السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترامب يستخدم الاقتصاد للهيمنة خارجيًًا وداخليًًا وإعادة تشكيل النظام العالمى

 



 فى مشهد يعكس التخبط وغياب الوضوح فى السياسات التجارية الأمريكية، أصدرت هيئة الجمارك وحماية الحدود توجيهات تُعفى الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية التبادلية.

لكن ما بدا للوهلة الأولى أنه تراجع محدود عن التصعيد التجارى، تحول سريعًا إلى مصدر جديد للغموض، بعدما خرج وزير التجارة الأمريكى، هوارد لوتنيك، بتصريحات مفاجئة تشير إلى أن هذه الإعفاءات مؤقتة، وأن التعريفات الجمركية المنفصلة للمنتجات الإلكترونية «ستأتى قريبا».

وفى اليوم نفسه قال ترامب عبر منصته: «لم يُعلن عن أى استثناءات من الرسوم الجمركية وهذه المنتجات تخضع لرسوم الفنتانيل الحالية البالغة 20 %».

ويُعيد هذا التناقض السريع بين القرار الإدارى والتصريح السياسى تغذية المخاوف فى الأسواق، ويرى مراقبون أن التذبذب فى المواقف يعكس خلافات داخلية بين رغبة الإدارة الأمريكية فى الضغط على الصين ضمن الحرب التجارية، وبين القلق من انعكاسات هذه الرسوم على المستهلكين والشركات الأمريكية، كما أنها تفاقم حالة عدم اليقين بشأن سياسة ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتى تغيرت مرارا وتكرارا منذ توليه منصبه.

من جانبها، خففت الصين من المخاوف بشأن تأثير الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى على صادراتها، على لسان أحد مسئوليها الذى أكد أن «السماء لن تسقط».

وأكدت بكين أن الاقتصاد الصينى لا يعتمد فقط على التصدير، فى إشارة إلى «السوق المحلية الواسعة» التى تمثل دعامة أساسية لمواجهة تقلبات الأسواق العالمية، كما أن تحويل الاستقرار المحلى إلى حاجز ضد الاضطرابات العالمية أصبح ركيزة استراتيجية للصين، فى وقت تسعى فيه الحكومة لتحفيز الاستهلاك الداخلى، لكن الرسوم الجمركية الباهظة التى تُثقل كاهل التجارة الأمريكية الصينية تعنى أن كلا منهما أعلن حظرا تجاريا على الآخر، وهو بذلك إعلان حرب تجارية، وستكون العواقب الاقتصادية وخيمة على الطرفين.