الطيور المهاجرة.. حين تتحول مصر إلى جسر حياة

علياء أبوشهبة
على امتداد سماء مصر فى مواسم الهجرة، لا تمر الطيور المهاجرة وحدها، بل تمر معها حكايات بقاء وصراع مع الأخطار.
وفى قلب هذا المشهد، أعلنت وزارة البيئة، عبر محمية البرلس الطبيعية، عن خطوة حاسمة: إزالة شباك صيد الطيور التى انتشرت فى شمال المحمية، فى محاولة لحماية تلك الكائنات الرقيقة فى رحلتها الطويلة.
الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزيرة البيئة، كشفت أن هذه الجهود ليست مجرد حملة عابرة، بل جزء من خطة مستمرة للرصد والحماية، تشارك فيها فرق ميدانية تراقب المحميات وتزيل أى شباك يمكن أن تهدد الطيور، سواء كانت مقيمة أو عابرة.
لكن الحكاية لا تتوقف عند البرلس، فالدكتور خالد النوبى يعيد فتح ملف شائك: بحيرة ناصر، التى كان يفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، تحولت فى سنوات سابقة إلى ساحة مفتوحة للصيد الجائر.
«النوبى»، أكد أن قرار وزارة البيئة عام 2023 بحظر الصيد كان نقطة تحول فارقة. فمنذ تطبيقه، بدأت الطبيعة فى استعادة أنفاسها. بل وتم تسجيل أول حالة تكاثر لطائر النسّاج القروى فى مصر بمنطقة أبو سمبل، بعد أن كان على وشك الاختفاء.
الحظر لم يحمِ الطيور وحدها، بل فتح بابًا جديدًا للاقتصاد المحلى. صيادون سابقون تحولوا إلى مرشدين بيئيين، وأصبحت السياحة البيئية مصدر دخل قد يفوق - بحسب النوبى - خمسة أضعاف ما يدره الصيد نفسه.
أما الدكتور إكرامى الأباصيرى، فأشار إلى دور العلم فى هذه المعركة. فالعد الشتوى للطيور المائية، الذى يُجرى سنويًا بمشاركة المجتمع المدنى، صار أداة دقيقة لرصد أعداد الطيور وتوزيعها، ويساعد مباشرة فى صياغة القرارات والتشريعات.
تظل مصر -كما يصفها الخبراء- معبرين لا غنى عنه فى رحلة الطيور بين القارات. فهى الجسر اليابس الوحيد بين أوروبا وآسيا وإفريقيا، وثانى أهم ممر عالمى لهجرة الطيور. هنا تعبر مئات الملايين مرتين كل عام، بحثًا عن الأمان.