الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر السابق وأبرز المدافعين وأول من رفض تدخل الإخوان فى تطوير قانون الأزهر




توفى مساء السبت الماضى الدكتور عبد الفتاح الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأستاذ أصول الفقة عن عمر يناهز 78 عاما.

والدكتور عبد الفتاح الشيخ هو رئيس جامعة الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث وعضو المجلس الأعلى للأزهر ولد عام 1935، بمركز بسيون بالغربية والتحق بالكتاب، ثم تخرج في كلية الشريعة عام 1963.
 
التحق بكلية الشريعة والقانون وتخرج فيها بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف ثم عين معيدا فى أول دفعة تعيين معيدين فى جامعة الأزهر بعد تطوير  الجامعة فى عهد الدكتور محمد البهى رئيس الجامعة عام 56 وحصل بعد ذلك على دبلومين الأول فى أصول الفقه والثانى فى تاريخ التشريع الإسلامى ثم حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الثانية ثم عين مدرسا بالكلية.

وفي عهد الدكتور محمد حسن فايد رئيس الجامعة تم اسناد الإشراف له في تدريس المواد الإسلامية لطلاب الثانوية العامة الذين كانوا يلتحقون بجامعة الأزهر حتى جاءت فرصة للإعارة بسبب خلاف تم بينه وبين رئيس الجامعة وقتذاك فكانت الإعارة للسعودية لمدة 4 سنوات.

وفى عهد الدكتور محمد الطيب النجار رئيس الجامعة تم اسناد عمادة الشريعة والقانون بالقاهرة له بجانب شريعة طنطا حتى كان الدكتور الطيب النجار يمزح قائلا: يا صاحب العمادتين.

تولى رئاسة جامعة الأزهر منذ عام 1987، ولمدة 8 سنوات، ونقلها من حال إلى حال آخر.

تميز فى آرائه وأفكاره ورئاسته للجامعة ووقوفه بحزم وجدية وحيادية فى وجه الفكر المغلوط والآراء المتحيزة  والخروج بالفكر مما هو منوط به إلى لب الحقيقة.

وكان من آرائه أن الهجوم على القضاء أمر غير جائز على الإطلاق لأننا إذا هدمنا القضاء هدمنا ركنا من أركان الدولة لأن الدولة تقوم على ثلاث سلطات: التشريعية - التنفيذية - القضائية.. وقال: «إن السلطة القضائية أهم عندى من السلطتين التشريعية والتنفيذية لأن السلطة القضائية هى التى تفصل بين الهيئتين وتبين أيهما يعتدى على القانون وبالتالى هى على رأس السلطتين الأخريين.. فالسلطة القضائية التى تحكم بينى وبينك وما يجرى بينك وبينى من نزاع سواء أكان النزاع جنائيا أم مدنيا.. فالهجوم على القضاء أمر يجب أن يكف عنه كل الناس.

كما رفض أن يكون للتيارات الدينية بما فيها الإخوان يساهمون فى تطوير قانون الأزهر وقال: «الأزهر فيه رجاله ولن يسمح بالاعتداء على الأزهر ويأتى أناس من خارج الأزهر ليطوروا الأزهر. الأزهر فيه رجاله وفيه مجموعة من الكفاءة والقدرة وأرفض تدخل أى أحد مهما كان فى شئون الأزهر أو تطويره.
وكان للشيخ السبق فى انشاء كلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية، كما تقول الدكتورة آمنة نصير عميدة الكلية سابقا فى الكتاب، وقالت إن هذه الكلية كانت مجرد معسكر صيفى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، استأجرته الجامعة، وقالت «وبمجرد مخاطبة الدكتور عبد الفتاح تم تشييد المبنى وإعداده ليواكب التطوير فى مختلف المحافظات».

وقال الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعة الإسلامية: «أتقدم بالاصالة عن نفسى وبالنيابة عن منسوبى رابطة الجامعات الإسلامية، والجامعات الأعضاء المنتشرة فى شتى أنحاء العالم، بخالص التعازى في الفقيد الدكتور عبد الفتاح حسينى الشيخ المفكر الإسلامى والفقيه الكبير، ورئيس جامعة الأزهر، حيث أثرى الراحل رحمه الله المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات المتفكرة فى علم أصول الفقه، ستظل منهلا للأساتذة والباحثين الأجيال المقبلة.. ولقد كان مصابنا أليما فى هذا البطل الذى ما خاف يوما فى الحق لومة لائم، والذى ظل يعمل طوال حياته منتهجا نهج العلماء المستنيرين الكبار، ومنطلقا من المدرسة الوسطية فى الإسلام.

ويتذكر الدكتور سعد الدين هلالى العميد الاسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بأسوان ودمياط مواقفه مع الشيخ، وما يتمتع به من الحزم المستند إلى الرأفة، حيث شكا هلالى من عدم انتظام الاساتذة المنتدبين من أسيوط وسوهاج إلى كلية الدراسات الإسلامية، فما كان من رئيس الجامعة إلا أن أصدر أمرا بحرمانهم من مكافآت أعمال الامتحانات والامتيازات الأخرى لمدة سنة كاملة مع إلزامهم بالحضور وبعد انتظام الدراسة وانتهاء العام، اعاد رئيس الجامعة الخصومات دون نقص إلى الأستاذة، حرصا على الجوانب الإنسانية.