الجمعة 29 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الـمعلم حسن شحاتـة.. كاتـب التاريخ الذهبى للكرة المصرية

حسن شحاتـة
حسن شحاتـة

الكابتن حسن شحاتة، أحد أبرز الأسماء فى تاريخ كرة القدم المصرية، سواء كلاعب أو كمدرب، إذ ارتبط اسمه بالنجاحات الكبيرة التى حققتها الكرة المصرية، وبالأخص مع المنتخب الوطنى خلال الفترة الذهبية من 2006 إلى 2010.



النشأة والبدايات

«شحاتة»، ولد فى 19 يونيو 1947، بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، ونشأ فى أسرة رياضية، إذ بدأ مسيرته الكروية فى نادى كفر الدوار، ثم انتقل إلى الزمالك فى سن مبكرة، حيث برز نجمه كلاعب موهوب فى مركز الهجوم.

وفى 1970، خاض تجربة احترافية قصيرة فى نادى كاظمة الكويتى، ليصبح أحد أوائل اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الاحتراف الخارجى، قبل أن يعود مرة أخرى لنادى الزمالك، ويواصل مسيرته كلاعب حتى الاعتزال.

مسيرة اللعب

كان «شحاتة»، لاعبًا مميزًا يتمتع بمهارة عالية وذكاء تكتيكى، وساهم بشكل كبير فى نتائج الزمالك ومنتخب مصر خلال فترة السبعينيات، إذ حصد جائزة أفضل لاعب فى كأس الأمم الإفريقية عام 1974، وكان أول لاعب مصرى ينال هذا الشرف.

ورغم لعبه للزمالك، إلا أنه كان يحظى باحترام جماهيرى كبير من مختلف الفرق، بسبب أخلاقه العالية والتزامه داخل وخارج الملعب.

التحول إلى التدريب

وبعد الاعتزال، اتجه «شحاتة» إلى التدريب، وبدأ مسيرته مع فرق الشباب، قبل أن يتولى تدريب عدد من الأندية المحلية، منها «المنيا، والشرقية، والمقاولون العرب»، وحقق مع الأخير لقب كأس مصر وكأس السوبر عام 2004، ليبدأ بعدها رحلة المجد مع المنتخب.

المجد القارى مع المنتخب

عام 2004، تم تعيينه مديرًا فنيًا للمنتخب المصرى الأول، وفى فترة لم تتجاوز 6 سنوات، قاد «شحاتة» المنتخب لتحقيق إنجاز تاريخى غير مسبوق، وهو التتويج بثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الإفريقية أعوام «2006، 2008، و2010»، ليصبح أول مدرب فى تاريخ القارة يحقق هذا الإنجاز.

وخلال تلك الفترة، قدم المنتخب المصرى أداءً مبهرًا ومقنعًا، جمع بين المهارة والروح القتالية، وتمكن من التفوق على منتخبات كبرى مثل «الكاميرون، كوت ديفوار ونيجيريا»، كما هزم منتخب إيطاليا بطل العالم فى كأس القارات 2009، فى واحدة من أبرز مباريات الفراعنة عبر التاريخ.

ما بعد المنتخب

بعد رحيله عن تدريب المنتخب عام 2011، تولى حسن شحاتة تدريب عدد من الأندية أهمها «الزمالك، والعربى القطرى، والمقاولون مرة أخرى»، لكنه لم يحقق نفس النجاحات السابقة، وظل اسمه مرتبطًا دائمًا بالمنتخب الوطنى، وفترة التوهج التاريخى.

شخصية «المعلم»

يعرف حسن شحاتة بلقب «المعلم»، وهو لقب أطلقه عليه الجمهور نظرًا لقدراته الفنية، وأسلوبه التربوى فى التعامل مع اللاعبين، إذ كان يعتبر نفسه مسئولاً عن إعداد اللاعب نفسيًا وسلوكيًا قبل أن يكون مدربًا تقنيًا فقط.. كما عرف بشخصيته الصارمة والانضباطية، التى ساهمت فى بناء فريق متجانس داخل المنتخب، وكان دائمًا يؤمن بالاعتماد على اللاعبين المحليين ومنحهم الثقة.

إرث لا يُنسى

رغم مرور سنوات على رحيله عن المنتخب، لا يزال اسم حسن شحاتة محفورًا فى ذاكرة المصريين، كنموذج للمدرب الوطنى الناجح، الذى جمع بين الكفاءة، والانضباط، والحنكة الفنية، وحقق إنجازًا سيظل خالدًا فى سجلات الكرة الإفريقية.