الخميس 28 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحلم أصبح واقعا

المتحف الكبير.. هدية الحضارة المصرية للإنسانية

من أعظم لحظات السعادة فى حياة أى إنسان، أن يتحقق له ما كان يحلم به منذ سنوات، خاصةً إذا ما واجهت حلمه صعاب كثيرة، ليجد فى النهاية نفسه أمام حلمه وقد أصبح أمرًا واقعًا .. وهو حدث أمس لكثيرين ظلوا لسنوات يحلمون بزيارة المتحف المصرى الكبير، ويتجولون فى قاعاته، حتى تحقق الحلم وبدأ المتحف أمس الأربعاء فى عمل تشغيل تجريبى لجزء جديد من المتحف قبل الافتتاح النهائى، الذى سيتحدد موعده من قبل رئاسة الجمهورية.



الحلم الكبير، انطلق فى فبراير2002، حينما وضع حجر الأساس لمشروع المتحف المصرى الكبير، ليتأكد العالم كله حينها أن مصر بالفعل جادة فى تشييد هذا الصرح الثقافى، وتحويل الرؤية إلى حقيقة ملموسة لنشر رسالة ثقافية واضحة، بأن مهد الحضارات على ضفاف النيل ستظل أرضًا خصبة فى عطائها وحضارتها، ومنذ ذلك التاريخ بدأ العمل التنفيذى لإنشاء المتحف بدءًا من اختيار التصميم المناسب للمتحف من خلال مسابقة معمارية دولية، وحاز التصميم الفائز على تقدير لجنة التحكيم، وتم تنفيذ المشروع على 3 مراحل، الأولى كانت تأهيل وتسوية الموقع بواسطة الشركة المنفذة.

وفى المرحلة الثانية، تم إنشاء مركز الترميم ومحطة الطاقة، وكان الانتهاء منه ضروريًا لاستقبال الآثار التى سيتم عرضها بالمتحف، حتى يتم ترميمها وتجهيزها للعرض مع انتهاء مرحلة تشييد المبنى الرئيسى للمتحف، ويحتل مركز الترميم مساحة 12300 متر مربع تقريبًا، ويتكون من 3 أقسام، هى المخازن الأثرية المجهزة بالظروف البيئية المناسبة لحفظ الآثار المرممة، كما يوجد مخزن خاص للآثار الطويلة والثقيلة، ثم قسم المعامل المتخصصة لترميم كل نوعية من الآثار سواءًا الحجرية، الخشبية، العضوية، المنسوجات، البقايا البشرية، ثم نجد الجزء الإدارى والمكتبة والكافيتيريا.

ويربط بين مركز الترميم والمتحف، طريق داخلى خاص لنقل الآثار الكبيرة إلى جانب نفق تحت الأرض لنقل الآثار الصغيرة فى أمان تام، ومركز الترميم بكامله تحت مستوى الشارع، بحيث لا يرى المار من أمامه سوى اللافتة، كما يحيط بالمركز ممر عمقه 3 أمتار ليعوق أى محاولة للتسلل إلى داخله، حيث يخضع لأحدث وأعلى تقنيات تأمين المبانى بالعالم، ومحطة الطاقة ملاصقة لمركز الترميم على مساحة 7400 متر مربع، كذلك هناك محطة إطفاء الحريق بمساحة 800 متر مربع.

والمرحلة الثالثة من مشروع المتحف، كانت إنشاء المبنى الرئيسى وقاعات العرض، وكانت «روزاليوسف» من أول الذاهبين إلى المتحف لزيارته وتفقد قاعات العرض الرئيسية التى يبلغ عددها نحو 12 قاعة ومساحتها تقترب من 6 أفدنة، وذلك استكمالاً للزيارات التى قمنا بها فى وقت سابق لما تم تشغيله فى المتحف للزيارات التجريبية، وهى مناطق المسلة المعلقة والبهو العظيم بما يضمه من قطع أبرزها تمثال الملك رمسيس الثانى وعمود مرنبتاح وتمثالين لملك وملكة من الآثار الغارقة، وكذلك الدرج العظيم الذى يستقبل الزوار بما عليه من تماثيل وقطع أثرية ضخمة شاهدة جميعها على مهابة الحضارة المصرية القديمة.

وعلى مساحة تبلغ 500 ألف متر مربع، تنتظر الزوار تجربة ممتعة فى المتحف المصرى بالتحرير، حيث يبدأ مسار زيارة المتحف من طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، وذلك بالدخول إلى ميدان المسلة المعلقة بمساحة 27 ألف متر مربع، حيث يطالع الزائر هناك الواجهة المهيبة للمتحف والتى تسمى حائط الأهرامات، وهى بعرض 600  متر وارتفاع يصل إلى 45 مترا، ومنها يصل الزائر إلى داخل المبنى وتحديدًا البهو العظيم بمسطح 7 آلاف متر مربع، وبه تمثال الملك رمسيس الثانى و5 قطع أثرية ضخمة.

 

 

 

 

ومن بعد البهو وعند الافتتاح الرسمى الذى لم يتحدد بعد، ستشمل الزيارة الدرج العظيم بمسطح 6 آلاف متر مربع بإرتفاع يوازى 6 أدوار، ويحوى نحو 60 قطعة أثرية ضخمة، وقاعة الملك توت عنخ آمون بمسطح 7.5 ألف متر مربع، وتضم 5 آلاف قطعة من كنوز الملك مجتمعة لأول مرة، وقاعات العرض الدائم بمسطح 18 ألف متر مربع تحوى القطع الأثرية الخاصة بالحضارة المصرية القديمة، وقاعات العرض المؤقت بمسطح  3.5 ألف متر مربع، وتحوى 4 قاعات للعروض المتغيرة، ومتحف الطفل بمسطح  2.5 ألف متر مربع، ويضم وسائط متعددة ونماذج لشرح المحتوى الآثرى، وفصول الحرف والفنون بمسطح 880 مترا مربعا، وتتضمن 5 فصول للحرف اليدوية، وقاعات العرض لذوى القدرات الخاصة بمسطح 650 مترا مربعا.

كما يضم المتحف فى مكوناته، مخازن الآثار بمسطح 3.4 ألف متر مربع، وتحوى نحو  50 ألف قطعة أثرية مجهزة للدراسة والبحث العلمى، المكتبة الرئيسية بمسطح 1.1 ألف متر مربع، ومكتبة الكتب النادرة بمسطح 250 مترا مربعا، ومكتبة المرئيات بمسطح 325 مترا مربعا، ومركز المؤتمرات، وبه القاعة الكبرى متعددة الاستخدامات “مؤتمرات ـ مسرح” بمسطح 3 آلاف متر مربع وتسع 900 فرد، وقاعة العرض ثلاثى الأبعاد “سينما ـ مسرح” بمسطح 700 متر مربع بسعة 500 فرد.

ويضم المتحف، أيضًا استراحة وحديقة لاستقبال كبار الزوار بالدور العلوى بمسطح 225 متر مربع، والمركز الثقافى بمسطح 1.4 ألف متر مربع، ويحتوى على 10 فصول، و2 قاعة محاضرات، وقاعة كمبيوتر، ومطاعم الوجبات السريعة، بمسطح 1.6 ألف متر مربع بعدد 8 مطاعم مجهزة، وساحة الطعام الرئيسية بمسطح 6.3 ألف متر مربع، والممشى التجارى الرئيسى بمسطح 2.5 ألف متر مربع، والمحلات بمسطح 2.2 ألف متر مربع بعدد 14 محلا تجاريا، وأكشاك تجارية بمنطقة الممشى التجارى، وساحة الطعام بعدد 17 كشكًا.

أما عن الساحات الخارجية حول المتحف، فتضم متحف مركب الشمس بمسطح  1.4 ألف متر مربع، ومطعم الأهرامات بمسطح 2.6 ألف متر مربع بإطلالة مميزة على الأهرامات، ومطعم وحديقة المعبد بمسطح 2.3 ألف متر مربع لخدمة  زائرى المتحف، ومبنى متعدد الاستخدامات بمسطح 17 ألف متر مربع، والحديقة الترفيهية  بمسطح 58 ألف متر مربع تمتد على كامل المساحة أمام مركز المؤتمرات بالمنطقة الشمالية، وحديقة المعروضات بمسطح 19 ألف متر مربع وبها عدد من القطع الأثرية كبيرة الحجم وتقع جنوب ميدان المسلة.

فيما تقام حديقة المعبد، على مسطح 15 ألف متر مربع جنوب مبنى المتحف، وبها النباتات العطرية المعروفة فى الحضارة المصرية القديمة، وحديقة أرض مصر بمسطح  17 ألف متر مربع غرب مبنى المتحف، حيث نرى محاكاة للبيئة الزراعية بمصر القديمة، وحديقة الطفل بمسطح 2.8 ألف متر مربع، ومنطقة الكثبان الرملية بمسطح 80  ألف متر مربع جنوب غرب مبنى المتحف، ومدرج الأهرام ويصل بين حديقة المعبد بالأسفل ومنطقة الكثبان الرملية بالأعلى مع إطلالة على الأهرامات فى الجنوب، وموقف سيارات الزائرين على مساحة 30 ألف متر مربع.

وبعد انتهاء جولتنا فى المتحف، سألنا اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة عن المغزى من عمل تشغيل تجريبى لجزء جديد من المتحف، قائلًا: “التشغيل التجريبى يشمل 12 قاعة من القاعات الرئيسية، بالإضافة للبهو العظيم والدرج العظيم والمنطقة التجارية، وسيكون استقبال الزوار محدودًا بـ 4 آلاف زائر يوميًا، والغرض من التجربة التقييم والوقوف على الإيجابيات وتعزيزها والوقوف على السلبيات لتلافيها، كما حدث فيما سبق أن قمنا به من تشغيل تجريبى لجزء من المتحف، وتحديدًا المسلة المعلقة والبهو العظيم والدرج العظيم ومعرض توت عنخ آمون التفاعلى والمنطقة التجارية، وحقق ذلك نجاحًا كان دافعًا وراء القرار باختبار الجزء الأكبر من المتحف للوقوف على جميع المتطلبات قبل الافتتاح الرسمى الذى لم يحدد بعد، ويشمل التشغيل التجريبى الذى بدأ أمس 12 قاعة لفترات ما قبل التاريخ وما قبل الأسرات حتى نهاية العصر اليونانى الرومانى.