«ترامب» يتمسك بمقترح طرد الفلسطينيين من غزة

رفضت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطة طويلة الأمد لإعادة إعمار غزة، والتى أيدها القادة العرب، قائلة: إن الرئيس يقف مع رؤيته الخاصة التى تتضمن طرد السكان الفلسطينيين من القطاع وتحويلها إلى “ريفييرا” مملوكة للولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى برايان هيوز:” لا يعالج الاقتراح الحالى حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليًا وأن السكان لا يستطيعون العيش بشكل إنسانى فى منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة”.
وأردف: “الرئيس ترامب يتمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس. نتطلع إلى مزيد من المحادثات لتحقيق السلام والازدهار فى المنطقة”.
وكانت خطة ما بعد الحرب لقطاع غزة، التى اقترحتها مصر تدعو حماس إلى التنازل عن السلطة إلى إدارة مؤقتة حتى تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة بعد إجراء إصلاحات فيها وستسمح لحوالى مليونى فلسطينى بالبقاء فى القطاع على النقيض من اقتراح ترامب.
ويطالب مقترح الدول العربية وقيمته 53 مليار دولار بإعادة بناء غزة بحلول عام 2030، وتدعو المرحلة الأولى إلى بدء إزالة الذخائر غير المنفجرة وتطهير أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التى تركها القصف الإسرائيلى والهجمات العسكرية.
ولا يزال وقف إطلاق النار الحالى فى غزة، الذى بدأ العمل به منذ يناير، موضع شك بعد انتهاء المرحلة الأولى منه، وتبنت إسرائيل ما تقول إنه اقتراح أمريكى بديل لتوسيع وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم فى هجوم حماس على جنوب إسرائيل فى 7 أكتوبر 2023، والذى أثار الحرب.
ومنعت إسرائيل دخول الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات إلى غزة للضغط على حماس لقبول الاتفاق وحذرت من عواقب إضافية، مما أثار مخاوف من عودة القتال، كما أثار تعليق المساعدات انتقادات واسعة النطاق، حيث قالت جماعات حقوق الإنسان إنه ينتهك التزامات إسرائيل كقوة احتلال بموجب القانون الدولى.
وتعهدت إسرائيل بالحفاظ على سيطرة أمنية مفتوحة على غزة والضفة الغربية التى استولت عليها فى حرب عام 1967 والتى يريد الفلسطينيون أن تكون دولة مستقبلية لهم، وتعارض حكومة إسرائيل ومعظم طبقتها السياسية الدولة الفلسطينية.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: إن الصين تدعم جهود مصر والدول العربية الأخرى لتعزيز التنفيذ المستمر والفعال لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وتعزيز الإنقاذ الإنسانى فى غزة، واستعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وتابع: «كما تدعم الصين خطة الحكم فى غزة بعد الحرب التى يعترف بها الشعب الفلسطينى والتى تحظى بإجماع بين الدول العربية»، مضيفا إن الحكم فى غزة بعد الحرب يجب أن يرتكز على مبدأ “الفلسطينيون يحكمون فلسطين”، وأن يتماشى مع حل الدولتين، من أجل تحقيق التعايش السلمى والتنمية المشتركة لفلسطين وإسرائيل فى نهاية المطاف وضمان السلام والاستقرار على المدى الطويل فى الشرق الأوسط.
على الصعيد نفسه، توالت ردود الأفعال المتعلقة بمخرجات القمة العربية الطارئة التى عقدت فى العاصمة القاهرة، والتى أعلنت اعتماد الخطة المصرية المقترحة لإعادة إعمار قطاع غزة الفلسطيني.
وأكد البيان الختامى للقمة، رفض التهجير القسرى أو الطوعى للشعب الفلسطيني، بحسب ما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
وذكر “أبو الغيط”، أن خطة إعادة الإعمار ترسم مسار سياسى وأمنى جديداً فى غزة، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع لمدة ستة أشهر، إلى جانب دعوة مجلس الأمن لنشر قوات دولية لحفظ السلام فى غزة والضفة الغربية.
من جانبها، أعلنت حركة حماس الفلسطينية عن ترحيبها بخطة إعادة إعمار غزة التى اعتمدتها القمة العربية الطارئة، داعية إلى توفير جميع مقومات نجاح الخطة.
كما رحبت الحركة بالدعوة لإجراء انتخابات فلسطينية، مثمنة الجهود المصرية فى التحضير لعقد مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة.
من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن البيان الختامى الصادر عن القمة العربية “لم يتناول حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر2023”، ودعت إسرائيل الدول المسئولة فى المنطقة إلى التحرر من القيود الماضية والتعاون من أجل إيجاد مستقبل من الاستقرار والأمن فى المنطقة.
فيما حظيت القمة باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام العربية والدولية، حيث خصصت الصحف والقنوات الإخبارية مساحات واسعة لمناقشة نتائج القمة، وردود الفعل العربية والدولية عليها، كما تناولت التقارير الصحفية مواقف الزعماء العرب، إضافة إلى رؤية المجتمع الدولى حول مخرجات القمة وإمكانية تنفيذ قراراتها على أرض الواقع.
وأشارت اذاعة مونت كارلو الدولية، إلى انطلاق أعمال القمة العربية الطارئة فى القاهرة، والتى دعت إليها مصر والأردن لمناقشة القضية الفلسطينية، مع التركيز على ملف إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه.
ونقل موقع روسيا اليوم، تفاصيل القمة العربية، حيث أكد الدور العربى فى إفشال مخططات تهجير سكان قطاع غزة، مشددة على أهمية الدور العربى فى إنهاء المأساة الإنسانية التى يعانى منها الشعب الفلسطيني.
وأفردت صحيفة “الجارديان” البريطانية تقارير موسعة تناولت فيها تفاصيل القمة ومخرجاتها ورصدت ردود الأفعال عليها، وثمنت دور مصر فى حل مشاكل القطاع.