«شهيد الفِجر».. دماء المهندس مصطفى تفضح وحشيّة الجماعة

إبراهيم الصعيدى وسمر حسن
رغم إلقاء القبض على قادة الجماعة الإرهابية، ومعظم عناصر التنظيم، إلا أن الأيادى الخفية ما زالت تمارس حركاتها الدموية، ولكن صحوة الأجهزة الأمنية، التى تتابع عن كثب كل ما يحاول المساس بالأمن فى الشارع المصرى، كانت لها بالمرصاد.
وقف رجال الداخلية بالمرصاد للعناصر الإرهابية، وحالت صحوتهم وبسالتهم دون قيامهم بعملية إرهابية فى منطقة بولاق الدكرور.
معركة دموية شرسة وقعت فى شارع صديق المنشاوى بمنطقة بولاق الدكرور، استُشهد خلالها المهندس مصطفى أنور عفيفى على يد الإرهاب الغاشم.
هؤلاء التكفيريون قلوبهم كالحجارة، يرون كل من يخرج عن فكرهم التكفيرى المتطرف كافرًا، لا ذمة له ولا ملة.. تراهم تظنهم من بنى البشر، ولكن عندما تشاهد أفعالهم الشنيعة، وإصرارهم على القتل بوحشية، تجد أنهم الشيطان ذاته.
«الواقعة»
بعد البحث والتحريات، علمت القوات الأمنية بوجود عناصر مشتبه بهم داخل شقة بالعقار رقم ٧، يُخططون لعملية تستهدف منشأة حيوية.
طوقت قوة من العمليات الخاصة المكان، وانتشرت فى محيط العقار، وخلال دقائق بدأ الاشتباك بين القوات والعناصر الإرهابية، حيث وقع إطلاق نار متبادل.
تحوّلت المداهمة إلى اشتباك عنيف، أُصيب على أثره ضابط من قوات العمليات الخاصة، وقُتل اثنان من الإرهابيين بعد تبادلهما إطلاق الرصاص على القوات.
«المهندس الشهيد»
لم يكن المهندس مصطفى طرفًا فى الاشتباك، لكنه دفع حياته ثمنًا للفكر المتطرف، ورؤية الإرهابيين لكل من يخالف عقائدهم بأنه حلال قتله.. فى ذلك الوقت، كان المهندس مصطفى، أحد سكان عمارات الكهرباء المجاورة للعقار الذى تقطنه العناصر الإرهابية، يتوجه لأداء صلاة الفجر، وحين سمع صوت إطلاق النار، توجه ناحية الصوت ليعرف ما يجرى، ظنًا منه وجود لص، ولم يكن يعلم أنه ذاهب ليتلقى الشهادة.
«الشهيد فى الجنة، والإرهاب فى الدرك
الأسفل من النار»
من جانبه، قال اللواء رفعت عبد الحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة: إن الحرب ضد الإرهاب ما زالت مستمرة، وعلى الرغم من العمليات الأمنية المستمرة والمتواصلة لبتر الإرهاب، إلا أن فلوله لا تزال تقوم بمحاولات فاشلة، تقابلها ضربات استباقية من رجال الأمن تُسقطهم كالفئران.. وتابع: المهندس مصطفى شهيد حى يُرزق عند ربه، فهو شهيد فى الجنة، وهؤلاء كفرة فى النار.
وأكد أن هؤلاء الإرهابيين لا يفرّقون بين المواطن المدنى ورجال الأمن، فهم يقتلون بلا رحمة، ويملكون عدوانية فى قلوبهم ضد كل من يخالفهم..وأوضح أن القوات الأمنية تمكنت من إسقاط اثنين منهم، والقبض على باقى أفراد حركة «حسم» المتواجدين داخل الشقة، وسينالون أشد عقوبة على هذا الجُرم.
وأوضح اللواء دكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أن الأجهزة الأمنية وقفت سدًا منيعًا أمام الإرهاب، حتى استطاعت تجفيف منابعه وبتر جذوره.
ولكن استطاع بعضهم الهرب إلى الخارج، أو خرج دون أن يتم تسجيله، على أنه مواطن عادى، وتلقى تدريبات على العمل الإرهابى ثم عاد إلى البلاد مرة أخرى، وهذا ما نُطلق عليه «الإرهابى الكامن».. وواصل: هذا ما قام به أفراد حركة حسم، ولكن القيادة الأمنية تمكنت من تتبعهم وتتبع هواتفهم، وحددت الوقت وقامت بتطويق المكان، وبدأ تبادل إطلاق النار، الذى لم يكن يعلم عنه شيئًا سكان المنطقة، خاصة أنهم تواجدوا فى منطقة شعبية مكتظة بالسكان.
واستكمل: عنصر المفاجأة جعل كل من يسمع صوت إطلاق النار يتجه للمكان ليعلم ما الذى يجرى، مشددًا على أن هؤلاء التكفيريين يطلقون الرصاص على الجميع، ويُحلّلون إهدار دم الجميع.
واستكمل: سينالون أشد العقاب فى الدنيا والآخرة، ووجّه التعازى والمواساة لأسرة الشهيد مصطفى، الذى كان يعتزم الخطبة والزواج قريبًا، مواسيًا أهله وذويه بأنه مات شهيدًا خلال تحركه لأداء صلاة الفجر، وسيلقى ربه فى أحسن صورة.
وأوضح العقيد حاتم صابر، خبير عسكرى واستراتيجى فى مجال الإرهاب الدولى، أن من ضحايا الإرهاب الأسود ذلك المهندس الشاب، الذى كان يتوجه لأداء صلاة الفجر، وقد لقى ربه شهيدًا برصاص الغدر والخسة والخيانة.
وتابع: دائمًا ما يرى التكفيريون أن كل المواطنين، سواء كانوا مساندين للدولة المصرية بأجهزتها أو لا، كفار، وأن كل من يخالفهم كافر، وذلك استنادًا إلى أفكار سيد قطب، الذى سردها فى كتابه «معالم فى الطريق»، والذى أوضح فيه أنه يرى أن المجتمع المصرى بجميع أطيافه خارج عن الملة، وهو مجتمع كافر، حتى وإن أظهر ومارس شعائر الدين الإسلامى.
واستطرد: من هذا المنطلق، حلّل هؤلاء التكفيريون دم الشهيد المهندس مصطفى، فهم لا يعرفون شفقة ولا رحمة، وهذا مصير حتمى لكل من يختلف مع عقيدتهم.