قطاع الاتصالات يتجاوز أزمة «سنترال رمسيس»

هانى الروبى
البنية التحتية البديلة التى أقامتها الدولة لخدمة قطاع الاتصالات ساعدت فى تقليل آثار حادث اندلاع حريق مبنى سنترال رمسيس، إذ قامت شركات الاتصالات العاملة فى السوق المصرية فى استجابة سريعة للأزمة المفاجئة الناتجة الحريق، بالتحرك الفورى لتفعيل خطط الطوارئ واحتواء التأثير على الخدمات.
ورغم ضخامة الحريق وتعطل أحد أهم مراكز الاتصالات، فإن تحرك الشركات وتفعيل الخطط البديلة، إلى جانب جهود وزارة الاتصالات ساعدت فى تقليل التأثير واستعادة الخدمات بشكل تدريجى، فى حين تمثل الأزمة الحالية اختبارًا واضحًا لمرونة البنية التحتية الرقمية فى مصر، وقدرتها على التعامل مع الطوارئ، وسط تعهدات واضحة من كل الأطراف بتعويض المتضررين وضمان استقرار الخدمات مستقبلًا.
أورنچ مصر: خطة طوارئ فعالة وتعويضات قادمة
شركة أورنچ مصر، أعلنت أنها تمكنت من استعادة غالبية خدماتها الرقمية التى تأثرت بفعل الحريق، مؤكدة أن فرقها الفنية تدخلت فورًا ضمن خطة طوارئ معدة مسبقًا، بالتنسيق مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات.
الشركة فى تصريحاتها، أكدت أن الاستجابة السريعة ساهمت فى تقليل التأثير على العملاء، خاصة فى المناطق التى شهدت تأثرًا جزئيًا بالخدمة، مشيرة إلى التزامها الكامل بتقديم تعويضات مناسبة للعملاء المتضررين، وسيتم الإعلان عن التفاصيل بالتنسيق مع الجهات المنظمة.
إى آند مصر: استقرار كامل وعودة خدمات «كاش»
بينما قالت شركة إى آند مصر: «إن خدماتها الرقمية عادت للعمل بشكل طبيعى، بما فى ذلك خدمات الدفع الإلكترونى «إى آند كاش» والتكنولوجيا المالية، بالإضافة إلى التطبيق الرسمى «ماى إى آند» الذى يعمل بكفاءة كاملة، موضحة أنها تتابع الوضع لحظة بلحظة، وستقوم بإبلاغ عملائها بأى تحديثات قد تطرأ على الخدمات.
فودافون مصر: تأثر محدود وخطة فنية لاستعادة الخدمات بالكامل
من جانبه، كشف أيمن عصام، رئيس قطاع العلاقات الخارجية والشئون القانونية بشركة فودافون مصر، أن الشركة نجحت فى استعادة أغلب خدماتها الرقمية بسرعة، مؤكدًا أن التأثير كان محدودًا نسبيًا، متابعًا: «بعض الخدمات لا تزال فى طور الاستعادة الكاملة، ونعمل بالتنسيق مع الفرق الفنية الحكومية على توزيع الأعمال الحيوية الخاصة بسنترال رمسيس على عدة سنترالات بديلة».
فورى: التنسيق مع الدولة لتأمين المدفوعات الإلكترونية
وحول حريق السنترال، وصف المهندس أشرف صبرى، الرئيس التنفيذى لشركة فورى القابضة، تعامل الحكومة مع الأزمة بـ»منتهى الاحترافية»، لافتًا إلى أن الفرق الفنية للشركة عملت على مدار ساعات الليل لضمان استمرارية خدمات الدفع الإلكترونى، مضيفًا: «بذلنا جهودًا كبيرة لتفادى أى تأثير على عمليات الدفع، التى تمس حياة ملايين المستخدمين فى مصر».
تحركات حكومية سريعة
الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حرص فور السيطرة على الحريق، على القيام بجولة تفقدية داخل مبنى سنترال رمسيس، واستمع لشرح مفصل حول أسباب الحريق ومدى تأثيره على البنية التحتية.
«الوزير»، أوضح أن الحريق اندلع داخل إحدى صالات الطابق المخصص لاستضافة مشغلى خدمات الاتصالات، وهى صالات منفصلة لكل شركة، وامتد الحريق إلى طوابق أخرى بسبب شدته، ما أعاق أنظمة الإطفاء الذاتى من السيطرة الفورية، مؤكدًا أن الدولة لا تعتمد على سنترال رمسيس فقط، إذ تم نقل الخدمات إلى سنترالات بديلة.
«خلال 24 ساعة، ستكون خدمات الاتصالات قد عادت تدريجيًا، لا يوجد سنترال واحد تعتمد عليه مصر»، جاء ذلك على لسان الوزير، موضحًا أن معظم الخدمات الحيوية فى المحافظات، مثل الإسعاف، والنجدة، والمطافئ، والموانئ، والمطارات، ومنظومة الخبز، تعمل بشكل طبيعى، فى حين ظهرت أعطال محدودة فى بعض المحافظات تم التعامل معها لاستعادة الخدمة صباح اليوم التالى للحريق.
تقدير للشهداء
وعن ضحايا الحادث، أعرب «طلعت» عن خالص تعازيه لأسر الضحايا من العاملين فى المبنى، وقدم التحية لفرق الحماية المدنية على جهودهم المكثفة لإخماد الحريق، كما قام بزيارة عدد من المصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفيات «المنيرة، دار الفؤاد، صيدناوى، القبطى»، واطمأن على حالتهم الصحية، موجّهًا بسرعة توفير كل سبل الدعم والرعاية.