السبت 26 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سر «حسم الإرهابية» فى الهاربين للخارج.. الجغرافيا والتوقيت

سر «حسم الإرهابية» فى الهاربين للخارج.. الجغرافيا والتوقيت

تلقت حركة حسم الإرهابية ضربة قاصمة من الأجهزة الأمنية المصرية الواعية، التى كانت ترقب المخطط بدقة، وما إن بدأوا التحرك من الحدود الغربية، وعبر الصحراء الشاسعة ووصلوا إلى منطقة بولاق، إلا وكانت الشرطة فى انتظارهم.



لقد أصدر ما يسمى تيار التغيير الإخوانى، وثيقة فكرية، ومن قبلها ما يسمى ملامح المشروع الإسلامى، وأعلن الإرهابى يحيى موسى من مؤسسة ميدان، أن الحركة ستستهدف تحرير خمس عواصم عربية، وأنهم جاهزون لحكمها، وأولهم القاهرة، ثم أصدروا فيديو أطلقوا عليه (سبيل المؤمنين)، هددوا فيه ببدء العمليات الإرهابية.

لقد كان يحلم، وأقنع عناصر الحركة بالحلم معه حتى ساروا إلى حيث حتفهم، هنا بالقاهرة التى تتكسر على حدودها وأسوارها المؤامرات عبر التاريخ.

السر فى الفيديو الذى أطلقته الحركة أنه تم تصويره بالخارج، وأن العناصر التى ظهرت كلها هاربة ومحكومة فى قضايا إرهابية هنا بالداخل.  

لقد بدأت الجماعة خلال السنوات الماضية إعادة تسكين عناصرها الهاربين والموضوعين على ذمة قضايا إرهابية فى ملاذات جديدة، وإعادة تدويرهم فى بلدان جديدة، ووفق مصادر فإن أعضاء الصف الثانى بالجماعة، والمتهمين فى قضية حسم 1، 2، وعددًا من الموجودين على لائحة الإرهاب موجودون الآن فى دولة آسيوية، ومنهم أحمد عبد الباسط محمد، الذى رصدته الداخلية المصرية من قبل وهو يوجه رسالة فى «مجموعة سرية» على فيسبوك، يقول فيها: لازم نشوف حل للشباب اللى يقدر يسافر لازم يسافر، وأنا قدرت أنسق لعدد من المنح الدراسية والهجرة، وهشرح للناس إزاى تسافر بسعر رخيص وتقيم وتتنقل إلى ماليزيا بتكلفة منخفضة إزاى تجهز شنطتك تاكل إيه وفين».

يشار إلى أن أحمد عبد الباسط هو مسئول الملف الطلابى بالجماعة، وهارب من حكم بالإعدام فى مصر.

كما انتقلت مجموعة من شباب الإخوان المسلمين الذين طردوا من قطر إلى قرغيزيا، حيث يتواجد الإخوان فى هذه الدولة ولهم نشاط اجتماعى واسع عن طريق جمعية الإصلاح الاجتماعي، ومؤسسة «تبارك» الخيرية، التى يشرف عليها طارق الطواري، وجمعية «السلام» الإنسانية والخيرية، التى يترأسها نبيل العون، وهى الذراع المالية لجمعية الإصلاح فى قرغيزستان، ويلاحظ أن نحو 860 مواطنًا قرغيزيًّا انضم إلى تنظيم “داعش”، وهو أعلى معدل من المجندين الأجانب؛ مقارنة بعدد السكان فى جميع دول آسيا الوسطى.

وتعتبر دولة جنوب إفريقيا هى ملاذ استثمارى وكذا تسكينى لبعض العناصر، حيث ذكرت بعض المصادر أن مسئول الجماعة هناك هو حسين عباسي، الذى يدير ملف الجماعة المصرية وعناصرها هناك، وأسس لكيان أسماه «الجالية المصرية فى جنوب إفريقيا».

وذكرت نفس المصادر أن أغلب عناصر الإخوان الموجودين فى جنوب إفريقيا من جناح «حركة حسم»، ومجموعة محمود حسين.

ومن أهم العناصر الموجودة فى جنوب إفريقيا عباس قبارى أحد المحسوبين على مجموعة محمد كمال.

وللتوضيح فإن جماعة الإخوان انتخبت نائبين لمسئول مكتب إفريقيا فى مصر، أحدهما يدعى محمد هلال، نائبا لقطاع شرق وجنوب إفريقيا، و«ناصر منصور» نائبًا لقطاع غرب إفريقيا ونيجيريا، وكان الغرض من هذه الخطوة هو البدء فى التوسع للعمل بإفريقيا، كما أقامت مخيما فى تنزانيا، وقسّمت الهيكل الإدارى للمكاتب الإفريقية إلى أربعة أقسام رئيسية هي: التربية، الأخوات، نشر الدعوة والطلاب.

وتشير معلومات خاصة عن توجه بعض القيادات والعناصر الهاربة إلى جيبوتي، حيث يعملون فى العمل الخيرى والدعوى وأنشطة الإخوان المعتادة، مثل عزب مصطفى، وعزت صبري، وأمير بسّام، وعز الدين الكومي، والأخيرين لظروف خاصة توجها لإسطنبول مرة أخرى.

فى نفس السياق اعترف القيادى محمود الجمال أنه موجود هو ومجموعة كبيرة من الإخوان فى هرجيسا عاصمة صوماليلاند، وذلك فى إصدار صوتى يتحدث فيه عن خلافات الإخوان.

فى المقابل اختار الإخوان الذين فروا إلى جيبوتى والصومال وحتى الآن استراتيجية «الصمت التام»، إذ إنه لم ينظموا أى فعاليات تناهض النظام المصرى الحالى، واكتفوا بتدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» حملت اسم «شباب الإخوان المسلمين فى جيبوتي».

الأهم فى هذا الملف هو انتقال بعض شباب الجماعة إلى كوريا الجنوبية، وهم كلهم من مجموعة الكماليين، وذلك عقب طرد عناصرهم من السودان.

يذكر أن ما كشف وجود بعض الهاربين من مجموعة حسم الإرهابية بكوريا الجنوبية هو واقعة احتجاز أحد شباب الجماعة ويدعى أحمد المقدم من قبل السلطات فى كوريا الجنوبية فى المطار، وكان على وشك الترحيل إلى مصر، بعد إصرار السلطات فى كوريا على ذلك، ورفض توجهه إلى أى دولة أخرى، ليتم ترحيله فيما بعد إلى تركيا، وبعدها اتخذت كوريا قرارًا بضرورة الحصول على تأشيرة مسبقة للمصريين للدخول إلى كوريا، بعد أن احتلت مصر المرتبة الثالثة فى طلبات اللجوء إلى كوريا.

وتتعدد أسباب توجه شباب الإخوان إلى كوريا ومنها: سهولة الحصول على التأشيرة، وسهولة الحصول على اللجوء، وتمدد الإسلام وسط الكوريين، وتحديداً بمدينة سيول وبوسان وجيجو، وسهولة وجود فرص عمل، وحسن استقبال اللاجئين، حيث تتكفل الدولة بدفع راتب شهرى حتى يجد اللاجئ عملاً.

ويلاحظ وجود كيان يحمل اسم «اتحاد المصريين فى كوريا» ويديره شخص يدعى فتوح جاد، وهذا الاتحاد يقوم بعمليات توجيه للشباب للتأقلم فى كوريا، وتوجيه نصائح فيما يتعلق بالحصول على الإقامة وشئون قانونية للتعامل مع عقود العمل.

الخلاصة أن حسم ليست موجودة بالداخل فقد تم تفكيكها تماما، وتوقفت عملياتها منذ عام 2019، لكنها موجودة بالخارج، وتتحرك وفق ترتيبات مع أجهزة استخبارية خارجية، وفى هذا التوقيت تحديدا، لأن مصر رفضت التهجير للفلسطينيين، ورغم كل هذا فسيتم تفكيك المؤامرة الجديدة كما تم تفكيك القديمة، على صخرة الجيش والشرطة والشعب.