بين الفن والكرة وريادة الأعمال
برامج المسابقات.. «كلمة السر» فى دعم مواهب الشباب
د. مريم الشريف
تعد برامج المسابقات لاكتشاف المواهب حافزًا لدى الشباب من أصحاب المواهب لإبراز مواهبهم ودعمها، لذلك يتوافد على الاشتراك فيها نسبة كبيرة من الشباب، كما تتنافس هذه البرامج فيما بينها على القنوات الفضائية لجذب أكبر عدد من المشاهدين، فأصبحت متنوعة ولا تقتصر فقط على المواهب الغنائية والاستعراضية، إنما شملت المواهب الرياضية مثل برنامج «كابيتانو مصر»، وبرامج مسابقات لأصحاب المشروعات متناهية الصغر الذين يجدوا فى هذه البرامج دعمًا لأفكارهم ومشاريعهم.
الإعلامية نهى عبدالعزيز، قالت: إن برامج اكتشاف المواهب فكرة رائعة، لأن الشباب هم المستقبل ولا بد من دعمهم، لافتة إلى أن من لدية أفكار مميزة وموهبة فلا بد من اكتشافها وتطويرها، منوهة إلى أن هذه البرامج تساعد على تطوير ودعم تلك المواهب وربما تكون بابا للشهرة لهم.
وأشارت إلى أن التنوع فى برامج المسابقات ما بين برامج فنية ورياضية وأخرى خاصة بريادة الأعمال أمر ضرورى، لأن كل شخص لديه موهبة مختلفة عن الآخر، موضحة أن متابعة الفائز بعد انتهاء البرنامج من الأمور الجيدة وهذا ما تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فمثلًا المذيعة مريم حسن التى شاركت فى “الدووم” فهى تعمل كمذيعة حاليًا بقنوات المتحدة وغيرها، مشيدة بكل من برنامج “الدووم” و”Shark Tank”، إذ أنها حرصت على متابعتهم.
من جانبها، أشادت الإعلامية أميرة عدلى، ببرنامج “Shark Tank”، الذى وصفته بأنه من أفضل البرامج التى ظهرت خلال الـ 6 سنوات الماضية، من حيث لجنة التحكيم وأفكار المتسابقين وآدائهم وطريقة عرضهم لمشاريعهم وأفكارهم شىء مبهر، منوهة إلى أنه برنامج داعم للمتسابقين وأصحاب أفكار المشاريع الصغيرة، كذلك يهدف لتمويل هذه المشاريع الصغيرة كى تكبر، مشيدة بالحلقة التى استضافت خلالها الفنانة هند صبرى، والأخرى التى استضافوا خلالها كابتن أحمد حسام الشهير بـ“ميدو”.
الدكتورة دينا فاروق أبوزيد، عميد كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر، أكدت أن البرامج التى تقدم الفرصة للمواهب الشابة كانت موجودة بنطاق محدود فى إطار مواهب الغناء فقط، بعكس الوقت الحالى أصبحت أكثر تنوعًا من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فهناك برامج تقدم مسابقات ومواهب مختلفة منها برامج تقدم مواهب رياضية، أخرى تشجع الابتكار، وبرامج تقدم عروض الأعمال إلى جانب اكتشاف المواهب الفنية.
وأضافت: نحن لدينا شباب وأجيال فى مختلف المواهب ممن يحتاجون إلى فرصة ليست فقط فى مجال الغناء، لذلك كان رائعا تنوع هذه البرامج، لافتة إلى أن هذه البرامج مهمة لأسباب كثيرة، منها أن مصر دولة كبيرة ولدينا شباب موهوب، لكن أحيانًا يكون غير واعٍ بالطريق الصحيح المفترض يسير عليه ليحقق النجاح المطلوب الذى يليق بموهبته، لذلك هذه البرامج تتيح للمواهب أن تجد فرصتها ويتعرف عليها الجمهور حتى إذا لم يفوزوا بالمراكز الأولى، لكن يظل ظهورهم فى البرنامج وسيلة جيدة للتعرف عليهم، بل ومن الممكن لأشخاص أن يتولوا دعم موهبة هؤلاء ودفعهم لتحقيق أحلامهم.
وتابعت: المشاركة فى البرنامج فى حد ذاته حتى إذا لم يصل المتسابق للتصفيات تنمى مهاراته وتعلمه أن يدخل تجارب المسابقات والمنافسات وكلها خبرات تصقل موهبته، لأن العمل حاليًا عبارة عن “حلبة منافسة” قوية جدًا، مشيرة إلى أن هناك بعض البرامج تتيح الفرصة للشباب بشكل مباشر فى الحصول على دعم وتشجيع لتحقيق أحلامهم، ناهيك أنها تتضمن نصائح ومعلومات كثيرة من خلال تعليقات المحكمين التى تثرى وتنمى مهارات بعض الهواة من متابعى تلك البرامج.
وأكدت أن الخروج عن نطاق الأفكار المعتادة لبرامج المواهب والأشكال التقليدية لها “رائع”، وما شاهدناه مؤخرًا “دليل قاطع”، فهى لم تعد برامج للطرب والغناء فقط، بل خرجت عن الإطار التقليدى، بأن الشخص الذى يظهر للحديث عن موهبته بات يتحدث ويسوّق منتجاته، مثل: برنامج “Shark Tank”، ما يعد تشجيعًا للصناع والمشروعات الصغيرة.
وقالت: نحن فى حاجة لهذه البرامج والمزيد منها، وأن تكون مواسم مستمرة طوال العام، وموجودة على الخريطة البرامجية بشكل دائم فى موضوعات مختلفة، مؤكدة أن هذه البرامج كانت موجودة فى القنوات الأجنبية وأصبحت فى مصر ونجحت، ومن المفترض أن يكون هناك تشجيع لهذه البرامج وصناعها لتقديم المزيد، مع تقديم أفكار من خارج الصندوق لجذب الشباب والمشاهدين لتلك البرامج.
أما الدكتورة ثريا البدوى، عميد كلية إعلام جامعة القاهرة، فأكدت أن برامج المواهب تتماشى مع سياسة الدولة المصرية حاليًا، من حيث الاهتمام الكبير بالشباب والإبداع والابتكار على جميع المستويات سواء رياضيًا أو فنيًا أو رياديًا أيًا كان، منوهة إلى أن التنوع فى برامج المسابقات ناتج عن التطور الذى حدث وزيادة وعى المواطنين، إذ أن هناك فجوة كبيرة بين الجيل القديم والجديد، حيث إنه فى الماضى مع محدودية وسائل الاتصال كانت هناك محدودية فى الفكر أيضًا، لكن تطورت وسائل الاتصال مع وجود الإنترنت الذى أسهم فى انتشار تلك البرامج بشكل كبير.
وأشارت إلى أن هذه البرامج تقدم على مستوى عالمى، ومن الرائع تقديمها محليًا طالما ستأخذ صبغة ونكهة محلية تركز على أبناء الوطن وتدفع بهم للأمام وتشجع على الإبداع والابتكار، مؤكدة أنها برامج جادة وليس هدفها شو إعلامى والدليل على ذلك متابعة الفائز بعد انتهائها، لذلك هى تتبنى المواهب بشكل فعلى، مشيدة ببرنامج “Shark Tank” إذ أنه يعطى الشاب أملًا فى تطوير مشروعهم، بأن هناك من سيدعمهم ويتبنى مشروعاتهم وينفذها بامكانات جيدة على أرض الواقع.
وشددت على أن تلك البرامج لها أبعاد كثيرة، منها أنها أكبر داعم لجهود الدولة فى الشباب، وتعزز مشاعر الانتماء والولاء للوطن بشكل أكبر، وتحقق التنمية المستدامة للدولة، وتعزز استراتيجيات الدولة فى بناء الإنسان وعقله، لذا لا بد من مساندة هذه البرامج، معبرة عن مدى إعجابها بالدور الكبير الذى تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى هذا الإطار، فهى لها تواجد قوى مرتبط بالأعمال الجادة سواء على مستوى البرامج أو الدراما.