الخميس 10 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إفطار على مائدة أسرة شهيد

الحاجة سعاد والدة الشهيد محمد أبوشقرة: المتطرفون لقبوا ابنى بـ«الشبح» بعدما رصد الكثير منهم داخليًا وخارجيًا

الشهيد محمد أبوشقرة
الشهيد محمد أبوشقرة

ضحوا بدماءهم وأرواحهم من أجل الوطن والحفاظ على ترابه وحماية مواطنيه دون انتظار مقابل، فقط لأنهم تربوا على الانتماء والولاء لهذا البلد كى يعيش الجميع فى سلام وأمان مصداقًا لقوله: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا فذلك الجند خير أجناد الأرض»، فقال أبوبكر: ولم يا رسول الله قال لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة».



فكانت رسالتهم التى تركوها إرثًا لأسرهم وأبنائهم من بعدهم، لذا فإن «روزاليوسف» فى هذا الشهر الكريم لم تنس تضحيات الأبطال وما بذلوه من دماء.. فكانت حاضرة وسط ذويهم فالتقت أسر الشهداء على مائدة إفطار رمضانية.

 

من الوهلة الأولى التى تتحدث فيها مع الحاجة سعاد على يوسف، والدة الشهيد النقيب محمد سيد عبدالعزيز «محمد أبوشقرة» تشعر أنها أم لكل المصريين، فهى امرأة عابدة صابرة محتسبة حالها كحال أمهات الشهداء جميعًا، إذ بدأت حديثها بثبات وقوة راضية بقضاء الله: قدمت ابنى فداءً لمصر للتخلص من حكم الإخوان الخونة، استشهد وكان ضحية الغدر والخيانة التى جاءت من قبل أنصار الخائن مرسى وأعوانه، مؤكدة أن الجماعات الإرهابية لقبت ابنها بـ«الشبح» لأنه رصد كثيرًا منهم داخليًا وخارجيًا.

ولفتت إلى أن الشهيد كان يلقبه الإرهابيون بـ«الشبح» لأنه كان بمثابة الشوكة التى تقف فى حلقهم، لمهارته والقبض على كثير منهم، وعرفنا بهذا اللقب من أصدقائه بعد استشهاده، حيث وجدوا مع الجماعات الإرهابية أثناء القبض عليهم مخطوطات باسمه والكود الخاص به، حيث إن كل ضابط يعمل فى الاٍرهاب الدولى كان له كود خاص به ولقبوه باسم «الشبح»، مشيرة إلى أنه تم رصده من قبل الجماعات الإرهابية قبل استشهاده أكثر من مرة من قبل الإخوان للنيل منه.

وتابعت: محمد كان يحمل هم مصر ويركز فى دراسته بكلية الشرطة وكان من أوائل دفعته وأكفأهم لذا تم اختياره للعمل فى مكافحة الاٍرهاب، وأعطى عمله كل وقته ورفض الزواج وفسخ خطبته قبل استشهاده بشهر، وكأن لسان حاله يقول: لماذا أترك زوجتى أرملة، ناهيك عن أنه كان يحب عمل الخير فى الخفاء وينفق الجزء الأكبر من راتبه فى عمل الخير، لذا عندما مات وجدوا ٣٠ جنيهًا فقط فى جيبه، كل ذلك علمناه بعد استشهاده، إضافة إلى كفالته طفل وكان يعده بأن يصبح ضابطًا مثله فى المستقبل.

وتبكى الأم: أحسست باستشهاد ابنى أثناء تواجده فى العريش، فقد شاهدت رؤية قبيل الفجر، رأيت ثعبانًا ضخمًا طوله أكثر من ٥ أمتار ويمشى فى السماء والناس يشاهدون هذا المنظر العجيب وهم فى حالة فزع وأنا من بينهم، فإذا بالثعبان يسقط على الأرض ويحدث زلزالًا ويجرى على من دون الناس، فاستيقظت مرعوبة، وقمت بالاتصال بابنى وقلت له بالحرف الواحد: «احترس يا محمد فى عدو كبير وأنا خايفة عليك خلى بالك من نفسك، فرد على ضاحكًا لكى يهوّن عليّ نامى واتغطى كويس يا سوسو».

وتستكمل: قبل استشهاد ابنى بأسبوعين قام بمأموريتين، الأولى: تحرير الرهائن الجنود الـ 7 بسيناء وظل هناك ١٣ يومًا ولم يفصح عن مكانه، وعندما كنت أسأله عند اتصاله للاطمئنان عليّ أنت فين يا محمد يقول انا بالساحل ولم يفصح عن شىء حيث إنه كتوم فيما يخص عمله وكنت غير مطمئنة فعاد من المأمورية، وبعد عودته صدرت تعليمات بمأمورية سرية للغاية بتكليف من المعزول مرسى شخصيًا ولم يتم إعلامه بنوعيه وطبيعة المأمورية فكان قلقًا للغاية، حيث من المفترض أن يعرف ماهية المأمورية قبل السفر.

وأشارت إلى أن تلك الفترة كانت غامضة وما علمته بعد استشهاده يؤكد ذلك، خاصة أن محمد وفريقه كانوا فى طريقهم لتحرير الرهائن الـ 7 من الجنود فى سيناء، وبمجرد وصولهم إلى الأماكن المشتبه وجودهم فيها لتحريرهم، وجدوهم ملقين على الأرض وسط صحراء سيناء، ومن هنا علموا أن جهاز الأمن الوطنى فى ذلك الوقت مرصود ومخترق من قبل جماعة الإخوان، حيث سربت المعلومات بوجودهم لتحرير الرهائن لذا تم إلقاؤهم.

وأضافت: كان ابنى ينفذ التعليمات وبالفعل سافر بالرغم من إلحاحه قبل السفر عن معرفة طبيعة العملية ويناشدهم بقوله أنا موجود ليه المكان هنا مكشوف من السهل اختراقنا فكان ردهم ستأتى التعليمات وانتظر بالفندق، وما رصدته الكاميرات بالفندق أن ابنى غادر الفندق بعد تلقيه مكالمة، والغريب أنه خرج دون حراسة ودون سلاح سوى «مسدسه» الخاص، ما يؤكد أنه طلب من ابنى ذلك من شخصية من المفترض أنه يثق فيها، فبعد خروجه بثوانٍ طاردته سيارة دفع رباعى وأطلقوا عليه وابل من الرصاص، فظل يقاوم وقتل 3 منهم بمسدسه الشخصى وأصيب ابنى بـ 3 طلقات فى الكتف و6 طلقات بالصدر ليسقط ابنى ضحية الجماعات الإرهابية.

ونوهت إلى أنها علمت بعد استشهاده أن الهدف من العملية كان تصفية ابنى والتخلص منه لأنه كان من أكفأ الضباط المتخصصين فى عمليات الإرهاب الدولى، وحصل على أعلى الأوسمة والتدريبات القتالية واستطاع أن يتفوق على أكثر من 120 ضابطًا صاعقة فى مسابقة أقيمت بدولة الأردن وفاز فيها بالمركز الأول.