حلم كبر معنا

يصعب التعبير بالكلمات عن الشعور العارم الذى ينتابنى وأنا أكتب عن تجربتى مع روزاليوسف، بمناسبة مرور عشرين عامًا على عودة صدور هذه الجريدة العريقة، إنه شعور مزيج بين الفخر والامتنان، خاصة وأنا من الرعيل الأول الذى شارك فى بناء التجربة بروح من الود والإخلاص، وفاءً لمؤسسة نعتز جميعًا بالانتماء إليها، كونها درّة تاج الصحافة المصرية والعربية، فهى محراب للحرية، ومنبر مفتوح الأفق للإبداع.

حين التحقت بروزاليوسف، كنت أحمل خبرة بضع سنوات فى الصحافة الرياضية، فكان اندماجى فى منظومة العمل سلسًا منذ اللحظة الأولى. وجدت بين جنباتها روح التفاهم والود تسود بين الزملاء، وكيانًا كبيرًا لا يفتح أبوابه إلا لأصحاب الموهبة الحقيقية. 

كنت أحمل شغفًا خاصًا لإثبات ذاتى داخل هذا الصرح التاريخى، فجاء التبادل الفكرى ثريًا، والإنتاج غزيرًا، بينما لم تبخل الجريدة يومًا بدعم أو فرصة متاحة ضمن إمكاناتها.

واليوم، أرفع أسمى التحية لجريدتى روزاليوسف الغراء، التى فتحت أمامى أبوابًا لا حصر لها، ليس على الصعيد المهنى فحسب، بل على الصعيد الإنسانى أيضًا. منحتنى مسيرة مهنية حافلة، وحياةً مليئة بالتجارب الثرية والعلاقات الإنسانية العميقة. ستظل روزاليوسف بيتى الثانى، ومدرسة للحياة علّمتنى أن الصحافة ليست مجرد حبر على ورق، بل هى نبض الشارع، وصوت الحقيقة، ومرآة الوطن. ومن بين هداياها الثمينة، زملاء صاروا إخوة ورفاق درب لا تنطفئ ذكراهم.