تغطيس العريس
عادة أسوانية قبل الزفاف

أسوان -محمد عوض سليم
تغطيس العريس فى «الحناء» جزء لا يتجزأ من طقوس الزفاف فى بعض قرى أسوان، والذى يعكس التراث الشعبى الغنى بالمنطقة، رغم أن هذه العادة بدأت تتلاشى، إلا أن بعض العائلات مازالت تحتفظ بها.
وتحرص بعض العائلات بقرى أسوان، على الاحتفال بمناسبة الزفاف، بغمر العريس بالكامل فى الحنة المصنوعة يدوياً من أقاربه وأصدقائه فى يوم مبهج ومميز قبل ليلة الزفاف، فى حين يشاركه أصدقاؤه وأفراد أسرته وجيرانه فى التزين بالحناء، مرتدين الجلابيب البيضاء فى طقوس مميزة وعادات توارثوها منذ زمن الأجداد.ويقول محمد مراد من قرية الشهيد بالكلح بمركز إدفو، إن العديد من العائلات تحرص خلال حفل الزفاف على طقوس راسخة لا تتغير منذ عشرات السنين، حيث يتجمع الأهل والأحباب فى يوم الزفاف نهارا، ويحضرون كل مستلزمات الحنة من العطارة والتى تشمل «الحنة البلدى والبرفان والليمون والمحلبية ودم الغزال ومخملية»، ويتم تحضيرها وتخميرها مدة لا تقل عن ساعة لتصبح جاهزة وممزوجة جيداً لكى يستخدمها الجميع فى حين يتم تجهيز «طشت» لوضع العريس وغمره فى الحناء بمساعدة أصدقائه كنوع من التعبير عن الفرحة والسعادة.
ويضيف:» أصحاب العريس لازم يشاركوه فرحته بتغطية أجسامهم بالحنة وسط ترديد الأغانى الشعبية الشهيرة فى طقوس شعبية فريدة، كما يصطف المعازيم لمشاهدة استحمام العريس بالحناء على أنغام الأغانى الشعبية، كما توضع صينية الحنة وتغرس فوقها الشموع وأطباق مليئة بالعطورالمختلفة، فيما تقوم أكبر النساء سنا وغالبا ما تكون الجدة فتغرس يدها فى صحن الحناء وتضع جزءا منها فى أيدى المعازيم فتنطلق الزغاريد، ومن ثم يتناوبن النساء فى وضع الحناء على القدمين، ومن ثم اليدين».
ويكمل: «حنة العريس من أجمل طقوس الزواج بقرى أسوان بلا منازع، حيث يجتمع الأهل فى هذه المناسبة خاصة أصدقاء العريس، حيث تقام حفلة الحناء وهى الليلة التى تسبق يوم الزفاف، وتردد أغانى كثيرة مخصصة لهذه المناسبة وكثيرا جدا ما نجد الأم أو الخالة تردد الأغانى المتوارثة والتى يرددها الأبناء والأحفاد».