القمة العاشرة «المصرية - القبرصية - اليونانية» دفعة قوية لآلية التعاون فى شرق المتوسط
أحمد إمبابى
شهدت القاهرة أمس الأربعاء، انعقاد الجولة العاشرة، لقمة التعاون الثلاثى، بين مصر وقبرص واليونان، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومشاركة نظيره القبرصى نيكوس خريستودوليديس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وتعد هذه القمة العاشرة بين زعماء الدول الثلاث، منذ تأسيس آلية التعاون الثلاثى، والتى بدأت بعقد أول قمة ثلاثية فى القاهرة عام 2014، وتوالت بعدها القمم فى عواصم الدول الثلاث، لدعم آلية التعاون وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
نموذج للتعاون الإقليمى
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى أعمال القمة العاشرة لآلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان بقصر، وقال فى كلمته إن آلية التعاون الثلاثى تمثل نموذجًا رفيعًا للتعاون الإقليمى المتكامل.
وقال الرئيس السيسى: لقد أثبتت السنوات الماضية أهمية هذه الآلية فى تعزيز التنسيق والتعاون بين دولنا، خاصة فى ظل التطورات المستمرة والمتسارعة التى يشهدها الشرق الأوسط.
وأضاف الرئيس السيسى: أن التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، أصبح ضروريًا أكثر من أى وقت مضى، خاصة مع التحديات المتزايدة فى منطقتنا، الشعب الفلسطينى له الحق فى الحصول على استقلاله وفق قرارات الأمم المتحدة، كما نؤكد أهمية تحقيق الاستقرار فى سوريا، ليبيا، لبنان، واليمن، والعمل على مواجهة موجات التحديات غير المسبوقة التى تمر بها المنطقة.
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن التعاون الاقتصادى بين الدول الثلاث يمثل خطوة استراتيجية وحيوية لتعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمى الذى نطمح إليه، وأرحب اليوم باجتماعنا الذى يهدف إلى استكشاف فرص تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين دولنا.
التعاون فى قطاع الطاقة
وأشاد الرئيس السيسى فى كلمته، بالتعاون المثمر بين الدول الثلاث فى قطاع الطاقة، حيث يمثل مشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان نقطة تحول إقليمية نحو تعزيز هذا التعاون، إلى جانب التعاون فى مجال الغاز الطبيعى بين مصر وقبرص، الذى يعكس رؤية واضحة واستراتيجية نحو تحقيق تكامل طاقوى إقليمى، ويمثل خطوة هامة لتمديد الطاقة إلى أوروبا.
ودعا الرئيس إلى تطوير مشروعات مشتركة بين الدول الثلاث لتعزيز التعاون فى مجالات متعددة مثل التعليم العالى والبحث العلمى، الفنون والثقافة، لما لها من دور فى تعزيز الروابط بين شعوبنا، والسياحة، حيث تتمتع دولنا الثلاث بمصادر سياحية كبيرة ومتميزة، إن التعاون فى هذا المجال سيحقق فوائد كبيرة لشعوبنا وسيسهم فى زيادة الدخل القومى لقطاع السياحة.
وعقب ختام فعاليات القمة الثلاثية، عقد زعماء الدول الثلاث مؤتمرا صحفيا، أعرب خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسى عن شكره العميق للدور الذى قامت به كل من اليونان وقبرص، منذ 2014، وقال “إنهم كانوا أول دولتين يبقوا موجودين فى مصر ومتفهمين للموقف الذى حدث.. وكانوا منبر مصر فى الاتحاد الأوروبى”.
ائتلاف إقليمى
وفى كلمته، أكد رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، الالتزام بالسلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط كإحدى ركائز نجاح آلية التعاون المصرى القبرصى اليونانى، والذى يمثل نموذجا للتعاون الإقليمى، وقال إن المنطقة اليوم قل فيها الاستقرار والأمن أكثر من أى وقت مضى، وإن الوضع فى المنطقة يتسم بالكثير من التحديات التى تستلزم التآزر والتعاون، للوقوف فى وجه زعزعة الأمن والاستقرار.
وقال الرئيس القبرصى، إن استجابتنا المشتركة مهمة من أجل معالجة هذه التحديات بشكل يتسم بالكفاءة، “فنحن فى حاجة الآن لائتلافات إقليمية مثل ائتلافنا هذا من أجل الإسهام فى التنمية البشرية والازدهار الاقتصادى”.
وأضاف أن هناك سببا أساسيا أدى إلى إطلاق هذه الآلية فى عام 2014، هو التحديات المشتركة، والحاجة الواضحة والملحة لاتخاذ خطوات مشتركة نحوها، كما رأينا أن هناك الكثير من الفرص التى تكمن فى تعاوننا الثلاثى خاصة فيما يتعلق بالسياحة والطاقة والأمن، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم اجتماع مهم للغاية، بل وتزيد أهميته عن أول اجتماع عقدناه فى 2014.
التطورات الإقليمية
بينما أعرب رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع فى المنطقة، مؤكدًا أنها أصبحت أقل استقرارًا وأمنًا، ما يعنى تعزيز التعاون الجيوسياسى مع مصر وقبرص.
وطالب بضرورة العمل على تنفيذ حل الدولتين والسعى نحو استقرار الشرق الأوسط، إضافة لضرورة وقف إطلاق النار فى غزة والإفراج عن المحتجزين، كما دعا إلى تنفيذ عملية انتقالية فى سوريا لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة.. وأضاف أن بلاده بذلت جهودًا كبيرة فى منتدى غاز شرق المتوسط لتعزيز التعاون، مؤكدًا أهمية تنفيذ إطار عمل للتعاون فى مجال التقاط الكربون.
العلاقات اليونانية
وقبل انعقاد فعاليات القمة، استقبل الرئيس السيسى، نظيره القبرصى، ورئيس وزراء اليونان، بقصر الاتحادية الرئاسى، وخلال لقاء الرئيس مع رئيس وزراء اليونان، أكد الجانبان عمق وقوة العلاقات التاريخية التى تربط بين مصر واليونان، واعتزامهما الاستمرار فى مسيرة العمل المشترك لتعزيز الشراكة القائمة بينهما.
وتم خلال الاجتماع مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، ولا سيما فى المجال الاقتصادى، حيث أكد الجانبان ضرورة تكثيف التعاون فى إطار منتدى غاز شرق المتوسط، والعمل على تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين البلدين، كما تم الاتفاق على أهمية استمرار التعاون فى مجالات الهجرة واستقدام العمالة الموسمية، مع التأكيد على ضرورة توسيع نطاق التعاون الثنائى ليشمل جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما تناول الاجتماع تطورات الأوضاع الإقليمية، وفى مقدمتها الوضع فى فلسطين، حيث أعرب الجانبان عن حرصهما على وقف إطلاق النار وتيسير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مع التأكيد على أهمية العمل نحو تنفيذ حل الدولتين، وتم التأكيد على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، كما تبادل الجانبان الرؤى حول الوضع فى كل من سوريا وليبيا والسودان، حيث تم التأكيد على ضرورة حماية أمن واستقرار وسلامة ووحدة أراضى تلك الدول، وأهمية بدء عمليات سياسية شاملة تؤدى إلى تحقيق السلام.
المنتدى الاقتصادى
وعلى هامش القمة، استضافت القاهرة المنتدى الاقتصادى المصرى ــ اليونانى ــ القبرصى، بمشاركة وزراء وممثلى بعض الشركات من الدول الثلاث، وأكثر من 70 شركة قبرصية ويونانية و200 شركة مصرية.
وسجل معدل التبادل التجارى بين مصر وقبرص، ارتفاعا فى عام 2024، حيث أشار الجهاز المركزى للإحصاء، إلى أن قيمة التبادل التجارى بين مصر وقبرص، وصلت إلى 217 مليون دولار خلال الـ 11 أشهر الأولى من عام 2024 مقابل 108 ملايين دولار خلال نفس الفترة من عام 2023 .
فيما تراجعت قيمة التبادل التجارى مع اليونان، حيث أشار بيان لجهاز الإحصاء إلى وصول قيمة التبادل التجارى بين مصر واليونان إلى 1.5 مليار دولار خلال الـ 11 أشهر الأولى من عام 2024 مقابل 1.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2023.
شهدت القمة الثلاثية بين قادة مصر وقبرص واليونان، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومشاركة نظيره القبرصى نيكوس خريستودوليديس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، التوقيع على مجموعة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثلاثية، والثنائية، لتعزيز التعاون بين الدول الثلاث فى مختلف المجالات.
وعلى هامش القمة، شهد زعماء الدول الثلاثة، التوقيع على 4 اتفاقيات ثلاثية مشتركة، ضمت مذكرة تفاهم حول توأمة وتطوير الموارد المائية، مذكرة تفاهم فى الرعاية الصحية المتنوعة، ومذكرة تفاهم فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واتفاق لتعزيز العلاقات الاستثمارية بين الدول الثلاث.. كما تم التوقيع على 7 اتفاقيات تعاون ثنائى بين مصر وقبرص، شملت مذكرة تفاهم فى مجال التعليم العالى والبحث العلمي، ومذكرة تفاهم فى مجال التعليم، وبروتوكول تعاون فى مجال التكنولوجيا والاتصالات، واتفاق بشأن تمكين المرأة فى مجال السياحة وتعزيز فاعلية مكتب شكاوى المرأة، وحماية الأحياء المائية، والتعاون فى مجال إدارة الموارد المائية، ومذكرة تعاون الإنذار المبكر للحوادث النووية.
ومن المقرر ان تستضيف القاهرة المنتدى الاقتصادى المصرى اليونانى القبرصى، بمشاركة وزراء وممثلى بعض الشركات من الدول الثلاث، وأكثر من 70 شركة قبرصية ويونانية و200 شركة مصرية.