منحت جيلًا كاملًا فرصة الحلم

نهى عابدين
أتذكر ذلك اليوم كما لو كان بالأمس، فى مطلع عام 2006، بعد أشهر قليلة من عودة إصدار جريدة روزاليوسف اليومية، تحت رئاسة الكاتب الصحفى الراحل عبد الله كمال.
كان ذلك التحول نقلة مهمة فى المشهد الصحفى المصرى ، وفتح نافذة جديدة فى عالم الإعلام، خاصة لجيل كامل من الصحفيين الشباب حديثى التخرج وقليلى الخبرة، الذين وجدوا فى روزاليوسف فرصة ذهبية للانضمام إلى صرح عريق طالما شهدت جدرانه وصفحاته إبداعات كبار الكُتاب والصحفيين.
امتلك عبد الله كمال رؤية صحفية ثاقبة وروح قائد مؤمنًا بقدرات الشباب، فكان المعلم والموجّه، والناقد الذى يدفعك للأمام بثقة، ويمنحك مساحة لتجربة أفكارك، مهما بدت غير مألوفة.
فقد كان يؤمن بضرورة كسر القوالب التقليدية فى الصحافة، وخلق تبويبات جديدة وأفكار مبتكرة تجذب القراء، وتستوعب شرائح متنوعة من جمهور الصحف اليومية، وترك مساحة حرة على صفحات روزاليوسف اليومية لإبراز وجوه جديدة لشخصيات لا يعرفها أحد لتظهر للنور عبر صفحات متخصصة.
لم يكن عبد الله كمال مجرد رئيس تحرير، بل كان مدرسة قائمة بذاتها؛ مدرسة تؤمن بأن الصحافة ليست فقط نقل الخبر، بل هى أيضاً لبناء رؤية، وفتح مساحات أرحب للإبداع، لقد رحل عن دنيانا، لكن ظله لا يزال يرافقنا فى كل كلمة نكتبها وشريك لنجاح تلاميذه.