الذى يضل طريقه فى الصحراء شهورًا طويلة محتفظًا برصاصة فى جيبه احتفظ بها منذ نكسة 1967، أملًا فى استخدامها بنفسه كمجند مع أول مواجهة حقيقية مع إسرائيل، وبالفعل يحقق حلمه فى النهاية بعبور قناة السويس.

كتب “عبد القدوس” روايته على مرحلتين، المرحلة الأولى، جرى كتابتها أثناء مرحلة معارك حرب الاستنزاف، ونشرت هذه المرحلة تحت عنوان “رصاصة واحدة فى جيبى”، وبعد حرب السادس من أكتوبر كتبت المرحلة الثانية من القصة تحت عنوان “الرصاصة لا تزال فى جيبى”، وصدرت عام 1974.

الحرب فى بر مصر

تعد أحد أبرز الروايات التى تناولت الحياة المصرية قبيل وخلال حرب 1973، والتى كتبها الأديب الكبير يوسف القعيد، وتم اختيارها ضمن أفضل مئة رواية عربية، وصدرت عام 1978 وتمت ترجمتها إلى عدة لغات.

أبناء الصمت

صدرت طبعتها الأولى عام 1974، وتعد واحدة من أبرز وأهم روايات الأديب الراحل مجيد طوبيا، التى تناولت جانبًا من صراعنا مع العدو الإسرائيلى، وتحكى قصة مجموعة شباب من المجندين بالجيش المصرى، أثناء حرب الاستنزاف التى أعقبت هزيمة يونيو 1967، وتتنازع الشباب أحلامهم الخاصة، وتصدم خلفياتهم الاجتماعية بعضها البعض، وتعرض الأحداث صورة من الجبهة الداخلية وقت المعركة، وتنتهى بعبور القوات المسلحة القنال واسترداد الأرض.

العمر لحظة

رائعة فارس الرومانسية يوسف السباعى، تروى بطولات الجيش المصرى خلال حرب الاستنزاف وحتى انتصارات أكتوبر، وخاصة معركة شدوان، التى تصدى فيها الجنود المصريون لهجوم الطيران الإسرائيلى وفرق المظلات التى كانت تحاول الاستيلاء على جزيرة شدوان بالبحر الأحمر، والتى شارك الأهالى القوات المسلحة فى الصمود وصد هجمات العدو التى استمرت لأكثر من 36 ساعة.

وميض تلك الجبهة

رواية للكاتب الكبير سمير الفيل، وتحكى تجربته الذاتية خلال حرب 1973، من خلال وقائع حقيقية للكتيبة 18 مشاة خلال حرب أكتوبر والسنوات التالية فى القطاع الأوسط للجبهة. وتحتفى المشاهد الأخيرة من الرواية، بمظاهر الحياة التى تنبثق من أجواء الموت.

أكتوبر حبى

تعتبر رواية “أكتوبر حبى” للكاتب إبراهيم الخطيب من أوائل الأعمال الأدبية التى كُتبت عن أكتوبر حيث صدرت الرواية فى عام 1974 أى بعد الحرب بأقل من عام. تعتبر الرواية من باكورة ما كتب عن الانتصار إذ كان صدورها الأول عام 1974.

رسم الكاتب صورة رائعة لمجتمعنا المصرى وطابعه المتميز، مجتمع قفز بين اللامبالاة التى يتسم بها إلى الجد والاهتمام والبذل والعطاء، بين الجبهة الداخلية وجبهة القتال دارت الأحداث، وعاش الصول رجب الشخصية الرئيسية بين الجبهتين فهو بعقله ووجدانه مع زملائه فى الجبهة بينما يعيش مع أهله فى حى السيدة زينب.

أكتوبر 73.. السلاح والسياسة

شهادة موثقة قدمها الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، ويعد الجزء الرابع من سلسلة “حرب الثلاثين سنة”، ويسرد فى هذا الكتاب يوميات الحرب بشكل يومى منذ رحيل جمال عبد الناصر وكواليس حرب أكتوبر وصولا لوقف إطلاق النار والمفاوضات التى أجريت لانسحاب الجيش الإسرائيلى من سيناء ومناطق أخرى.

من خلال ثلاثة محاور الأول “القاهرة” والثانى “تل أبيب” والثالث “واشنطن”، يتناول الكتاب اللحظات الحرجة فى مصر سياسيًا وعسكريًا منذ لحظة وفاة الرئيس عبدالناصر، وتولى الرئيس السادات مهام التحضير لمعركة الحسم، ثم كواليس السياسة الخفية للتفاوض مع إسرائيل دون اللجوء الحرب، خاصة بعد حدوث الثغرة، بالاضافة إلى المشاكل التى وقعت بين الرئيس السادات والاتحاد السوفييتى، ثم تقاربه مع الجانب الأمريكى بالتعاون مع هنرى كيسنجر، الذى أدى إلى وقف الحرب وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.

وثائق حرب أكتوبر.. 

أسرار العبور والثغرة

يحتوى الكتاب على تسجيلات تاريخية للعديد من أسرار حرب أكتوبر السياسية والعسكرية، بالوثائق الرسمية والتى أمضى الكاتب الصحفى موسى صبرى 9 أشهر كاملة لإعداد هذا المؤلف الضخم، وذلك من خلال اتصالات مستمرة على أعلى المستويات السياسية والعسكرية، وزيارة جبهة القتال عدة مرات، واستقبله الرئيس أنور السادات ثلاث ساعات لإجراء حوار مطول حول حرب أكتوبر.

الكتاب به أحاديث خاصة وحصل المؤلف على وثائق سرية سياسية وعسكرية، كما اجتمع به المشير أحمد إسماعيل أكثر من 10 ساعات فى أكثر من لقاء.. وقابل العديد من قادة المعارك مثل الفريق الجمسى، واللواء سعد مأمون،.. وغيرهم.

خلف خطوط العدو

يروى الكتاب لصاحبه الكاتب الصحفى خالد أبو بكر، مدير تحرير جريدة الشروق قصة بطولة “مجموعة استطلاع” مصرية بقيادة اللواء أسامة المندوه، وهو برتبة “نقيب”، دفعتها القيادة المصرية منذ بداية الحرب للتمركز خلف خطوط العدو وفى قلب تجمعاته، وبالقرب من طرق اقترابه الرئيسية، ومركز قيادته الرئيسى فى “أم مرجم” و”مطار المليز” الحربى، فى وسط سيناء، على بعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس.

يسرد الكتاب كيف نجحت “مجموعة الاستطلاع” المصرية فى أن تعد على العدو حركاته وسكناته وآلياته فى عمق سيناء، وتسهم فى الكشف المبكر عن نواياه لمدة ستة أشهر بدأت مع آخر ضوء يوم 6 أكتوبر 1973.

المعارك الحربية 

على الجبهة المصرية

يسجل هذا الكتاب الملحمة الحربية الفذة تسجيلًا أمينًا بعيدًا عن التحيز والمبالغة، وكذلك التحليل الفنى لجميع أحداث ومواقف حرب 1973، بكل صراحة وصدق. مهتمًا بإبراز نقاط الضعف والأخطاء التى ارتكبت نفس الاهتمام بنقاط القوة والتفوق التى ظهرت، إذ إن إبراز كلتا الناحيتين هو الوسيلة الصحيحة للاستفادة من دروس الحرب وتجاربها دون زيف أو خداع.

ما يجعل هذا الكتاب مختلفا هو أن اللواء أركان حرب جمال حماد، قد ناقش مع قادة حرب أكتوبر من مختلف المستويات قراراتهم التى اتخذوها أثناء سير القتال على خرائط العمليات، وهو ما مكّنه فى نهاية المطاف من تقديم شرح تحليلى لمعارك ووقائع وأحداث ومواقف حرب أكتوبر على جميع ساحات القتال، مزودة بالخرائط و”الكروكيات” اللازمة ليتمكن القراء من تتبع الشرح.

مصر من ناصر إلى حرب أكتوبر: 

من أرشيف سفير

جاء “فلاديمير فينوجرادوف” إلى القاهرة فى يوم وفاة “جمال عبد الناصر” لتولِّى منصب السفير الروسى بمصر، حاملًا خبرةً عظيمة فى العمل الدبلوماسي، وكان جُل همِّه آنذاك العلاقاتِ الروسيةَ المصرية بعد وفاة “عبد الناصر”، واستمرَّ فى عمله حتى عام ١٩٧٥، واستطاع خلال هذه المدة أن يكون شاهدًا على فترةٍ حَرِجة من تاريخ مصر؛ النصف الأول من حكم “السادات”، وحرب أكتوبر، وتَبِعات هذه الحرب على المستوى الدبلوماسى، والتحوُّلات التى طرأت على السياسة الخارجية المصرية، وخاصةً فيما يتعلَّق بالولايات المتحدة. وقد وثَّق “فلاديمير” ما عاصَره فى مصر، ليُقدِّم لنا فى هذا الكتاب أرشيفًا وثائقيًّا فى غاية الدقة والأهمية عن هذه الفترة وعن شخص “السادات”، بالإضافة إلى حديثه عن لقاءاته مع “عبد الناصر”، سواء فى موسكو أو القاهرة، وتسجيلِ انطباعاته عن شخصه.