الحلم الذى تحقق

داليا طه
فى الذكرى العشرين لإعادة صدور جريدة «روزاليوسف» اليومية، أستعيد بشغف ذلك اليوم الأول الذى دخلت فيه إلى مقر الجريدة، أحمل حلمًا كبيرًا يفوق سنوات عمري.
كانت «روزاليوسف» بالنسبة لى أكثر من مجرد صحيفة، كانت حلمًا قديمًا، وغايةً تمنّيت الوصول إليها، لما تمثّله من تاريخ نضالى وفكرى لا يُستهان به.
كان الفضل – بعد الله – للأستاذ عبد الله كمال، رحمه الله، الذى امتلك من الرؤية والجرأة ما جعله يُراهن على الشباب، فجعل من أغلب فريق التأسيس مجموعة من الصحفيين الشباب الطموحين. كانت تلك فرصة نادرة ، ولكننا كُنّا على قدر المسئولية.
وكانت الاجتماعات الأسبوعية معه مساحة للتعلم الحقيقي. لم تكن مجرد تقييم لما نُشر، بل ورشة فكرية نناقش فيها المضمون، والزوايا، والأسلوب، ونتعلّم كيف نصنع صحافة تليق بتاريخ “روزاليوسف”.
اليوم، وبعد عشرين عامًا، ما زلت أستحضر تلك الأيام بكل دفئها وتفاصيلها، وأدرك أن «روزاليوسف» لم تكن مجرد محطة… بل كانت بدايتى الحقيقية
عملنا يومها بكل ما أوتينا من شغف، نكتب، نحرر، نتحرّى الدقة، نخطئ ونتعلّم. لم يكن الطريق سهلًا، لكنه كان ممتعًا.
وبعد مرور عقدين، أشعر بالفخر والامتنان لكونى كنت جزءًا من هذه التجربة، التى ستظل واحدة من أنبل محطات حياتى المهنية، وأكثرها صدقًا ودفئًا.