انتصار للدبلوماسية المصرية.. كبار أوروبا يعترفون بـ «فلسطين»

ابتهال مخلوف
فى وقت تفاقمت فيه الأوضاع فى غزة، وبات فيه قيام دولة فلسطينية حلمًا مهددًا،
أعلن رئيس الوزراء البريطانى كيرستامر عن نية بلاده الأعتراف بدولة فلسطين سبتمبر المقبل مالم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات ملموسة لتحسين الوضع فى غزة
وقال ستارمر فى تصريحات مجلس الوزراء أن «هذه الخطوة تأتى فى سياق حماية حل الدولتين لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، مشيرا إلى أن هذا القرار سيتخذ قبل انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر.
وفى ذات السياق أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أن فرنسا سوف تعلن رسميًا اعترافها بدولة فلسطين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل، كجزء من «التزامها التاريخى بتحقيق سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط»، وهى خطوة قد تمنح الفلسطينيين قبلة الحياة لإقامة دولتهم على الأرض رغم اعتراف 142 دولة بها من 193 دولة عضوة فى الأمم المتحدة، ما يعد نجاحًا للدبلوماسية المصرية .
وجاء إعلان «ماكرون»، فى بيان مفاجئ بعد شهور من التلميحات بشأن اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية، لكن الأمر الأكثر إلحاحًا اليوم هو وقف الحرب فى غزة ومساعدة السكان المدنيين، خاصة أن ما أضاف قيمة لقرار «ماكرون»، أن الإعلان تزامن فى نفس اليوم الذى انسحبت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل من محادثات وقف إطلاق النار فى غزة فى قطر، متهمةً حماس بعدم التصرف بحسن نية.
ويشيد المراقبون بتوقيت هذا الإعلان، الذى ترددت فيه فرنسا بعض الوقت، باعتباره منح زخمًا لأعمال مؤتمر الأمم المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذى انطلق يوم الاثنين الماضى فى نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا.
واعتبرت صحيفة «لو فيجارو»، أن عنصر المفاجأة فى إعلان «ماكرون» نجح فى إحياء المؤتمر الهادف إلى إحياء حل الدولتين، خاصة مع فقدانه لقوة الدفع بسبب إعلان أمريكا وإسرائيل عدم المشاركة، وهكذا قرر «ماكرون» اتخاذ خطوة وصفتها شبكة «سى إن إن» بالجريئة لتحفيزه.
يذكر أن الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران أجبر على تأجيل المؤتمر، حيث كان من المقرر أن يعقد فى يونيو الماضى.
وكان مصير عقد مؤتمر نيويورك محل شك رغم الرعاية الفرنسية، إذ تم فعليًا تخفيض مستوى المشاركة عما كان مقررًا فى يونيو الماضى، بحضور وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو ونظيره السعودى فيصل بن فرحان.
وخلال الافتتاح، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن حل الدولتين هو المسار الوحيد الموثوق به لتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو «الشرط الأساسي» للسلام فى الشرق الأوسط.
وجاء قرار الرئيس الفرنسى فى وقت يتصاعد فيه الغضب فى جميع أنحاء العالم إزاء استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية فى غزة وتفاقم المجاعة على الأرض، ورغم اعتراف دول أوروبية أخرى، منها إسبانيا وأيرلندا والنرويج، بدولة فلسطينية العام الماضى.