الخميس 11 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عندما قال لى «من بكرة سلم نفسك»

ياسر مشالى
ياسر مشالى

«بكرة سلم نفسك فى روزاليوسف»،  بلهجة الأخ الأكبر قالها لى الأستاذ عبدالله  كمال، كنا فى مكتب جريدة الرأى الكويتية الذى يديره،كان ذلك فى منتصف العام 2005، بعد أن قادتنى قدماى إلى العمل معه بمكتب القاهرة. 



فبعد أسابيع قليلة من عملى فى مكتب الجريدة الكويتية، استدعانى ليبلغنى باختيارى للعمل فى تأسيس جريدة “روزاليوسف” اليومية.

فى هذ اللقاء السريع قال لى الأستاذ عبدالله كمال كلمة لن أنساها «أنا عايزك بس بعيدًا عن الأيديولوجيا»، وهى رسالة مهنية مهمة لكل صحفى وإعلامى يحترم  قارئه أو مشاهده، تقول له بوضوح: «لا تصبغ المحتوى الإعلامى بآرائك السياسية».

بالفعل بدأنا بتجهيز الأعداد التجريبية لصحيفة “روزاليوسف” - الإصدار الثانى  ليصدر العدد الأول فى 15 أغسطس 2005، أى بعد 70 عامًا من الإصدار الأول للصحيفة اليومية، الذى انطلق صباح 25 فبرار 1935.  

بعد حوالى شهرين من العمل التجريبى، رشحنى الأستاذ عبدالله كمال رئيس التحرير،  بالاتفاق مع مستشاره المحنك الأستاذ نبيل عمر لأتولى رئاسة قسم الديسك المركزى للجريدة، ولأكون شاهدًا على سنوات من المعارك الصحفية، وكثير من الذكريات والمشاكسات والمواقف التى تتحدى النسيان فى هذه المدرسة الصحفية العريقة، التى تثقف عبر إصداراتها عديد القادة والزعماء فى مصر والعالم العربى، باعتراف الرئيس العراقى الأسبق جلال طالبانى فى حواره مع الزميل الراحل علوانى مغيب.

فكيف أنسى ذكرياتى مع الصحفى الفذ عبدالله كمال، والإنسان صاحب المواقف النبيلة؟ أو مع مدير عام التحرير الإعلامى القدير الأستاذ محمد هانى؟

وهل أنسى مديرى التحرير الراحلين «محمد عبدالنور وحازم منير وطارق حسن ومحمد حمدى»، أو مشاكساتى مع سكرتيرى التحرير الأستاذ سمير راضى رحمه الله، ومع الأستاذ محمود عبدالكريم  صاحب القفشات اللاذعة، أطال الله عمره؟ 

أذكر أنى نشرت فى العددين الأول والثانى عرضًا على حلقتين لكتاب الباحث الراحل حسام تمام، وكان بعنوان «تحولات الإخوان المسلمون.. تفكك الأيديولوجيا ونهاية التنظيم”.

وفى 24 أكتوبر 2010 كتبت تحليلاً لوثيقة عبدالرحمن البر التى انفرد بنشرها الأستاذ حمدى رزق فى مجلة المصور،وكان التحليل بعنوان «غزوة الإخوان الإرهابية.. يا خيل الله اركبى» ـ فشاء القدر أن يتحقق كل ما جاء فى هذا التحليل عن جماعة «الإخوان المخادعين»، فقد سيطر عليها القطبيون، الذين كفروا حلفاءهم وخصومهم على حد سواء!

كما ثبت كذب ادعائهم بأنهم يريدون المشاركة السياسية لا المغالبة، وأشياء أخرى كثيرة لا يتسع المجال لنشرها.

 

الجريدة واصلت مواجهة كشف مخططات «إخوان طظ فى مصر»، وبعد ذهاب «سكرة 25 يناير 2011 ونشوتها»، وقفز الإخوان الانتهازيون على أكتافها كالقردة، واصلنا التصدى بالكلمة لهيمنة الجماعة الإرهابية على الحكم مع الزملاء الأعزاء فى الجريدة برئاسة الأستاذ إبراهيم خليل.

وفى اليوم التالى لإعلان فوز محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية نشرنا «مانشيت لاينسى»، وكان بعنوان «جمهورية مصر الإخوانية»، وهو ما أغضب قيادات الجماعة، وأثلج صدور كل أنصار الدولة المدنية، الذين أحسوا بأن هناك من سيقول لا لحكم المرشد.

أخيرًا وفى عيد الجريدة العشرين بالطبع لن أنسى كل هؤلاء الزملاء الشبان، الذين بدأوا رحلتهم الصحفية فى “روزاليوسف” اليومية، وأصبح بعضهم نجوماً؟

مدير تحرير جريدة روزاليوسف