الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجيش المصرى عبر العصور (١١)

الجيش المصرى عبر العصور (١١)

فى عهد سيتى الأول فرعون مصر الثانى من الأسرة التاسعة عشرة، ابن رمسيس الأول والملكة سات رع.. وحسب بعض المؤرخين فقد حكم الملك سيتى الأول الفترة من 1290 ق.م. حتى عام 1279 قبل الميلاد. كان سيتى ضابطا فى جيش حور إمحب، وقد شغل فى عهد أبيه الملك رمسيس الأول عدة وظائف ولعل أهم هذه الوظائف وظيفة قائد للفرسان ثم رفع بعد ذلك إلى أعلى مناصب الدولة مثل الوزير وقائد الشرطة مما كان له أثر فى اكتسابه للخبرات وتأهيله لإدارة البلاد.



واهتم بتكوين جيش قوى وقام بتوطيد السلطة المصرية فى سوريا وفلسطين وقاوم الحيثيين الذين كانوا يحكمون منطقة آسيا الصغرى فى بلاد الأناضول (تركيا حاليًا) بنجاح، فأعاد لمصر هيبتها وعظمتها فى الشرق الأدنى القديم وليبيا وبلاد النوبة، بعد أن كانت قد أوشكت على الضياع فى نهايات الأسرة الثامنة عشرة خصوصًا بعد حكم الملك أخناتون وسجل ذلك ببهو الأعمدة المسقوف بالكرنك وبه صور على الحوائط الخارجية تبين انتصارات سيتى على البدو والليبيين والأموريين فى قادش والحيثيين. 

تولى الملك رمسيس الثانى السلطة فى مصر بعد وفاة أبيه الملك سيتى الأول وهو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشرة حكم رمسيس الثانى مصر لمدة سبع وستين سنة من 1279 ق.م. حتى1212. وورث رمسيس الثانى عن أبيه دولة قوية ذات ثراء عريض، وكان شغوفاً بتخليد ذكراه وتمجيد نفسه، ففى حوالى السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصرى والاطمئنان على الموانئ والمواصلات. عاد بعد ذلك خلال عامه الخامس فى الحكم إلى هناك معبأ جيوشه القوية للصدام بالحيثيين وكان ذلك فى معركة قادش التاريخية الشهيرة.

كان رمسيس الثانى قائدا عسكريا متميزا فى فنون القتال والحروب، وقد كان ماهرا أيضا فى ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقاد عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان وأدار معاركه مع الحيثيين من مدينة (بر رعميسيس) فى شرق الدلتا كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهب معه اثنان من أبنائه وسجل ذلك منقوشًا على جدران معبد بيت الوالي.وقد بلغ عدد أفراد الجيش المصرى فى عهد رمسيس الثانى حوالى 100000 رجل؛ فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصرى فى منطقة الشرق الأوسط.