الجمعة 9 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الديك و عدوية

الفن يودع «حريف السينما» و«صوت الغلابة»

لم يشأ عام 2024 أن يرحل دون أن نودع فيه اثنين، ممن صنعوا تاريخًا فى الفن المصري، إذ خلدا فيه اسميهما بحروف من ذهب، وهما أسطورة الأغنية الشعبية أحمد عدوية والسيناريست صاحب الأثر الكبير فى السينما المصرية الكاتب بشير الديك بعد صراع مع المرض استمر سنوات، فكلاهما انطلقا فى نهاية السبعينيات، وقادا حركة تغيير وتمرد  فى الموسيقى والسينما.



البداية مع صاحب «السح الدح امبو- سلامتها أم حسن - زحمة يا دنيا زحمة وكرشنجى دبح كبشو» وغيرها من مئات الأغانى التى صنعت تاريخ أحمد عدوية وأسطورته، فمن أرجاء المنيا مسقط رأسه لشارع محمد على وقهوة الآلاتية “مصنع النجوم”، انطلق عدوية ليقدم لونًا جديدًا فى الأغنية الشعبية بعيدًا عن القوالب المعروفة فى هذا المجال لمن سبقوه مثل محمد عبدالمطلب ومحمد رشدي، وكانت بداية شهرته مع أغنية «السح الدح أمبو» التى غناها لأول مرة عام 1969 واستوحى فكرتها وكلماتها من ابن اخته، لتكون من أهم الأغانى التى ذاع شهرته بعدها، لدرجة أن عبدالحليم حافظ غناها معه فى إحدى الحفلات، رغم الهجوم الشديد الذى واجهه.

وسجل «عدوية» أول أسطوانة له مع شركة صوت الحب عام 1972، وكان من المفترض أن يكون اسم شهرته أحمد العدوي،  لكن غلطة مطبعية جعلت عدوية  بدل العدوي، واستقر على أحمد عدوية لينطلق بعدها ليغنى من كلمات وألحان كبار الملحنين وكتاب الأغنية مثل بليغ حمدى وكمال الطويل، وعمار الشريعي، وسيد مكاوي، وشعراء مثل عبد الرحمن الأبنودى ومأمون الشناوى.

وتم اعتماده فى الإذاعة ليفتح الباب أمام جيل من نجوم الأغنية الشعبية الذين يعتبرونه الأب الروحى لهم، ورغم توقفه بسبب المرض فى فترة التسعينيات، لكن كان من وقت لآخر يشارك فى دويتو مع النجوم الشباب مثل «الناس الرايقة» مع رامى عياش و«على وضعنا» والذى تعتبر آخر أعماله بمشاركة ابنه المطرب محمد عدوية، والفنان محمد رمضان ليسدل الستار على أسطورة غنائية كان صوت الغلابة.

أما الفرع الآخر الذى سقط من شجرة الفن هو السيناريست الكبير بشير الديك، فبعد تخرجه في الجامعة فى نهاية الستينيات اتجه للأدب قبل أن ينطلق فى أول أفلامه وهو «مع سبق الإصرار» مع المخرج أشرف فهمى ليقدم بعده رصيدا كبيرًا من أهم أفلام الثمانينيات والتسعينيات والتى وصل عددها لأكثر من 50 فيلمًا، بعضها اختير ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.

 وقدم أعمالًا مهمة وثنائية فنية مع العديد من المخرجين أبرزهم عاطف الطيب ومحمد خان ونادر جلال وعلى بدرخان فمن ينسى «الحريف _سواق الأتوبيس _ ضد الحكومة» وغيرها من الأفلام.

كما قدم بشير الديك خلال مشواره أكثر من 25 مسلسلًا  تليفزيونيًا أبرزها “الحفار  والناس فى كفر عسكر”، كما أخرج الديك خلال مسيرته فيلمين هما «الطوفان وسكة السلامة»، وكان آخر عمل له عام 2001 وهو فيلم «الكبار».