الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء يطالبون بتشريعات لمكافحة «هوس التريند»

باتت وسائل التواصل الاجتماعى طريقة لإشباع هوس المرضى بـ«التريند» لتتخطى بذلك كل الخطوط الحمراء فى المجتمع، وتتناسى قيمه وآدابه العامة، ويصبح الأمر أشبه بظاهرة نفسية تهدد استقرار المجتمع.



وقال خبراء تعليقا على “فيديو الطبيبة”، إن هذه الظاهرة تضخمت بسبب غياب الوعى المجتمعى وعدم وجود ضوابط قانونية، مما يتطلب تكثيف التوعية وفرض تشريعات صارمة لضبط المحتوى الرقمى ومنع ترويج الشائعات.

إدمان التريند

قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وعميد الكلية الأسبق، إن الظاهرة الاجتماعية - النفسية لبعض مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى فى السعى وراء الشهرة بطرق مبتذلة كانت موجودة منذ زمن طويل فى المجتمع المصرى، لكنها أخذت أشكالًا مختلفة مع تطور المنصات الرقمية وباتت تتضخم بسبب تأثير وسائل التواصل. 

وأوضحت أن بعض الأفراد يسعون لتحقيق مكاسب معنوية ومادية، مستغلين العقد النفسية أو الرغبة فى لفت الانتباه لديهم ليكونوا مختلفين عن الآخرين، حتى لو كان ذلك بنشر أفكار وادعاءات كاذبة.

وأكدت لـ”روزاليوسف” أن هناك أشخاصًا أصبحوا “مدمنى تريند” ويسعون للظهور بأية وسيلة ممكنة، حتى لو تأكدوا من زيف محتواهم، بهدف جذب متابعين وتحقيق أرباح مادية، مشيرة إلى أن التعليقات السلبية على هذه المنشورات، رغم أنها قد تكون رافضة، تساهم أيضًا فى تحقيق غايات هؤلاء الأشخاص من خلال رفع نسب المشاهدات وبالتالى زيادة العائدات.

وأشارت عبدالمجيد إلى ضرورة التوعية الاجتماعية للمستخدمين لمواجهة هذه الظاهرة، مؤكدة أن الحل يبدأ من وعى المتابعين أنفسهم، وتجاهل هذه المحتويات وعدم التفاعل معها هو أفضل طريقة للحد من انتشارها. 

كما دعت إلى أهمية رفع مستوى وعى المجتمع ليتجنب التفاعل مع الأفكار السلبية والشائعات، حتى لا تتحول الفيديوهات غير الهادفة إلى “تريندات” تضر بصورة المجتمع المصرى وتعممه بصورة سلبية.

ظاهرة عالمية

أكدت الدكتورة ميرفت الطرابيشى، عميد كلية إعلام 6 أكتوبر سابقًا، أن ظاهرة “التريند” أصبحت منتشرة بشكل واسع فى المجتمع المصرى، خاصة فى ظل غياب ضوابط وقوانين واضحة تحكم محتوى منصات التواصل الاجتماعى. 

وأوضحت “الطرابيشى” أن هذه الظاهرة ليست محلية فقط، بل توجد عالميًا، إلا أن معظم الدول لديها تشريعات واضحة تحكم وتنظم المحتوى الرقمى، وهو ما يفتقد بشكل كبير فى مصر.

وأضافت أستاذ الإعلام لـ”روزاليوسف” أن ظاهرة التريند باتت تستقطب الكثيرين الذين يبحثون عن الشهرة السريعة دون الاكتراث بتأثير ما ينشرونه على المجتمع ككل.

ولفتت إلى ضرورة أن تقوم نقابة الأطباء، فى حال تعلق الأمر بمحتوى يمس أسرار المرضى أو يسىء إلى المهنة، بدور فاعل فى ضبط سلوك أعضائها، حتى لا يتم تجاوز الخطوط الأخلاقية والمهنية. وأشارت إلى أن نشر معلومات شخصية أو مهاجمة فئات معينة فى المجتمع بهدف كسب المتابعين هو سلوك يفتقر إلى المسؤولية، مطالبة المؤسسات المعنية بفرض رقابة أكثر صرامة.

وأكدت الطرابيشى ضرورة سن تشريعات قوية ورادعة تضع حدًا لهذه الظواهر التى تستهدف تزييف الحقائق وتشويه المجتمع، مشددة على أهمية الوعى كحل أساسى لمواجهة هذا النوع من المحتوى الضار.

 وأعربت عن أسفها لعدم وجود تشريعات واضحة تنظم السلوكيات على منصات التواصل حتى الآن، مؤكدة أن تلك التشريعات، حال اعتمادها، ستلعب دورًا محوريًا فى تقليص مثل هذه الممارسات السلبية التى باتت تستغل منصات التواصل لأغراض شخصية بحتة، تصل أحيانًا إلى تقديم محتويات غير لائقة أو تجارية بحتة، تهدد صورة المجتمع وأخلاقياته.

الوعى المجتمعى

أكد الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، أهمية تعزيز الوعى المجتمعى لمواجهة التأثيرات السلبية للإعلام الجديد، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعى، التى أصبحت أداة لترويج الشائعات وزعزعة استقرار المجتمع. 

وأوضح أن هذه المنصات أصبحت تستغل بعض المستخدمين لنشر محتوى يهدف إلى كسب الشهرة أو المال على حساب القيم والأخلاق، لافتًا إلى ضرورة تحرى الدقة والتثبت من مصداقية المعلومات قبل مشاركتها.

وذكر سعدة لـ”روزاليوسف” أن مواجهة هذه الظاهرة تبدأ من تعزيز الوعى لدى أفراد المجتمع، بحيث يتمكن الجميع من التمييز بين الأخبار الحقيقية والمضللة، وتجنب تداول الشائعات التى قد تؤثر سلبًا على السلم المجتمعى، والالتزام بالعادات والتقاليد، التى يجب أن تكون مرشدًا لكل شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى، وأن المحتوى الذى يخالف القيم الدينية أو الثقافية لا يسهم سوى فى نشر السلبية والانقسام.

وأشار سعدة إلى الحاجة الملحة لوجود تحالفات إعلامية رقمية مع الدول المجاورة لتقديم محتوى هادف ومفيد، ويلتزم بالمعايير الأخلاقية والمجتمعية، مشددًا على ضرورة سن تشريعات مستمرة وفورية لمواكبة تطور الإعلام الجديد، ومواجهة المحتويات التى تتعارض مع ضوابط السلم العام، وأكد أهمية تغيير الثقافة المجتمعية لتلائم المتغيرات السريعة فى مجال الإعلام.

وأكد أن الوعى المجتمعى هو خط الدفاع الأول فى مواجهة محاولات استغلال وسائل التواصل الاجتماعى بشكل غير مسئول.