الجمعة 28 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عمر.. من معاناة التنمر إلى عالم الأدب

لا يرى عمر القشوطى فى كونه من «قصار القامة» عائقًا بينه وبين عيش حياة طبيعية، لكن التنمر الذى يمارسه البعض تجاهه وأقرانه يضاعف من صعوبة الحياة، والتى تتطلب مجهودا للاندماج فى تفاصيلها اليومية، بداية من ارتياد المواصلات العامة وحتى التعليم والعمل فى أماكن تقدر كونه مختلفًا عن الآخرين.



الصبر والإرادة عنوان حياة «القشوطى» للتغلب على الصعاب، فالحياة ليست سهلة، لذا يجب على ذوى الهمم تقبل ظروفهم والاندماج فى المجتمع.

حصل عمر على ليسانس جامعة الأزهر، فرع طنطا، فى أصول الدين والدعوة الإسلامية، قسم تفسير القرآن الكريم وعلومه، ويعمل بإحدى المدارس فى المجال الإدارى، كما أن له عدة مؤلفات قصصية ومدونات، فضلا عن مشاركته كناقد أدبى فى المنتديات الأدبية، وقد حصل على عدة جوائز من قصور الثقافة ورُشح لجوائز عربية.

يقول أحمد: «منذ صغرى وأنا أعانى من مشكلات صحية، إلى جانب قصر القامة، وكنت أتعرض للتنمر بالقول والإشارة، حتى من المنطقة السكنية التى أقيم بها، لذلك كانت أسرتى خير داعم وسند لى فى مختلف مجالات الحياة».

 ويتابع: «لقد عانيت من التنمر والسخرية فى المدرسة والجامعة وفى العمل والمنطقة التى أسكن بها، ولكن رغم ذلك، هناك أشخاص طيبون فى المجتمع أجد منهم الدعم والتشجيع».

ويضيف: «بعد التخرج، عملت فى عدة مشروعات صغيرة، وتنقلت بين وظائف عدة حتى تم تعيينى عام ٢٠١٣ ضمن فئة الـ ٥٪ إعاقة بإحدى المدارس، واخترت أن أعمل فى الإدارة حتى لا أختلط مع الطلاب».

حرص عمر على الاندماج فى المجتمع بعد التخرج من خلال المشاركة المجتمعية، فكان يحضر الندوات الأدبية ومختبر السرديات فى مكتبة الإسكندرية، كما صدر له عدة كتب ومقالات وروايات وقصص قصيرة.

ويضيف: «الحياة بالنسبة لقصار القامة ليست سهلة، فقصير القامة لا يستطيع ركوب وسائل النقل العام بسبب قصر قامته، ولذلك يحتاج إلى سيارة خاصة به»، ويتابع: عندما كنت فى الجامعة، كان يتم توزيع دراجات نارية (موتوسيكلات) لذوى الهمم، وكنت أستخدمها، لكنى تعرضت لعدة حوادث، فأصبحت خطرة علىّ.. فى مرحلة العمل، اشترى لى والدى سيارة، وكان يوصلنى بها إلى الجامعة، وبعد التخرج، حرصت على الحصول على سيارة تابعة لذوى الهمم بصعوبة شديدة.

ويشير «القشوطى» إلى أن «ذوى الهمم يبلغ عددهم فى المجتمع حوالى ١٠ ملايين نسمة، وقصار القامة تحديدًا عددهم كبير جدًا، ولهم جمعية فى الإسكندرية».

وعن مشكلات المعاقين من قصار القامة، يقول: «أهم مشكلة هى السيارة التابعة للدولة، إذ إنها تشترط وجود مرافق لقصير القامة، وهذا شرط يصعب توفره؛ لأن قصير القامة قد يكون وحيدًا، كما أن قصير القامة يستطيع من خلال تجهيزات معينة أن يقود السيارة بمفرده، فهو ليس معاقًا ذهنيًا أو سمعيًا أو حركيًا».

ويضيف: «أيضًا، شرط تعيين الشركات لنسبة الـ ٥٪ من ذوى الإعاقة لا يتم تطبيقه فى كل الشركات، فهناك شركات لا تلتزم به، ويجب أن تكون هناك متابعة دقيقة لمدى التزامها بتنفيذ هذا الشرط».. ويستطرد: «قصير القامة، من الناحية الصحية، لا يستطيع العمل فى أكثر من وظيفة، لذا يجب منحه بطاقات خاصة لتخفيض الأسعار».

وأخيرًا، يؤكد ضرورة «إطلاق حملات توعوية فى المدارس والجامعات ووسائل المواصلات لمكافحة التنمر أو السخرية من ذوى الهمم».

ويختم قائلا: «أقول لذوى الهمم: اندمجوا فى المجتمع، فالحياة بطبيعتها مليئة بالألم والتعب، ولكن يجب أن نواجهها بقوة وإصرار».