الجمعة 3 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تأثر سلاسل الإمداد وتراجع حركة التجارة

تداعيات اقتصادية تنتظر المنطقة العربية

يستعد اقتصاد المنطقة للدخول فى مرحلة جديدة من الاضطراب قد تطول دول الجوار عقب سقوط نظام الأسد فى سوريا ودخول الميليشيات المسلحة.



تداعيات اقتصادية ستلقى بظلالها على دول المنطقة وبينها مصر، خاصة بعد سيطرة الميليشيات المسلحة على المعابر والطرق الحيوية التى تؤدى لتعطيل هذا المحور التجارى مما يجبر الدول على البحث عن مسارات بديلة أكثر كلفة.

خسائر اقتصادية

أكد خبراء الاقتصاد والأعمال لـ»روزاليوسف«، أن الاضطرابات المرتبطة بالصراع سيكون لها تأثير شديد على التجارة الخارجية، مما يؤدى إلى انهيار الإنتاج الصناعى والزراعى المحلى وزيادة اعتماد سوريا على الواردات، خاصة المنتجات الغذائية.

وتوقع الخبراء، تراجع حركة التجارة العابرة التى تمر من خلال سوريا، وقد تصل إلى مرحلة الانعدام الكلى، إلى جانب تعطل صادرات الخدمات مثل السياحة وغيرها.

أشار الخبراء إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد المزيد من الخسائر الاقتصادية وعدم الاستقرار خلال الفترة المقبلة والمزيد من الصدمات الاقتصادية والاجتماعية.

تراجع حركة التجارة

من جانبها ترى د.هدى يسى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، رئيس لجنة الصناعة والتجارة بجمعية مستثمرى العاشر من رمضان، أن هناك آثارًا مباشرة على مصر والمنطقة بأكملها، نتيجة تلك التوترات التى تشهدها سوريا.

وأوضحت أن فى مقدمة تلك الآثار تراجع حركة التجارة العابرة التى تمر من خلال سوريا، إلى جانب التوقعات بتعطل صادرات الخدمات مثل السياحة والتنقل.

وقالت «يسى» إن الآثار الجديدة للصدمة التجارية سوف تؤثر سلبًا على إجمالى الناتج المحلى لدول المنطقة نتيجة ارتفاع التكاليف للبحث عن طرق عابرة أخرى بخلاف سوريا.

وأشارت إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد المزيد من  الخسائر الاقتصادية وعدم الاستقرار خلال الفترة المقبلة.

الاقتصاد السورى

يعتقد د.ناصر الجندى الخبير الاقتصادى، أن الأحداث الأخيرة فى سوريا سيكون لها تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة العربية بشكل عام ومصر ودول الجوار السورى بشكل خاص.

وتابع: من المتوقع أن يشهد الاقتصاد السورى انهيارًا عميقًا مع تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية، مما يؤثر بشكل مباشر على دول الجوار التى تعتمد على التجارة أو العمالة السورية.

وأوضح الجندى، أن سوريا تعتبر محطة مهمة بطرق التجارة العابرة بين الشرق الأوسط وأوروبا وأى تدهور فى الوضع السورى قد يؤدى إلى تعطل تدفق السلع عبر الأراضى السورية، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤثر على الصادرات والواردات المصرية.

وتابع: أى سيطرة الميليشيات المسلحة على المعابر والطرق الحيوية قد تؤدى لتعطيل هذا المحور التجارى مما يجبر الدول على البحث عن مسارات بديلة أكثر كلفة.

وأشار إلى أنه سوف تؤثر الأحداث الراهنة على تراجع الثقة الإقليمية فى سوريا، إلا أنه مع استقرار الأوضاع مستقبلا قد تظهر فرص استثمارية كبيرة فى إعادة اعمار سوريا ما يفتح المجال امام الشركات المصرية والعربية لدخول هذه السوق.

وذكر الجندى أنه سوف تتحمل الأردن ولبنان أعباء إضافية نتيجة تدفق اللاجئين فضلا عن تأثر التبادل التجاري.

سايكس بيكو جديدة

من جانبه قال د.إبراهيم درويش الخبير الاقتصادى بجامعة المنوفية أن الأحداث فى سوريا بلا شك ستلقى بظلالها على المنطقة كلها وإلى عقود طويلة.

وأشار إلى أنه على الجانب المصرى هناك قلق بالغ من مدعى الإسلام السياسى والجهادى ومن تدخل الدول الأجنبية فى سوريا وتفتيتها إلى دويلات.

وتابع: ما زالت الأحداث ساخنة والجميع مترقب لما ستسفر عنه الأحداث، وإن كان أكثر المتفائلين يقول إن ما حدث هو سايكس بيكو جديدة، مخطط إسرائيلى أمريكى لإعادة تقسيم المنطقة العربية، وهى تفتيت المفتت وإنشاء شرق أوسط كبير لصالح إسرائيل.

وأكد «درويش» أنه بلا شك أى توترات سياسية أو مشاكل إقليمية ستؤثر سلبًا على الاقتصاد، ومن التجارب العملية ما أحدثه الحوثيون فى اليمن وعرقلتهم الملاحة فى باب المندب والبحر الأحمر، مما أدى إلى خسارة مصر أكثر من ٦ مليارات دولار فى ٦ شهور.

واختتم: الاستقرار شرط أساسى للتنمية وتحقيق الرخاء، وبالتالى ما يحدث فى سوريا لا بد أن ينعكس سلبا على التجارة والاقتصاد بصورة عامة بالمنطقة بأكملها ومصر، إذ أن الحروب والتوترات التى تحيط بالدولة المصرية تستدعى الجاهزية للقوات المسلحة المصرية مما يؤثر على مسار الإصلاح الاقتصادى والتنمية فى مصر.