اقتحام الملفات الشائكة

بأجندة واضحة وجهود حثيثة، بدأ أحمد كوجك، وزير المالية، عمله، الذى لم يكن غريبًا عليه، إذ يعد امتدادًا لسجل حافل من تولى ملفات وزارة المالية على مدار السنوات الماضية، فمنذ اليوم الأول تبنى أجندة لجذب الاستثمارات وفتح المجال للقطاع الخاص، الأمر الذى جعل المؤسسات المالية تحتفى به باعتباره “صديق المستثمرين” كما أطلقوا عليه.

 

رسالة كوجك كانت واضحة على مدار الـ 100 يوم الماضية، وهى تحفيز الاستثمار والصادرات والإنتاج وتشجيع نمو القطاع الخاص فى الاقتصاد المصرى بقطاعات تنافسية كالطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والأنشطة التصديرية؛ بما يُعزز حركة النمو والتنمية الشاملة والمستدامة فى إطار تنفيذ أهداف برنامج عمل الحكومة التى تصب جميعها فى تحسين معيشة المواطنين.

ويعد ملف الحماية الاجتماعية، أحد أهم الملفات التى عمل عليها الوزير من خلال إيجاد مساحات مالية تسمح بوجود قدرة على إطلاق حزم اجتماعية جديدة لتوجيهها إلى قطاعات التنمية البشرية والحماية الاجتماعية؛ تنفيذًا لأولويات الدولة فى مسار التعامل مع التحديات الاقتصادية المرتبطة بالأزمات العالمية والإقليمية.

أيضًا، قام كوجك ببحث أحد أهم الملفات الشائكة وهى تيسيرات ضريبية غير مسبوقة للمستثمرين بغرض إنهاء مشكلات قديمة للبدء فى التخطيط للمستقبل وإرساء قواعد الاستثمار وتوطين الصناعة، مؤكدًا أن المنظومة الضريبية ستشهد تطويرًا شاملًا، سيشعر مجتمع الأعمال بثماره على أرض الواقع، حيث يتم إطلاق حزمة متكاملة من الإصلاحات والتيسيرات الضريبية للإسهام فى تحفيز الاستثمار خلال الفترة القليلة المقبلة، وهناك رؤية متكاملة ومرنة أيضًا للتعامل مع التحديات الضريبية للاقتصاد غير الرسمى بما يساعد فى دمجه ومساندته.

كذلك، تم وضع سقف لحجم مديونيات الحكومة بالموازنة العامة للمرة الأولى لا يمكن تجاوزه إلا بالرجوع إلى البرلمان بهدف السيطرة على الدين العام وخفضه من خلال عدد من الأدوات المستحدثة، ناهيك عن مشاركة الوزير فى عدد كبير من الجولات الخارجية ممثلًا عن مصر فى البنك الآسيوى واجتماعات الصندوق ومباحثات جذب الاستثمارات السعودية لمصر وغيرها من المشاركات.