الجمعة 3 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قناطر ديروط الجديدة

شريان جديد يروى 1.6 مليون فدان فى قلب الصعيد

تواصل الدولة تنفيذ مشروعاتها القومية الكبرى لتطوير قطاع الرى، وفى مقدمتها مشروع «قناطر ديروط الجديدة» بمحافظة أسيوط، الذى يُعد من أبرز مشروعات البنية التحتية فى مجال الموارد المائية، ويستهدف تحسين خدمة الرى لأكثر من 1.6 مليون فدان فى 5 محافظات: «أسيوط ـ المنيا ـ بنى سويف ـ الفيوم ـ الجيزة».



بدأ العمل فى المشروع عام 2016 بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 1.2 مليار جنيه، ممولة من قرض يابانى ميسر يمتد على مدار 30 عامًا، ويأتى المشروع كبديل لقناطر ديروط التاريخية التى أنشئت عام 1873، واستمرت فى العمل لأكثر من 150 عامًا، لكنها باتت مهددة بالتقادم ومخاطر الزلازل.

وخلال زيارته التفقدية للموقع مؤخرًا، أعلن الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى، أن المشروع اقترب من مراحله النهائية، حيث تم البدء فى إزالة السد المؤقت وفتح بوابات قنطرة حجز الإبراهيمية لتدفق المياه فى ترعة الإبراهيمية، مشيرًا إلى أن نسبة الإنجاز تجاوزت 87%.

وتم تدريب المهندسين والفنيين على نظم التشغيل الحديثة للحفاظ على كفاءة القناطر الجديدة، إلى جانب إصدار تعليمات، مشددة بضرورة الحفاظ على الطابع التراثى لمنشآت الرى، لما لها من قيمة تاريخية تمثل جزءًا من الهوية الهندسية المصرية.

ويهدف المشروع إلى تحسين توزيع المياه فى ترعة الإبراهيمية، وهى من أهم الترع فى مصر، تخدم نحو 15 مليون نسمة فى مناطق زراعية واسعة تحتاج إلى أكثر من 10 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا، وتُغذّى قناطر ديروط سبع ترع فرعية، ما يجعلها من أهم منشآت توزيع المياه فى البلاد.

وبالتوازى مع هذا المشروع، نفذت وزارة الرى أعمال صيانة شاملة للقناطر الرئيسية على نهر النيل والرياحات والترع الكبرى، بتكلفة بلغت 526 مليون جنيه خلال الفترة من 2016 وحتى 2021، فى إطار خطة لتأهيل وتحديث منشآت الرى القديمة.

من جانبه، قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة: إن مصر تعتمد بالكامل على نهر النيل كمصدر وحيد، فى ظل غياب الأمطار أو أى مصادر داخلية، مؤكدًا أن مشروعات الرى بدأت فى مصر منذ عهد محمد على، انطلاقًا من القناطر الخيرية، مرورًا بسد أسوان، والسد العالى، ثم قناطر إسنا، ونجع حمادى، وزفتى، وغيرها.

وحول الأهمية الكبيرة لقناطر ديروط الجديدة، أكد أنها تأتى استكمالًا لهذه المسيرة، وتسهم فى خفض تكاليف رفع المياه وتقليل الاعتماد على الوقود، ما يعزز من كفاءة منظومة الرى، مطالبًا بتعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه واردة، والحد من الفاقد المائى، فى ظل التحديات المائية التى تواجه البلاد.

يذكر أن المشروع يعد نموذجًا متكاملًا لمشروعات الرى الحديثة، حيث يتضمن منظومة تحكم أوتوماتيكية متطورة وكوبرى علوى لتسهيل حركة المرور، ما يرسخ جهود الدولة فى إدارة الموارد المائية وتحقيق الأمن المائى والغذائى للمواطنين.