الجمعة 1 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

والدة الشهيد الرائد ماجد عبدالرازق عقب القبض على خلية حسم:

«حق أبوكى رجع يا ليلى».. ومصر لم تنس أبدًا الثأر لأبطالها

«حق أبوكى رجع يا ليلى»، هكذا بدأت حمدية عبدالعليم، والدة الشهيد البطل رائد الشرطة ماجد عبدالرازق، الذى استشهد فى تبادل لإطلاق نيران مع مجموعة من العناصر الإرهابية، أثناء جولة أمنية تفقدية بشارع طه حسين بمنطقة النزهة الجديدة، كونه ضمن رجال مباحث القسم التابع له الشارع، فوجد سيارة تشكك فى أمرها، وقام بإيقافها لفحصها والتأكد من مالكيها، إذ كان يستقلها 2 من العناصر التكفيرية التابعة لخلية حسم الإرهابية، ولكن كانت «رصاصات الغدر» أسرع إليه ولباقى أفراد قوته الأمنية، وذلك فى صباح يوم 7 إبريل 2019.



وبعيون تملأها دموع الفرح، بعد الإعلان عن القبض على مسئولى خلية حسم الإرهابية، والتى تسببت فى استشهاد نجلها، قالت «حمدية»: «أشعر بالفخر ببلدى، ووزارة الداخلية، ومسئولى الأمن بقيادة وتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يوصى دائمًا، بأن مصر لم تتهاون ولم تنس حق أبطالها الشهداء، الذين بذلوا الدماء من أجل رفعة الوطن».

وتابعت الأم المكلومة وهى تبكى بحرقة على أبنها: «نجلى لم يفرح بابنته التى مر على ولادتها 10 أيام، ولم يحضر عقيقتها التى قام بالتحضير لها قبل استشهاده بيوم واحد، إذ كان فرحًا بقدومها وكتب قصائد وأغنية مخصوصًا لها للاحتفال بها يوم السبوع».

ووصفت «حمدية»، ابنها الشهيد الذى ولد فى 15 إبريل 1991، الموافق 30 رمضان، بأنه «مبروك» إذ ولد فى الشهر الكريم، ويتسم بالأدب الجم الذى يمشى على الأرض، وعاشق للشعر والأدب، ورياضى حيث كان يلعب الكاراتيه وحصل على الحزام الأسود، وكان حافظًا للقرآن ويتميز بصوت عذب سواء فى تلاوة القرآن أو الإنشاد، وتصدع القلوب فى سماعه أثناء رفع الأذان، بالإضافة لحلاوة صوته فى الغناء، مضيفه: «كان مميزًا وأفتخر به دائمًا بين زملائى إذ كنت أعمل فى سلك التدريس، وحاليًا وكيل أول وزارة بالمعاش».

وحول مسيرة الشهيد الدراسية، قالت «حمدية»: «كان متفوقا فى دراسته، وحصل على أعلى الدرجات فى الثانوية العامة، والتحقق بكلية الهندسة، مع تقديم أوراقه لكل من كلية الشرطة والدفاع الجوى والكلية الحربية، لكنه اختار «الشرطة»، وفى بداية تخرجه عمل بقسم عين شمس «أمن عام»، ثم انتقل للعمل بقوات تأمين «الاتحادية»، وفى النهاية بمباحث قسم النزهة الجديدة، وظل هناك ثلاث سنوات».

«أم البطل»، أكدت أن ابنها الشهيد كان يلقب بـ»الدكتور»، حيث كان يتعامل مع الآخرين بحب ورحمة وحكمة وإنسانية، وقد روى أصدقاؤه بعد استشهاد أنه كان يعطف على الكبير والصغير، لدرجة أن امرأة تم حبسها ومعها أطفالها، قام بشراء مأكولات ومشروبات لهم، باعتبار أنهم لا ذنب لهم بما تفعله الأم».

وتتذكر «الأم» الأيام القليلة قبل استشهاد نجلها، بأنه جلس جلسة مطولة معها بالمنزل وتجاذبوا أطراف الحديث، ومن بين المحادثات قالت له: «لن أتنازل أن تدخل ابنتك «ليلى» قسم العلمى فى الثانوية العامة»، فرد عليها بالحرف الواحد وهو شارد الذهن: «ابنتى عندكم انتى وبابا ربوها وعلموها»، لم أفهم فى تلك اللحظة معنى هذه الكلمات إلا أن فهمتها عقب استشهاده.

وعن طقوس العائلة اليومية، أوضحت «حمدية» أنه بعد كل صلاة فجر، نتواصل جميعًا عبر الواتس آب للاطمئنان على بعضنا البعض، وكنت أخص نجلى «ماجد» بآيات الحفظ، نظرًا لطبيعة عمله المختلفة عن بقية أخوته، محمد «خريج العلوم»، والدكاترة منى ومروة، مستطردة: «يوم استشهاد «ماجد» بدلًا من دعوتى به بأن يحفظه ربنا، قلت له «ربنا يرحمك»، وتعجبت ولومت نفسى كثيرًا، لماذا قولت ذلك وأستغفر وكان قلبى منقبضًا».

وبشأن ذكرياتها يوم الحادث، قالت «أم الشهيد»: «تواصلت معه ولكنه لم يرد، ثم تواصلت مع جميع أفراد العائلة، ولكن جاءت المكالمة الصادمة بأن «ماجد» استشهد، فظليت أنادى عليه بأعلى صوت «يا ماجد يا ماجد»، وعندما وصلت للمستشفى استقليت عربة الإسعاف معه، وبجانب النعش أقول له: «يا ماجد أنت فى معية الله... أنت حبيب الله... أنت الشهيد»، وكانت جنازة عسكرية مهيبة ممتلئ بمن أعرفه ومن لا أعرفه فكل الناس لم تتركنى.

وفى نهاية حديثها، وجهت «حمدية»، رسالة شكر إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على ما فعله لمصر وحمايتها، قائلة: «ربنا يحفظك لمصر يا من تعمل فى صمت»، مشيدة بأنه لا يلتفت للشائعات، واصفة إياه بأنه عزيز مصر فهو بمثابة الأب والأخ والظهر والسند لأهالى الشهداء وأبنائهم، فقد قام بتكريم زوجة الشهيد وكانت ليلى طفلة رضيعة على يد أمها.