الخميس 14 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا يزالون فى القلب

بورتريهات بريشة اسامر الحو
بورتريهات بريشة اسامر الحو

فى بلاط صاحبة الجلالة، لا يرحل الكبار حقًا.. بل يخلدهم الحبر، وتبقى سطورهم نابضة بالحياة، حاضرة فى الذاكرة، تشهد على مسيرتهم ومواقفهم.



من داخل مؤسسة «روزاليوسف» العريقة، أحد أبرز المنابر الصحفية فى مصر والعالم العربى، التى أنجبت أجيالًا من الأقلام الحرة والعقول المستنيرة، ودعنا عبر السنوات الماضية نخبة من رموزها الكبار، من الصحفيين الذين شكلوا وجدان القراء، وكانوا أمناء على الكلمة، وصناعا للرأى، وصوتًا صادقًا لهذا الوطن.

وفى طليعة هؤلاء، يبرز اسم الأستاذ عبدالله كمال، رئيس التحرير الأسبق، الذى رحل بجسده، لكن حضوره ما زال حاضرًا فى كل زاوية من زوايا المؤسسة التى أفنى عمره فى خدمتها، لم يكن مجرد كاتب مؤثر أو إدارى ناجح، بل كان أحد أبرز أعمدة «روزاليوسف»، وقامة صحفية حملت لواء المهنة بمسئولية وشرف.

ولم يكن وحده فى هذا المسار، فقد تبعه عدد من مديرى التحرير والصحفيين الذين تركوا وراءهم سجلًا ناصعًا من المهنية والإنسانية، وسيرة طيبة ستظل باقية فى ذاكرة كل من عرفهم أو تتلمذ على أيديهم.

السطور الماضية ليست رثاء بقدر ما هي تحية وفاء وتقدير لرموز ستظل خالدة فى بلاط صاحبة الجلالة.

عندما تجتمع الإرادة والخبرة والمهنية والقناعة بقدرة مواهب الشباب فى أى عمل لابد وأن يخرج فى أبهى صوره وهذا ما حدث فى تجربة عودة إصدار جريدة “روزاليوسف” حيث عمل كل من عبدالله كمال رئيساً للتحرير وحازم منير وطارق حسن مديرى تحرير باستخدام كل الطاقات الموجودة والموهوبة من صحفيى الجريدة، فكان عبدالله كمال صاحب الإرادة الحقيقية لإنجاح الجريدة وطارق حسن صاحب الملفات الوطنية الجريئة. 

أما حازم منير صاحب القلم الرشيق وفارس الكلمة فى بلاط صاحبة الجلالة فكان مقتنعًا بضرورة أن يتميز الصحفى بالخبرة والمهارات التى تساعد على إنجاح المهنة، ولذلك عمل على تنفيذ عديد من الدورات التدريبية، ومنها كيفية التغطية النزيهة والمحايدة للانتخابات، ومحاولة تجنب الصحفى الوقوع تحت طائلة القانون من خلال الكتابة المهنية الخالية من التجريم، وطالب بضرورة إصدار قانون المعلومات لتوفير ما يحتاج إليه الصحفى من معلومات صحيحة. 

ورغم أنه صحفى معارض منذ بدايته فى جريدة الأهالى،  لكنه كان معارضًا وطنيًا يتحيز لمصلحة الوطن فى كل الأوقات، فعندما يكتب فى قضية بها إشكالية مثل قانون الإيجارات القديم كان يقوم بقلم رشيق بعرض الإيجابيات والسلبيات وعرض الحلول التى تساعد الجهات المختصة دون الهجوم السافر أو اللجوء الى الألفاظ النابية، لأن الصحفى لابد أن يكون لديه القدرة على عرض أى قضية بطريقة الجراح دون الدخول فى مشاكل قانونية. 

أما فى مجال حقوق الإنسان ومن خلال رئاسة المؤسسة المصرية للتدريب وحقوق الإنسان وعضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان فقد طالب المجتمع بضرورة تطبيق بنود العهد الدولى لحقوق الإنسان بشقيه المدنى والسياسى،ومنها حرية الرأى والتعبير بجانب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التى يحتاج إليها المجتمع من مأكل وملبس ومشرب والحق فى السكن الكريم بنفس احتياجه إلى حرية الرأى والتعبير.

بالإضافة إلى دعمه لدور المرأة التى نجحت فى تقاسم مسئوليات إصلاح أوضاع البلاد الاقتصادية مع صانعى القرار والتى ظهرت بصورة واضحة فى ظل ثورة 30 يونيو، حيث فرضت نفسها شريكًا مؤثرًا فى مسيرة نجاح الإصلاح الاقتصادى وتجاوز البلاد أزمة طاحنة كادت تعصف بالجميع دون استثناء.

زوجة الكاتب الصحفى الراحل حازم منير