الخميس 24 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر بين جمهوريتى ٢٣ يوليو و٣٠ يونيو ورسائل الرئيس

مصر بين جمهوريتى ٢٣ يوليو و٣٠ يونيو ورسائل الرئيس

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة ذكرى ثورة يوليو
كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة ذكرى ثورة يوليو

 



«اجتازت مصر فترة عصيبة من تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم…»، استيقظ شعب مصر صبيحة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، على تلك العبارات التى استهلّ بها الضباط الأحرار بيانهم، الذى تلاه البكباشى محمد أنور السادات.

 

احتفى الشعب بحركة الجيش، فتحولت إلى ثورة شعبية بيضاء، للاستقلال والتحرر الوطنى، بل باتت ملهمة وداعمة، للأشقاء العرب والأفارقة لنيل الاستقلال والتحرر من الاستعمار البغيض الذى نهب ثروات الشعوب وجثم على صدورها لعقود.

 

حددت الثورة أهدافها، قضت على الملكية وأقامت الجمهورية، حققت استقلال الإرادة الوطنية، فتحررت الأرض وأجبرت الاحتلال على الجلاء عن كامل التراب الوطنى، فرحل الاحتلال البريطانى، لتبدأ شعلة الإلهام تضىء سماء الوطن العربى والقارة الإفريقية، فرحلت جيوش الاحتلال البريطانى والفرنسى من الإقليم والقارة.

 

ولم يكن للإرادة الوطنية أن تستقل بقرارها وتحمى مقدرات شعبها، دون بناء جيش وطنى قوى، وضعت ثورة 23 يوليو لبناته وتواصل بناءه وتعاظمت قدراته.

 

سعت الجمهورية الأولى لتحقيق العدالة الاجتماعية، عبر القضاء على الإقطاع وقوانين الإصلاح الزراعى، ومجانية التعليم، فأحدثت حراكًا اجتماعيًا، قلص الفجوة بين الطبقات.

 

تعثرت فى بعض أهدافها، ولكل ظرف تاريخى بيئته وتحدياته، فتأخر بناء الديمقراطية السليمة، خشية سطوة الأحزاب التى ارتبطت بعصر الملكية، ومحاولات جماعة الإخوان الإرهابية السطو على الثورة.

 

مرت السنوات وانطلقت الجمهورية الجديدة، بثورة ٣٠ يونيو التى انتفض فيها شعب مصر، لاستعادة استقلال القرار الوطنى، والتحرر من حكم تنظيم إرهابى سطا على السلطة فى غيبة الأحزاب المدنية فى لحظة تاريخية أعقبت 25 يناير 2011.

 

ما فشل الإخوان فى تحقيقه عام ١٩٥٢، من محاولات السطو على الثورة، نجحوا فى تحقيقه يونيو 2012، لكن سرعان ما استيقظ الشعب، ليسترد دولته ويحمى إرادته وهويته الوطنية.

 

فى الجمهورية الأولى بارك الشعب ودعم حركة الجيش فتحولت إلى ثورة استقلال وطنى وتنمية وبناء، من السد العالى إلى تأميم قناة السويس إلى تشييد القلاع الوطنية الصناعية، وتحقيق العدالة الاجتماعية لمختلف الطبقات وفى مقدمتها الفلاح المصرى، قبل أن تعيق حرب اليمن ثم الاحتلال الصهيونى مسيرتها.

 

وفى الجمهورية الجديدة، خرج الشعب ليسترد وطنه، فحمى الجيش إرادته، وأعلن القائد البطل الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، فى 3 يوليو 2013، خارطة طريق المستقبل التى عبرت عن إرادة الشعب، وخلفه كان ممثلو فئات الشعب وقواه.

 

الجمهورية الأولى، واجهت تآمر الخونة على الجيش، والقضية الفلسطينية، والجمهورية الجديدة تقف بكل قوة وصلابة فى مواجهة محاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

 

الجمهورية الأولى سعت لبناء جيش وطنى قوى، استطاع تحرير سيناء وهزيمة الكيان الصهيونى فى السادس من أكتوبر 1973.

 

والجمهورية الجديدة، عظمت من قدرات الجيش المصرى، ونوعت مصادر تسليحه وأنشأت قواعد عسكرية على أعلى درجات الكفاءة والجاهزية على جميع محاور مصر الاستراتيجية، فعظمت قدرة الردع فى مواجهة تحديات وتهديدات إقليمية ودولية غير مسبوقة. 

 

ففى مثل هذه الأيام المضيئة فى تاريخنا الحديث «إذ نحيى ذكرى الثورة فإننا نستحضر تجربة وطنية متكاملة»، كما وصفها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته التى ألقاها أمس بمناسبة الذكرى الـ٧٣ لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢.

 

تجربة وطنية متكاملة، «نتخذ من نجاحها وتعثرها ما ينير لنا الطريق».

 

يصف الرئيس عبدالفتاح السيسى الجمهورية الجديدة التى انطلقت منذ ٢٠١٤، قائلًا: «ترتكز على دعائم صلبة، ورؤية طموحة، وخطى ثابتة نحو إقامة دولة عصرية».

 

الجمهورية الجديدة «تأخذ بالأسباب العلمية لتحقيق طموحها، وتثق فى توفيق الله سبحانه وتعالى لإدراك غاياتها».. دولة تتخذ من الأسباب العلمية والعمل وسيلة لتحقيق مستهدفاتها، مؤمنة فى ذات الوقت برعاية الله وتوفيقه، طالما أخذت بالأسباب وبذلت أقصى جهد ممكن لتحقق طموحها.

 

وهنا يشير الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رسائل لا يخطئها عقل واعٍ، إلى منجزات الجمهورية الجديدة، فى محيط إقليمى وعالمى متلاطم الصراعات والتحديات والتهديدات.

 

يقول الرئيس السيسى: فى السنوات الأخيرة كانت الدولة المصرية «سباقة فى صناعة الحاضر وصياغة الغد»، وهنا لفظ سباقة يعنى الكثير، فهو يعنى النظرة المستقبلية وتقديرات الموقف الاستراتيجية، والرؤية الاستشرافية للتحديات والاحتياجات لتعزيز القدرة الوطنية، والاستثمار الأمثل للوقت ليسبق تعزيز القدرة التحديات القادمة.

 

وقد حققت مصر ذلك بنجاح منقطع النظير، نجحت فى البناء فى الوقت الذى قضت فيه على الإرهاب، وقطعت أذرع التمويل والإمداد اللوجيستى، وفرضت إرادتها وهزمت محاولات حصارها، فباتت قادرة على حماية أمنها داخليًا وخارجيًا.

 

وعن المنجزات التى تعد آليات تحقيق المصلحة الوطنية يشير الرئيس السيسى: «حدثنا جيشنا الباسل، حتى أصبح درعًا حصينًا، وسيفًا قاطعًا»، والتحديث هنا ضرورة لتعظيم القدرة بما يفوق تعاظم التحديات والتهديدات، تنوع السلاح فقطعنا الطريق على احتكار قوة لمصدر التسليح وتنوع المصادر ينوع القدرات والإمكانيات، ويعزز تحقيق مستهدفات قدرة الردع.

 

درعًا حصيناً، بما يتحقق من قدرة الردع وحماية الوطن ومحددات أمنه القومى، وسيفًا قاطعًا لقطع كل يد حاولت أن تمتد لأمن الوطن ومواطنيه، ولنا فى الخط الأحمر «سرت الجفرة» نموذج فلم يستطع أحد تجاوزه، ولنا فى سيف مصر القاطع الذى بتر جذور الإرهاب بالتعاون مع الشرطة المصرية، فى سيناء وكل أرض الكنانة تأكيد لما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى.

 

ولم تكن العدالة الاجتماعية مجرد شعار بل قرار وإرادة سياسية، كللها الله بالنجاح «تحققت طفرة عمرانية شاملة، فأزيلت العشوائيات، وشيدت المساكن، وأسست مدن ذكية، وقفزت البنية التحتية قفزات غير مسبوقة، وانطلق مشروع حياة كريمة ليعيش نحو ٦٠ مليون مواطن فى بيئة حضارية». 

 

وهنا تبلغ العدالة الاجتماعية قمتها، برعاية الأكثر استحقاقًا مع وعد رئاسى قاطع: «أن مصر التى أبت أن يعيش مواطنوها، فى العشوائيات والأماكن الخطرة، لن تترك مواطنًا مستحقًا لسكن يقع فى دوامة القلق على غده». 

 

ويبقى الرهان على حفظ الله ووعى المصريين، فمصر الجمهورية الجديدة، غاصت فى أعماق دروس الماضى واستفادت من نجاحاته وعثراته، لم تنجر لصراعات، وواجهت التحديات المتعاظمة بشرف، لم تتخل عن ثوابتها الوطنية والقومية، حافظت على أمنها واستقرارها فباتت «ملاذًا إنسانيًا مضمونًا فقصدها نحو عشرة ملايين شخص من بلاد كثيرة». 

 

يشدد الرئيس فى رسالة واضحة، على ما تحقق من إنجازات مصرية عديدة فى «زمن انهارت فيه دول وتفككت كيانات وتعاظمت المحن لكن مصر -بفضل الله تعالى، ثم بوعى المصريين- ظلت دارًا للأمن والاستقرار». 

 

وهنا يؤكد الرئيس وعى شعب مصر، وجبهتها الداخلية: «إن مصر ستظل منيعة بجبهات داخلية متماسكة، عصية على المؤامرات والفتن، مُبصرة بكل ما يحاك حولها، وإننى على يقين راسخ، أن الوطن قادر -بإذن الله تعالى، وبما يحمله أبناؤه من قوة وصبر- على تجاوز التحديات وتخطى الصعاب، مهما تنوعت أشكالها وتعددت مصادرها».

 

ستظل مصر آمنة بفضل الله وبفضل وحدة شعبها، كالبنيان المرصوص خلف قيادته السياسية الحكيمة، ومؤسسات الوطن اليقظة الأمينة، وجيش مصر العظيم وشرطتها الباسلة.

 

كل عام ومصر بخير وأمن واستقرار قيادة وجيشًا ومؤسسات وشعبًا.

حفظ الله مصر.