الثانـوية العامـة
نجاح الأسبوع الأول بنسبة 100%

منيرفا سعد
«انضباط.. التزام.. شفافية ونزاهة».. فى تلك الأجواء، انتهى الأسبوع الأول من امتحانات الثانوية العامة، الذى أدى فيه الطلاب امتحانات المواد التى لا تضاف إلى المجموعة بنجاح شديد فى ضبط اللجان الامتحانية طبقًا للخطة التى وضعتها وزارة التربية والتعليم، التى تضمنت منع دخول أجهزة المحمول المختلفة إلى اللجان، فى محاولة منها للسيطرة على الغش الإلكترونى الذى أصبح أكبر الآفات التى أثرت على نزاهة الامتحانات خلال السنوات الماضية.
وفيما يخص امتحانات المواد التى لا تضاف إلى المجموع، سواء المواد العامة، مثل: اللغة العربية والإنجليزية أو المواد التخصصية، مثل: الكيمياء والفيزياء والأحياء لشعبة علمى علوم، وكيمياء وفيزياء ورياضيات لشعبة علمى رياضة، والتاريخ والفلسفة وعلم النفس للشعبة الأدبية، فقد أكدت وزارة التربية والتعليم أنه تم اتباع نفس قواعد امتحانات العام الماضى، حيث إن 85% من أسئلة الامتحان اختيار من متعدد و15% أسئلة مقالية، موضحة أن كُتيّبات المفاهيم سيتم توزيعها فى جميع المواد مع تغييرات طفيفة فى كتيب المفاهيم الخاص بالأحياء والجيولوجيا.
وعلى صعيد المراقبين ورؤساء اللجان، فقد كشفت وزارة التربية والتعليم عن أنه تم اختيار 25 شخصًا احتياطيًا فى كل لجنة إدارة على مستوى الجمهورية، منهم 15 رئيس لجنة و10 وكلاء، موضحة أنه ستتم الاستعانة بهم فى حالة إلغاء تكليف أى رئيس لجنة لعدم تمكنه من ضبط أعمال اللجنة خلال فترة الامتحانات، ناهيك عن أن الكنترولات الـ 11 الخاصة بامتحانات الثانوية العامة ستقوم بتصحيح كل المواد العامة والتخصصية للنظام الجديد للثانوية العامة، إلا أن عدد الطلاب الباقين من النظام القديم سيتم التصحيح لهم مركزيًا فى القاهرة نظرًا لقلة أعدادهم.
وبهدف منع عملية الغش الإلكترونى خلال العام الجاري، اتخذت وزارة التربية والتعليم حزمة من الإجراءات، على رأسها وجود 2 من العاملين بكل إدارة تعليمية لتنظيم دخول الطلاب من البوابة الرئيسية للجنة، الأمر الذى يؤدى إلى سهول تفتيش جميع الطلاب ويغلق الباب أمام دخول أى جهاز إلكترونى إلى اللجان، ما ينعكس بالضرورة على تقليل الغش الإلكترونى بين الطلاب، إضافة إلى زيادة عدد التواجد الشرطى أمام اللجان، خاصة فى المناطق التى شهدت مواجهات أو تعديات من أولياء الأمور على المراقبين سابقًا.
وفى خطوة غير معتادة، تتعامل الوزارة تعاملًا مختلفًا خلال العام الجارى مع العمال فى امتحانات الثانوية العامة بعد أن كشفت التحقيقات الأعوام السابقة عن تورط العديد منهم فى إدخال أجهزة المحمول ووضعها فى أماكن محددة باللجان، ما سهل عمليات الغش الإلكتروني، لذا سيتم منع جميع العمال من التجول داخل اللجان طوال فترة الامتحان ويقتصر وجودهم على فترة ما قبل الامتحان ثم بعد خروج الطلاب من اللجان، فضلًا عن إدخال نظام جديد وهو تبديل العمال بصفة دورية خلال فترة الامتحانات بين مدارس نفس الإدارة التعليمية، الأمر الذى يضمن عدم وجود علاقة مباشرة بين العمال وأولياء الأمور لفترات طويلة.
وهناك إجراء جديد قامت به الوزارة خلال العام الجارى عبر عمل مراجعة دورية فى الكنترولات لجميع الطلاب الذين قاموا بالتحويل من مديرية إلى أخرى خلال العام الدراسى الجاري، لاكتشاف أى محاولات تلاعب فى النقل إلى أماكن بعينها ومحاسبة كل من قام بهذه الإجراءات داخل المديريات، خاصة بعد أن أكدت الوزارة أن المجال الوحيد لنقل طلاب الثانوية العامة هى لجنة التعليم الثانوى بوزارة التربية والتعليم بعد التأكد من مطابقة حالة النقل للمعايير الموضوعة من قبل الوزارة.
وفيما يخص غرفة العمليات المركزية، فإنها ستضم مسئولين من وزارة الاتصالات للمساعدة فى اكتشاف كل محاولات الغش الإلكترونى التى قد يقوم بها بعض الطلاب أو بعض المواطنين من خارج اللجان، فى محاولة لكشفها وتحويلها إلى النيابة العامة، إضافة إلى عدد من ممثلى وزارة الداخلية وقطاعاتها المختلفة ومسئولى الامتحانات بوزارة التربية والتعليم، كذلك بعض المسئولين الإعلاميين لنشر كل الأخبار الصحيحة عن الامتحانات.
أيضًا، يتم تنسيق كامل بين المحافظين ومديرى الأمن للتعامل مع أى مخالفات خارج اللجان الامتحانية فور وقوعها، واتخاذ العديد من الإجراءات التى لم تقم بإعلانها، على أن يتم تطبيقها داخل اللجان لمواجهة كل محاولات الغش قبل وقوعها، إلى جانب المتابعة الدقيقة لـ «جروبات» الغش وما تقوم به من احتيال على الطلاب وأولياء أمورهم، بزعم التمكن من تسريب الامتحان، على أن يتم استخدام العصا الإلكترونية داخل اللجان كتفتيش إضافي، فى محاولة لمعرفة أى طالب تمكن من دخول اللجنة الامتحانية بالهاتف المحمول.
أما عن الزيادات والمكافآت الإضافية، فأكد خالد عبدالحكم، رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، أنها تشمل جميع العاملين فى منظومة الامتحانات، حيث تقرر زيادة قدرها 1000 جنيه لكل المراقبين المنتدبين إلى أعمال امتحانات الثانوية العامة، وتم إقرار زيادة 1500 جنيه للملاحظين، و2000 جنيه للمراقبين الأوائل، و2500 جنيه لرؤساء اللجان،
وتعتبر تلك الزيادات والمكافآت بحسب ما صرح به عبدالحكم لـ «روزاليوسف» إضافية على مكافآت الامتحانات التى يحصل عليها جميع المشاركين فى امتحانات الثانوية العامة، رغم أنه تمت زيادة عدد أفراد الأمن فى كل لجنة، وتوفير عناصر من كل إدارة تعليمية لتنظيم دخول الطلاب، لتسهيل عمليات التفتيش قبل الدخول إلى اللجان.
وثمن اتخاذ جميع الإجراءات المناسبة لمنع دخول الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية فى أى لجنة من لجان الامتحانات، مؤكدًا أن نظام الرقابة مشدد داخل اللجان بإجراءات وآليات جديدة وحاسمة من أجل منع الغش وتحقيق تكافؤ الفرص.
واعتبر أن الإجراءات التى سيتم اتخاذها داخل اللجان نفسها «جيدة جدًا»، ومن بينها: تفتيش اللجان بالعصا الإلكترونية خلال وقت الامتحان نفسه لمعرفة وجود أى أجهزة داخل اللجنة، بالإضافة إلى منع تحرك أى عامل من العمال خلال وقت عقد اللجنة، واتخاذ إجراءات حاسمة لتبديل العمال بين اللجان خلال فترة الامتحانات، إلى جانب عدم الاستعانة بأى عامل داخل مدرسته من بداية الامتحانات، خاصة بعد أن اكتشفت الوزارة تورط العديد منهم فى عمليات الغش الإلكترونى خلال السنوات الماضية.
ويبلغ عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات العام الجارى نحو 45 ألفًا و522 طالبًا بالنظام القديم، وعدد المتقدمين بالنظام الحديث يبلغ 768 ألفًا و353 طالباً، ويبلغ عدد اللجان 1973، بالإضافة إلى 9 لجان بالسجون و6 لجان بالمستشفيات و24 لجنة للطلاب المكفوفين، و17 لجنة لطلاب مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا، ويبلغ عدد الملاحظين 120232 وعدد اللجان الكلية 2029 لجنة بجميع أنحاء الجمهورية.
وفيما يخص الإصلاحات الهيكلية التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم فى مواد الثانوية العامة التى يمتحنها الطلاب، فيرى الدكتور عاصم حجازي، الأستاذ فى علم النفس التربوى بجامعة القاهرة، أنها أدت إلى تخفيف الضغوط على الطلاب، وأسهمت بدورها فى تقليل التكدس الأكاديمى وازدحام المواد من خلال تقليل عددها ودمج بعضها، وقد أسهم ذلك فى تقليل العبء المعرفى على الطالب وأتاح له فرصة للتعمق فى دراسة المحتوى بدلًا من مسابقة الزمن للانتهاء من المقرر، وبالتالى تخلص الطلاب من ضغوط الوقت أيضًا، كما أن بعض المناهج تم تبسيطها وجعلها أكثر وضوحًا وتركيزًا، وقد أسهم نظام الدعم الرقمى الذى توفره الوزارة من خلال منصاتها الرقمية فى تعظيم الاستفادة من هذه التعديلات.
وحول جدوى تلك الإصلاحات، ألمح حجازي، أن الإصلاحات المتعلقة بالمجالات الإنسانية لا تأتى نتائجها الكاملة بشكل سريع، لكن تأتى تدريجيًا، فقد أصبح الطلاب أكثر إقبالًا على الاستفادة من الموارد الرقمية المجانية التى توفرها الوزارة وأقل إيمانًا بأهمية الدور الذى تقوم به الدروس الخصوصية، ما يمهد للتخلى عنها تمامًا فى المستقبل، خاصة بعد توافر أدوات الذكاء الاصطناعى المختلفة التى تؤدى للطالب وظائف تفوق ما تقدمه الدروس الخصوصية بمراحل ونتيجة لدمج بعض المواد وعدم إضافة بعضها الآخر للمجموع، ما ساهم فى تخفيف جزء كبير من الأعباء المالية التى كانت الأسرة تتحملها بشكل ملحوظ.
حجازي، شدد على أهمية تقليل الضغط على الطلاب خلال أيام الامتحانات عن طريق مساعدتهم على التركيز على أهدافهم وتشجعيهم على تقسيم المهام على عدد الأيام المتبقية قبيل كل امتحان، بحيث يكون الطالب على علم بموعد بداية ونهاية كل مهمة، فالتخطيط الجيد يسهم فى استقرار الحالة النفسية وتوجيههم إلى التحلى بالمرونة النفسية وتقبل التغيير وتدريبهم على الاسترخاء والتحكم فى الانفعالات وتقديم الدعم النفسى والعاطفى اللازم من الأسرة وتشجعيهم وتحفيزهم ومنحهم الاحترام والثقة والحب والاهتمام غير المشروط وتجنب نقدهم أو لومهم أو مقارنتهم بغيرهم أو توقع نتائج تفوق قدراتهم والاستماع إليهم وتفهم مشاعرهم وطمأنتهم وتوجيههم إلى وضع أهداف وخطط بديلة تتميز بالمرونة، والحرص على توفير غذاء صحى وتوجيههم إلى أخذ فترات كافية من النوم وتجنب الإجهاد والسهر وتوفير أكبر قدر من الهدوء داخل المنزل وتجنب إظهار مشاعر القلق والتوتر أمام الطالب.
فى ذات السياق، طالبت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، أولياء أمور طلاب الصف الثالث الثانوى «الشهادة الثانوية العامة»، بالاطلاع على إجابات النماذج الاسترشادية التى وضعتها وزارة التربية والتعليم على موقعها الرسمي، وذلك للاستفادة منها.
وثمنت التعليمات التى أصدرها وزير التربية والتعليم بوضع إجابات النماذج الاسترشادية على الموقع وإتاحتها للطلاب، واصفة ذلك بـ «القرار الجيد» الذى يصب فى مصلحة الطلاب فى هذا الوقت الحرج بالنسبة لهم، خاصة أن قيام الطلاب بالدخول على موقع وزارة التربية والتعليم، والاطلاع على إجابات النماذج الاسترشادية بتركيز والتدريب عليها جيدًا قد تكون له تداعيات إيجابية كون هذه النماذج من قبل الوزارة وبالتالى موثوقة المصدر.
عبير، طالبت فى تصريحاتها أولياء الأمور بضرورة تهيئة المناخ الملائم للطلاب داخل الأسرة بشكل أكبر هذه الأيام مع قرب الامتحانات، ومساعدتهم فى تنظيم وقتهم بين المراجعة والراحة، مع ضرورة إعداد الأكل الصحى لهم والمشروبات المفيدة للذاكرة ولصحتهم بشكل عام، حتى يستطيعوا المراجعة بكل جهد وتركيز، والبعد عن أى توتر قد يتعرضون له.