مصر مركز التنمية والتحضر والسلام
فتحى الضبع
تعد استضافة مصر للمنتدى الحضرى العالمى، خطوة مهمة تعكس دورها الريادى والاستراتيجى على المستويين الدولى والإقليمى كمركز للتنمية والتحضر والسلام، كون المنتدى ثانى أكبر حدث على أجندة الأمم المتحدة، بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى cop.
يأتى تنظيم المنتدى، دلالة على التطور الاستثنائى الذى قامت به مصر خلال السنوات العشر الماضية، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى النهوض بملف التنمية الحضرية والعمرانية المتكاملة، كونها من أولى الدول التى تبنت الأجندة الحضرية الجديدة، ونفذت العديد من المشروعات القومية والعمرانية الضخمة من مدن الجيل الرابع، ومشروعات تحسين جودة الحياة، وتطوير المرافق والبنية التحتية، والتى انعكست بشكل إيجابى على حياة المواطنين وعززت من صورة مصر الحضرية كوجهة أساسية للسائحين ومقصد للرقى والسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
«كل شيء يبدأ فى المنزل وأن الحلول يجب أن تبدأ حيث يعيش الناس ويعملون ويبنون حياتهم»، شعار رفعه المنتدى الحضرى العالمى 12 WUF، الذى يركز على الإجراءات المحلية لمعالجة أزمة الإسكان العالمية، والتى تتفاقم بسبب تغير المناخ وتزايد عدم المساواة.
من جانبها، أكدت أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، الحاجة الملحة لزيادة الاستثمارات المالية لدعم الأجندة الحضرية الجديدة، قائلة: إن معالجة أزمة الإسكان العالمية هى أولوية قصوى، مشيرة إلى أن الاستثمارات المستدامة تعتمد على تطوير حضرى مخطط بشكل جيد.
بدورها، أشارت إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر، إلى الالتزام القوى من جانب المشاركين بالجلسة ببناء مساحات حضرية شاملة ومرنة ومستدامة ماليًا، كما نبهت إلى الفجوة بين الطموح والواقع التى غالبًا ما تنشأ بسبب نقص التمويل، مشددة على أهمية دعم الجهات المحلية فى تحقيق التنمية المستدامة على أرض الواقع.
فيما أعرب المنسقون المقيمون للأمم المتحدة فى تركيا ونيبال والسنغال والمكسيك، عن الحاجة إلى الاستفادة من الموارد الخاصة والعامة لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتوفير الدعم الفنى اللازم، لافتين إلى أنه منذ تأسيسها فى المنتدى الحضرى العالمى العاشر فى2020، جمعت جلسة المائدة المستديرة الموحدة للأمم المتحدة، كلاً من كيانات الأمم المتحدة، والمنسقين المقيمين، والبنوك الإنمائية المتعددة الأطراف، وممثلى الحكومات الوطنية، بهدف تعزيز توافق الأمم المتحدة مع الأولويات المحلية والوطنية، مشددين على أن أكثر من 80% من أهداف التنمية المستدامة لا تزال متأخرة عن مسارها الصحيح.
وأكد رونج يانج، مستشار وزير الإسكان الصينى، أن مصر حققت نجاحًا لافتًا باستضافتها حدثًا كبيرًا بحجم المنتدى الحضرى العالمى على أرضها، خاصة أن هذه هى المرة الأولى التى تستضيف فيها دولة إفريقية المنتدى منذ ما يقرب من 22 عامًا، مضيفًا: أن الصين تولى أهمية خاصة للتعاون مع الدول الإفريقية والعربية، لاسيما مصر التى تعد أكبر الدول الرئيسية فى المنطقة.
وتابع يانج: أن المنتدى يتيح الفرصة أمام الحكومات والشركات والمنظمات المجتمعية للالتقاء معًا وتبادل الخبرات والرؤى لعرض مشاريعهم الرائدة فى مجالات الإسكان المستدام، وإدارة المناطق العشوائية، والتحول الرقمى، والتكيف مع التغيرات المناخية، موضحًا أن الصين رائدة فى مجال الإسكان الحديث وتسعى لنقل تجربتها لسائر الدول للاستفادة منها، إذ إنها تقوم ببناء المدن الحديثة واضعة فى الاعتبار مراعاة التحسين البيئى، والارتقاء بجودة الحياة الحضرية، سعيًا إلى التنمية الحضرية المستدامة فى مجالات الاقتصاد والمجتمع والبيئة والثقافة.
ولفت مستشار وزير الإسكان الصينى، إلى أن المنتدى يعد فرصة جيدة لتبادل الخبرات أيضًا فى مجالات حديثة منها بناء المدن المدعومة بالتكنولوجيا وقيادة الشباب فى العمل المناخى، وإحياء الاقتصاد الثقافى والإدارة الحضرية المتقدمة وتطوير البنية التحتية الحضرية.
وحول دور الشباب فى المنتدى الحضرى، قامت المائدة المستديرة بتسليم الفتاة جين وهى واحدة من ممثلى الشباب فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بـ”فيتنام”، ومجموعة من الشباب المشاركين، وثيقة جمعوها من محافظات مصر، ستكون بمثابة بيان سياسات، وقالت جين: سنأخذ هذه الوثيقة إلى جمعية سياسة المناخ، ثم نسلمها إلى فريق التفاوض، بمن فيهم أنا، لتقديمها فى مؤتمر المناخ «COP29» لضمان سماع أصوات الشباب وإدراجها.
كما تلتزم كوينه آنه لى، شابة بالمنتدى، بجعل أصوات الشباب مسموعة، موضحة أن لديها توقعات عالية من المنتدى الحضرى العالمى لأنه واحد من أكبر المنتديات فى العالم حول التنمية الحضرية، مضيفة: آمل أن أجد مشاريع يمكننى إعادتها إلى مسقط رأسى وربما نسخها وتطبيقها على مدينتى، مشددة على أن لكل شخص الحق فى التعبير عن آرائه للعالم باستخدام المنصات الموجودة لديه بالفعل.
يذكر أن إعادة إحياء حى الأسمرات، ستكون إحدى النتائج الملموسة لمؤتمرالقاهرة، وهو حى منخفض الدخل، وتعد هذه المبادرة التى يتم تنفيذها بالتعاون مع محافظ القاهرة، جزءًا من خطة لتحويل المدينة إلى معرض حى للعمران المستدام، وفى هذا السياق قالت أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية: هذه المبادرة هى دليل على إيماننا بأن كل مدينة وكل مجتمع وكل مقيم له دور يلعبه فى بناء مستقبل أفضل.