الشرق الأوسط
حروب وصراعات واستعراض للقوة

أمانى عزام
يعيش الشرق الأوسط على صفيح ساخن، بسبب التطورات المتسارعة التى تشهدها المنطقة، واشتعال جبهة جنوب لبنان والضربات المتبادلة بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية، بالتزامن مع استئناف الحرب فى غزة، ما ينذر بتحولات جذرية فى موازين القوى ويحمل فى طياته تحديات وجودية للمنطقة.
ويرى الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ما يحدث الآن فى المنطقة بشكل كامل يُمكن تعريفه على أنه صراع القوة مقابل القانون، مشيرًا إلى أن لبنان واليمن كلاهما دولة مستقلة ذات سيادة مهما كانت الذرائع التى تقدمها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بأنها تستهدف الفواعل بعيدًا عن الدول مثل الحوثيين وحزب الله.
وتابع: «جميعها أعذار واهية هدفها الاستعراض أمام إيران، ومحاربتها من خلال أذرعها فى اليمن ولبنان، والنتيجة تزايد بؤر التوتر والتصعيد الإقليمى والابتعاد عن إحلال السلام فى المنطقة”، مؤكدًا أن التصعيد فى المنطقة سيزيد والحوثى سيمثل ورطة كبرى بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لأن البنية الجغرافية اليمنية ستساعده أكثر، مما سيتسبب فى مزيد من التصعيد.
ووصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، التصعيد المفتعل ما بين حزب الله فى لبنان وأنصار أحمد الشرع فى سوريا بالمفتعل ويهدف إلى إضعاف المنطقة وهو مايصب فى مصلحة إسرائيل، موضحًا أن منطقة الشرق الأوسط تعيش فوق صفيح ساخن، وسط وجود مخططات خارجية لإعادة تشكيل المنطقة فى صورة تقسيم دول هى قابلة للتقسيم فعليًا بفعل النزاعات.
وحول استئناف إطلاق النار فى غزة، أكد أنها كارثة وجريمة إبادة جماعية وتطهير عرقى مع تواطؤ أمريكى وبلطجة إسرائيلية.
واختلف معه الدكتور سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إذ يرى أن ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط باستثناء غزة مجرد مناوشات، تدخل ضمن قواعد الاشتباك مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن الوضع فى لبنان لن يتصاعد إلى حرب، كما أن السوريين مشغولون بالوضع الداخلي، أما الحوثيون فلا يوجد لديهم مخزون من الصواريخ أو الأسلحة وهذا يظهر جليًا فى ضرباتهم المتباعدة غير المؤثرة التى تهدف إلى إحداث فزع داخلى وإحراج الحكومة الإسرائيلية أمام الشعب ليس أكثر، لكن من الناحية العملية لا يوجد منهم أى مخاوف وليس لديهم قدرات على محاربة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد “عكاشة”، أن استئناف الحرب فى غزة كان متوقعًا، مشيرًا إلى أنه بعد فشل إسرائيل فى المفاوضات اضطرت لاستئناف الحرب للحفاظ على صورتها وتنفيذ مخطط التهجير الذى تهدف له.