معارضة إسرائيلية لخطة «ترامب»

إسلام عبدالكريم
يشهد المجتمع الإسرائيلى حالة من الانقسام بشأن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة.
وبترحاب وحفاوة، استقبلت إسرائيل تلك الأنباء، خاصة بالأوساط اليمينية المتطرفة التى تنادى منذ اليوم الأول من العدوان بالتهجير من غزة تحت ادعاء “التهجير الطوعى”.
إلا أن صحيفة معاريف كشفت، أن الأمر لم يكن بالمفاجئ لحكومة الاحتلال، فهناك خطة موضوعة منذ أشهر تعمل عليها “تل أبيب” للتهجير، إذ كشف المحلل السياسى الإسرائيلى، بن كسيبت، فى مقال بالصحيفة، أن إسرائيل أعدت خطة سرية خلال الأشهر الماضية لتشجيع ما سمته “الهجرة الطوعية” لسكان غزة.
وأوضح أن مسئولين إسرائيليين، روّجوا سرًا للخطة فى الأشهر الأخيرة، وأنه فى إطار هذه المحادثات، تم تحديد دولة ثالثة أيضًا لتكون “دولة وجهة” متفق عليها لـ”المهاجرين” من غزة، مؤكدًا أن خطة «الهجرة الطوعية» أو «النفى الطوعى» للفلسطينيين، التى اقترحها “ترامب” لم تكن منفصلة عن الواقع على الأرض، إذ روج لها مسئولون إسرائيليون خلال الأشهر الأخيرة.
وبحسب بن كسيبت، فإن الخطة ليست متماسكة ولا كاملة، كما أن بها عثرات كثيرة، دولية وقانونية، لذا لجأت إسرائيل للترويج لها سرًا.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، إيهود باراك، مقترح الرئيس “ترامب” لإعادة توطين نحو مليونى فلسطينى خارج قطاع غزة بـ “الخيال”.
وقال “باراك” لإذاعة جيش الاحتلال (جالى تساهل): “هذه لا تبدو خطة درسها أى شخص بجدية.. يبدو أنها مثل بالون الاختبار أو ربما محاولة لإظهار الدعم لإسرائيل”.
وأشار إلى أن تصريحات “ترامب” ربما تعد محاولة لإقناع القادة العرب بأن هذا ما ينتظركم فى حال لم تستيقظوا، وعليكم أن تقترحوا مسارًا عمليًا لغزة وتساعدوا فى إبعاد حماس عن السلطة، موضحًا أنه من المعقول بصورة كبيرة أن تقترح الدول العربية المعتدلة فى المنطقة نهجًا أفضل ردًا على خطة “ترامب” غير المدروسة.
وقالت صحيفة “هآرتس”، إن خطة الرئيس الأمريكى “غير واقعية”، معتبرة أن من سيدفع ثمنها هم المحتجزون الإسرائيليون فى غزة.
وأضافت أن فكرة تشجيع الهجرة من غزة كانت مطروحة بعد الدمار الهائل الذى أحدثه الجيش الإسرائيلى، لكن ترامب أضاف لهجة أكثر واقعية بالتشديد على ضرورة إجلاء جميع سكان القطاع، موضحة أنه ينوى “أن تكون تذكرة ذهاب فقط”؛ ويتوقع أن تتحرك دول أخرى، بما فى ذلك الدول العربية، لاستيعاب المهجّرين.
ورأت فى إعلان “ترامب” أنه يدرس إمكانية تولى الجيش الأمريكى مهمة إعادة إعمار هى “القنبلة الأكبر على الإطلاق”، حيث يعتقد أنه من الممكن بناء “ريفييرا متوسطية” على أنقاض غزة، متسائلة: “من يظن الرئيس أنه سيعيش هناك؟”.
وأكدت الصحيفة أن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة بـ”الخطيرة جدا وغير الواقعية”.
من جانب آخر، رأى رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلى المعارض، يائير جولان، أن إسرائيل عليها التعامل مع المسألة الفلسطينية بواقعية وليس بتصريحات وهمية، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكى لم يعرض خطة بل فكرة عامة، مشددا بالقول على أن “غزة لن تختفى”.