أم الشهيد عقيد أركان حرب محمد سمير إدريس: كان مواظبًا على الصلاة ويتمنى الشهادة منذ صغره

قالت أميمة محمود عبدالحميد، أم الشهيد عقيد أركان حرب محمد سمير إدريس: إن غرس القيم والأخلاق والانتماء وحب الوطن منذ الصغر من أهم أساسيات التربية حتى يخرج لنا جيل يقود قاطرة الإصلاح الاقتصادى والسياسى، مدللة على ذلك بتربيتها لأولادها، إذ كان والد الشهيد حريصًا على سرد القصص وإبراز البطولات لجنودنا البواسل، فضلًا عن أنه اصطحبه فى زيارة ميدانية إلى تبة الشجرة بسيناء التى تعد من أقوى الحصون الإسرائيلية التى تمت إقامتها على طول خط قناة السويس كخط دفاع لها، تستطيع من خلاله مراقبة الضفة الغربية للقناة والتمكن من قصف مواقع الجيش المصرى، إلا أن الجيش المصرى استطاع إسقاطها، فى هذه اللحظات شرد ذهن ابنى وانبهر بالجيش وأبطاله البواسل فملأ يديه بتراب أرض الفيروز ودعا أن يكون ضابطًا فى الحربية ويخدم بسيناء ويستشهد على أرضها.
وبالفعل تحقق حلم ابنى الذى أخذ بالأسباب وبرع فى الألعاب القتالية والسباحة للتأهيل للكلية الحربية، وحصل فى الثانوية العامة على مجموع 96% وأصر على التقديم للحربية حلم حياته وتم قبوله يوم 1 نوفمبر 1997 وكان طالبًا متفوقًا، منوهة إلى أن من أهم الصفات التى كان يتميز بها الشهيد هى صفاء النفس، والصدق والكرم، وأنه كان بارًا بكل أسرته ومحبوبًا من الجميع، ومواظبًا على الصلوات فى وقتها، ومتفوقا فى دراسته وأقصى أمنياته الشهادة فى سبيل الله.
وأضافت الأم المكلومة: ابنى أراد أن يحقق باقى أمله هو أن يلتحق ويخدم بأرض الفيروز، وبالفعل تم قبول طلبه عام 2013، مشيرة إلى أنه شارك فى العديد من المداهمات والتمشيطات والعمليات التى كان لها دور فى القضاء على البؤر الإرهابية، ونظرًا لكفاءته وأعماله تم تكريمه خلال 6 أشهر 3 مرات من القائد العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربى.
وتتذكر الأم الأيام التى سبقت استشهاده، فقد كان فى إجازة وعندما سمع بضرب كمين الغاز فى سيناء انتفض وأصر على قطع إجازته لمساعدة زملائه وقبل سفره ودع الأهل والأقارب وزار قبر والده، واحتضننى أكثر من مرة، وقال لى: «عاوز اخدك فى حضنى وأشبع منك وماتزعليش منى كلها أيام وهرجعلك»، وبالفعل رجع يوم 11 ديسمبر 2016 متأثرًا بجروح إثر انفجار غرب مدينة الشيخ زويد بسيناء دخل على إثره فى غيبوبة واستشهد بعدها بأيام قليلة.
وأكدت «أم البطل» أن مصر ستظل شامخة ولن تتأثر، مطالبة الشباب بضرورة الجد والعمل وأن ينظروا إلى إخوانهم الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن، مثمنة تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية أمهات الشهداء، وأنه دليل على أن مصر لن تنسى أبطالها البواسل، لذا قد تم تكريمها كأم مثالية.