الخميس 14 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لطفى لبيب نجم خط الوسط

ريشة: اسامر الحو
ريشة: اسامر الحو

الرضا دائمًا كان عنوان حياة الفنان الكبير لطفى لبيب الذى فارقنا بجسده قبل أيام، وهذا جعله متصالحًا دائمًا مع منح الحياة ومحنها، فعلى مدار 45 عامًا قدم خلالها أكثر من 350 عملًا، تميز فيهم كواحد من نجوم خط الوسط، هكذا كان يصف نفسه دائمًا، مثله مثل حسن حسنى، وصلاح عبدالله، وقبلهم عبدالفتاح القصرى وزينات صدقى، وحسين رياض، فقد كان راضيًا تمامًا بوجوده ضمن نجوم الأدوار الثانية، التى لا يمكن الاستغناء عنهم ووجودهم بمثابة الوتد لهذه الأعمال.



 لطفى لبيب لم يفكر يومًا بالبطولة المطلقة، وكان يتعامل مع الفن من باب حب المهنة بالدرجة الأولى ..والرضا لم يكن فقط تجاه الأعمال التى يقدمها لكن أيضًا الرضا فى مرضه، فعندما أصيب بجلطة فى ذراعه وقدمه جعلته غير قادر على العمل كان راضيًا تمام الرضا، وتعايش مع وضعه الجديد واستغل وقت فراغه فى حبه الثانى بعد التمثيل وهى الكتابة، حيث كان يجهز لكتاب جديد وكان يلتمس العذر لكل من لا يسأل عنه.

ينتمى الراحل لطفى لبيب، لجيل كبار النجوم الذى زاملهم فى معهد الفنون المسرحية وهم محمد صبحى والراحلون نبيل الحلفاوى وهادى الجيار وشعبان حسين ويسرى مصطفى، وكان يدرس لهم فى ذلك الوقت الفنانين الكبار سعد أردش وجلال الشرقاوى ونبيل الألفى، وعلى الرغم من تخرجه فى المعهد عام 1970، لكنه بدأ مسيرته الفنية متأخرًا بسبب التحاقه بالتجنيد لمدة 6 سنوات واشتراكه فى حرب 1973 كواحد من أبطال الكتيبة 26 وهى أول كتيبة عبرت القناة يوم السادس من أكتوبر، ثم سفره للعمل بالخارج لمدة أربع سنوات ولم يبدأ مسيرته الفنية إلا عام 1981 من خلال مشاركته بمسرحية «المغنية الصلعاء» ، لكن تظل البداية الحقيقية له هو فيلم «السفارة فى العمارة» بدور السفير الإسرائيلى والذى كان فاتحة خير عليه .

المتابع لأعمال النجم لطفى لبيب سيلاحظ أن هناك قاسمًا مشتركًا بين هذه الأعمال وهو خفة ظله وروحه، فلم يكن هناك فنان يستطيع أن يحل مكانه فهو صاحب الدور القصير المميز وتعتبر السينما صاحبة الرصيد الأكبر من أعماله بجانب التليفزيون، فمن أبرز أعماله «أرض الأحلام» و«النوم فى العسل» و»جاءنا البيان التالى» و«مبروك أبوالعلمين حمودة» و«يا أنا يا خالتى» و«صايع بحر» و«عايز حقى» و«بحبك وأنا كمان» و«صاحب صاحبه» و«رشة جريئة» و«كركر» و«كدا رضا» و«ثمن دستة أشرار» و«عسل أسود» و«365 يوم سعادة «وبشترى راجل» و«أبو شنب»، حيث شارك معظم نجوم الكوميديا أعمالهم مثل محمد هنيدى وأشرف عبدالباقى  ومحمد سعد وأحمد حلمى وياسمين عبدالعزيز وأحمد عز ومصطفى قمر، أما فى التليفزيون فهناك أعمال عديدة تنوعت بين التراجيدى والكوميدى.

وعلى الرغم من أن أعماله المسرحية لم تكن كبيرة مقارنة بالتليفزيون والسينما، لكنها كانت مميزة، أبرز هذه الأعمال «الملك هو الملك» مع النجم الراحل صلاح السعدنى و«سوق الحلاوة» مع نيللى، و«طرائيعو» مع محمد هنيدى و”سى على وتابعه قفه” مع محمود الجندى ومحمد الحلو و«ليلة من ألف ليلة» مع يحيى الفخرانى. واعتبر النجم الراحل لطفى لبيب أن فترة تجنيده ومشاركته فى حرب 1973، من الفترات المهمة فى حياته، والتى أثرت فيه تأثيرًا عظيمًا لذلك حرص على توثيق هذا الكلام فى كتاب جمع فيه ذكريات 6 سنوات وأطلق عليه «الكتيبة 26»،  وحرص على إهدائه لكل زملائه من أفراد الكتيبة، وتمنى فى حياته أن يتحول هذا الكتاب لعمل فنى ليبرز بطولات هذه الكتيبة ودورها العظيم.

رحم الله الفنان الكبير لطفى لبيب بقدر ما رسم البسمة على وجوه كل محبيه.