الجمعة 3 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خط الرورو

شريان بحرى على ضفتى المتوسط

فى ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية، التى فرضت العديد من التحديات أمام اقتصادات الدول الناشئة، عكفت مصرعلى تعزيز بنيتها التحتية للنقل البحري، لتصبح جسرًا للتواصل التجارى بين الشرق والغرب، ما يساعد على تحقيق حلم 140 مليار دولار صادرات، حيث أطلق خط الرورو (Roll-on/Roll-off)، الذى يمكّن السفن من نقل البضائع بين دمياط وإيطاليا بسهولة وسرعة، ويختصر زمن الرحلة إلى يومين ونصف بدلًا من 6 أيام.



بدأ هذا المشروع الطموح فى مارس 2023، وتكللت الجهود بإطلاق أول رحلة بين البلدين، نهاية الشهر الماضي، وذلك فى إطار رؤية استراتيجية لتعزيز الروابط التجارية بين مصر وأوروبا.

وتطلبت هذه الخطة دراسة مكثفة وتخطيط محكم لضمان تلبية الاحتياجات اللوجستية المتزايدة وتخطى التحديات المتعلقة بالنقل البحري، فكان ميناء دمياط على موعد مع التحول الكبير، حيث شهد تجهيزات ضخمة، شملت تحسينات فى البنية التحتية وتحديث المعدات، لضمان عمليات تحميل وتفريغ سلسة وفعالة، ومع ختام الشهر الماضى، انطلقت أول سفينة من ميناء دمياط متوجهة إلى إيطاليا، محملة بآمال كبيرة وتطلعات لا حدود لها، إذ تميزت تلك الرحلة بتطبيق أحدث التقنيات، ما أثمر عن عملية نقل سلسة وفعالة، وشكلت علامة فارقة فى تاريخ النقل البحرى المصرى، وزادت من ثقة المستثمرين والشركاء التجاريين فى القدرات اللوجستية للدولة المصرية.

وتتجلى أهمية الخط الملاحى الجديد ليست فقط النقل السريع للبضائع؛ فهو يمثل نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى، حيث يعمل على تقليل زمن الرحلة، ويساهم فى تسريع العمليات التجارية بين مصر وأوروبا، مما ينعكس إيجابًا على كفاءة الأعمال، علاوة على أنه يعمل على تحسين الكفاءة، إذ يمكن للسفن تحميل وتفريغ البضائع بسرعة وسهولة، مما يقلل من زمن التوقف فى الموانئ ويزيد من دوران السفن، بالإ    ضافة لتعزيز التجارة البحرية، حيث يزيد حجم التبادل التجارى بين مصر والدول الأوروبية، مما يعزز الروابط الاقتصادية ويخفض تكاليف الشحن.

ويعمل على خط “الرورو” على تحويل مصر لمركز لوجستى عالمى، بفضل تحسين البنية التحتية للنقل البحرى، ناهيك عن جعل مصر نقطة محورية فى الشبكة اللوجستية العالمية، مما يزيد من أهميتها الاقتصادية والجغرافية.

وتتجلى الاستراتيجية الوطنية لتحويل مصر، إلى مركز لوجستى عالمى من خلال الجهود الكبيرة لتطوير الموانئ، إذ تشمل هذه الجهود، تحسين البنية التحتية، حيث شملت عمليات التطوير بناء وتوسيع الأرصفة والمرافق الحديثة، مما يعزز قدرة الموانئ على استقبال السفن والبضائع، فضلًا عن تحديث التكنولوجيا، فتم تزويد الموانئ بأحدث التقنيات والمعدات، مثل أنظمة إدارة الموانئ الذكية والرادارات المتقدمة وأنظمة التتبع، لضمان عمليات تحميل وتفريغ البضائع بكفاءة عالية، وكذلك توفير الوظائف، حيث ساعدت مشاريع التطوير فى توفير العديد من الوظائف للسكان المحليين، مما يعزز الاستقرار الاقتصادى والاجتماعي، ويساهم فى تحسين مستوى المعيشة، ويعمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادى. 

وأكد المهندس محمد فتحى المسئول عن تنفيذ خطة تطوير الموانئ وتحويل مصر إلى مركز لوجستى عالمى، لـ”روزاليوسف”، أهمية هذا التطوير فى تحويل مصر إلى مركز لوجستى، حيث تعتبر هذه الخطوة جزءًا من رؤية أوسع لتحسين البنية التحتية للنقل البحرى فى مصر، مشيرًا إلى سعى مصر لتطوير الموانئ وتحسين كفاءتها لتلبية احتياجات التجارة العالمية، حيث يسهم الخط الجديد بشكل كبير فى تحقيق هذا الهدف.

وتابع: «قمنا بتنفيذ سلسلة من التحسينات التقنية والتدريبية لضمان قدرة الموانئ على التعامل مع الطلب المتزايد، بالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل على تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين لضمان تدفق سلس للبضائع بين مصر وأوروبا”، مضيفًا:ط ملتزمون بتحقيق رؤية تحويل مصر إلى مركز لوجستى عالمى، وسنواصل تطوير البنية التحتية وتحسين الكفاءات لضمان تحقيق هذا الهدف”.