«النهضة العمرانية المصرية» تتصدر مناقشات المنتدى الحضرى العالمى
ـ طه النجار وناهد سعد وعبدالجواد خليفة
انعكاسًا لمكانتها الدولية والتزامها بملف التنمية المستدامة وخاصة التنمية الحضرية، تستضيف مصر كأول دولة إفريقية منذ 20 عامًا، أحد أهم الفعاليات العالمية «الدورة الثانية عشرة» من المنتدى الحضرى العالمى، تحت شعار «كل شىء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة».
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد شهد افتتاح المنتدى الحضرى العالمى، بحضور آنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبحضور الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وأكثر من 37 ألف مشارك من أكثر من 170 دولة حول العالم، علاوة على مشاركة موسعة من الوزراء ونوابهم والمحافظين والعمد من نحو 82 دولة.
ويهدف المنتدى إلى معالجة أزمة الإسكان العالمية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وحالات الطوارئ المناخية، والقدرة على تخطيط وإدارة المستوطنات البشرية فى جميع البلدان على نحو قائم على المشاركة ومتكامل ومستدام، بحلول عام 2030، وهو ما نص عليه الهدف الحادى عشر من أهداف التنمية المستدامة.
إنشاء مدن جديدة
تعد تجربة إنشاء المدن الجديدة فى مصر، أكبر وأنجح تجربة من نوعها فى العالم، خاصة أنه لا توجد دولة فى العالم نفذت هذا الكم من المدن الجديدة فى هذه الفترة الزمنية القصيرة، فالبناء ليس هدفًا فى ذاته؛ فالأهداف الاقتصادية والتنموية هى الأساس للتوسع العمرانى، لاستيعاب الزيادة السكانية، وإيجاد فرص عمل جديدة، وتوفير الاحتياجات والأنشطة الأساسية للمواطنين.
واجتذب ملف الإسكان، وتحديدًا بناء المدن الجديدة، اهتمامًا بالغًا من الدولة المصرية على مدى السنوات العشر الماضية، إذ استطاعت خلالها بناء العديد من المدن الجديدة الذكية، والتى كانت بمثابة حجر الأساس فى وضع حلولٍ جذرية لمعاناة المواطنين طوال الأعوام الماضية، حيث مثّلت المدن الجديدة حلًا سحريًا يُحقق للحكومة المصرية عدة مستهدفات فى آنٍ واحد، فبخلاف إسهامها الفعّال فى توفير وحدات سكنية متكاملة الخدمات للمواطنين، حققت أيضًا التوسع العمرانى الذى سعت إليه مصر منذ عقود طويلة لمواجهة الزيادة السكانية.
فيما جاء تأكيد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربينى، أن التجربة المصرية فى العمران والتخطيط الحضرى تعد تجربة ثرية ومتنوعة، حيث تمتلك مصر قصصًا ملهمة فى إنشاء مدن الجيل الرابع، فضلا عن تطوير المناطق غير الآمنة والعشوائيات، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تمتلك مكتسبات عديدة فى مجال الإسكان والعمران والتخطيط الحضرى، تتمثل فى مسألة تصدير العقار والشركات المصرية العاملة فى هذا المجال إلى الخارج، فضلا عن المنتجات المحلية.
وأوضح أن استراتيجية الحكومة المصرية فى العمران الأخضر تهدف إلى تحسين مستوى جودة الحياة ورفع كفاءة الخدمات والبنية الأساسية، من خلال رفع الوعى بأهمية العمران والبناء الأخضر لدى أجهزة الدولة بمختلف مستوياتها بجانب الحفاظ على الموارد الطبيعية.
العاصمة الجديدة
تستخدم العاصمة الإدارية الجديدة، محددات الاستدامة فى الطاقة وتدوير المخلفات، إذ تُغطى 70% من أسطح المبانى بوحدات الطاقة الشمسية، كما تتصل أحياء المدينة من خلال شبكة ممرات للمشاة والدراجات، فيما تخصص 40% من شبكة الطرق للمشاة والدراجات، علاوة على توفير جميع شبكات النقل والمواصلات، على غرار القطار والمترو والترام والحافلات والتاكسى والتروللى، بالإضافة إلى جميع خدمات المدينة إلكترونيًا، كما تُغطى المدينة بشبكة المعلومات العالمية.
العلمين الجديدة
قدمت مصر للعالم أجمع، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، درة جديدة للسياحة والترفيه على البحر المتوسط، إذ تتسع مدينة العلمين الجديدة، -التى تمتد على مساحة 48 فدانًا- لـ3 ملايين نسمة، والمنطقة الساحلية للمدينة تمتد على مساحة 7770 فدانًا، وتوفر 20 ألف غرفة فندقية، وذلك من خلال 14 حيًا سكنيًا متعدد المستويات.
كما تحتوى العلمين الجديدة على مناطق صناعية على مساحة 5000 فدان، وأخرى لوجيستية على مساحة 3000 فدان، وتجارية وخدمية على مساحة 5000 فدان.