الجمعة 4 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف ومعركة المصروفات السرية!

روزاليوسف ومعركة المصروفات السرية!

ومضت «روزاليوسف» فى معركتها وتحدت الحكومة أن تنشر كشف المصروفات السرية لصحفيين كانوا يتقاضون أجورًا شهرية ثمنًا لضمائر تشترى! إن جريدة «الجهاد» المقربة من «مكرم عبيد» سكرتير الوفد والتى اتهمت «روزاليوسف» بهذا الاتهام، نست أو تناست أو عمدت إلى تجاهل أن جريدة روزاليوسف كانت أول من تحدث عن المصروفات السرية.



وكتبت «روزاليوسف» -عن المصروفات السرية بين عهدين- بابًا قيل إنه أغلق ويجب أن يظل مغلقًا قائلة:

«يوم أذيع أن الوزارة النسيمية «نسبة لنسيم باشا» أغلقت ذلك الباب وأحكمت إغلاقه قوبلت تلك النية المذاعة بالارتياح العام، واطمأن أهل الأخلاق والكرامات إلى عهد لا تدنس صحيفته صغائر تتبرأ منها وزارة تعمل فى وضح النهار وتحرص على أن يكون قوام عملها وإنتاجها الثقة، ثقة وحى الضمائر وسلامة العقائد». ويكتب الأستاذ العقاد مقالًا بعنوان «المصروفات السرية خطر فى عهد الوزارة الحاضرة» قال فيه:

نحن أحوج ما نكون اليوم إلى إخفات أصوات المأجورين وسماع الأصوات والأقوال التى تصدر عن عقيدة وتفكير ولو اختلفت فى المنحى والدلالة.

وأن الموقف الذى نحن فيه يأبى علينا أن نستمع لمأجورين مغرضين ولو وافقونا فيما نقول، لأننا لا نريد خلط الصحيح بالزيف، ولا إعطاء الحقائق وزنًا غير وزنها.

وفى مذكرات مصطفى النحاس باشا يروى موقفًا مهمًا وذلك عندما قام «مكرم عبيد» بتقديم بعض وزراء حكومة «نسيم» باشا الذين لم يكن يعرفهم ويمضى قائلًا فى روايته.

قال لى وزير المعارف «نجيب الهلالى باشا»: إنه ترأس لجنة تعويضات الصحفيين، وقد عاتبته على المبالغ الضئيلة التى قررتها اللجنة كتعويضات للصحفيين الذين لحقهم الضرر من «صدقى» رئيس الوزارة - فقال لى باسمًا: إنى تعبت كثيرًا فى إقناع «نسيم باشا» بالموافقة لأنه كان من رأيه ألا يدفع لهم شيئًا أبدًا!! ولقد كلمته فى أنه لا بد من أن يكون للحكومة بعض الأقلام تدافع عن تصرفاتها لقاء مكافأة لمحرريها كالمتبع فى جميع بلاد العالم فرفض رفضًا باتًا.

وقال: إن أموال الأمة تصرف فى المرافق العامة وإذا لم تكن أعمال الوزارة تكفى للدعاية لها فلا فائدة من أموال تدفع لأقلام مأجورة تنتهى مهمتها بانتهاء ما تقبض!

ويعلن النحاس باشا قائلًا: فابتسمت لأن «نسيم باشا» لم يجرب الحزبية ومساوئها والمعارضة واختلاقها للأكاذيب على خصومها.

وتحكى السيدة روزاليوسف بعض ما دار فى الكواليس قائلة: أرادت أم المصريين أن تنهى هذا الخلاف فاستدعت إليها «العقاد» ورجته فى إيقاف الحملة على «الجهاد» وتوقفنا عن الحملة فعلًا.. ونشرنا كلمة فى الصفحة الأولى من العدد 200 نقول فيها إننا نسكت بناء على تدخل شخصية جليلة المقام، وقلنا إن «الجهاد» إذا عاد إلى الحملة فليس أمامنا إلا أن نعود. ولم يسكت «الجهاد» وذهب الاشتباك بين «العقاد» و«توفيق دياب» إلى أبعد الحدود، فنشر الأستاذ «دياب» بحثًا بإمضاء طبيب أمراض عقلية يثبت فيه أن العقاد مصاب بالبارانويا والجنون!

ويعترف «مصطفى النحاس» زعيم الوفد فى مذكراته قائلًا: بدأت صحيفتا «الجهاد» و«روزاليوسف» تثيران بعض الاتهامات وأخذ العقاد يشتم صراحة فى توفيق دياب ويتهمه بأقبح الأوصاف وأخذ توفيق دياب بدوره يلعن العقاد ويصفه بالجنون والغرور والغطرسة والوصولية».

وللذكريات بقية..