روزاليوسف فى زيارة خاصة لمدارس الوزارة
«الإنتاج الحربى» تشارك فى صناعة العقول

محمد فؤاد
وزارة الإنتاج الحربى، ركيزة أساسية للتصنيع العسكرى بمصر، ولكن هذا الدور الوطنى للوزارة لا يقتصر على المجال العسكرى فقط، بل يمتد أيضًا للمجال المدنى، حيث تلبى شركات ووحدات الإنتاج الحربى مختلف مطالب المواطنين من منتجاتها المدنية، بالإضافة إلى دورها فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية بالدولة، وذلك بالاستفادة من الإمكانيات التصنيعية والتكنولوجية والخبرات البشرية المتوفرة بالجهات التابعة للوزارة، ناهيك عن أن الوزارة الآن باتت شريكًا رئيسيًا فى صناعة العقول المصرية، عبر مشاركتها فى تطوير منظومة التعليم الفني، وبناء كوادر مصرية مؤهلة على خلق أجيال جديدة من العمالة المصرية القادرة على بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق التنمية الصناعية والاستثمارية المنشودة، بالتعاون والتكامل بين مختلف الجهات بالدولة.
وإيمانا من الوزارة بأن مستقبل التعليم الفنى فى مصر واعد للغاية، خاصةً فى ظل اهتمام الدولة بتهيئة مناخ الاستثمار وتعزيز الشراكات الصناعية ودعم عمل الشركات والمؤسسات الصناعية الكبرى فى السوق المصرية، فقد عملت الوزارة على امتلاك عدد من المنشآت التعليمية التى تثرى مجال التعليم الفنى بمصر من خلال إعداد عمالة فنية مدربة على أعلى مستوى، وهذه المنشآت التعليمية هى المجمع التكنولوجى المتكامل بالسلام (والذى يضم مدرسة الإنتاج الحربى للتكنولوجيا التطبيقية بالسلام والكلية التكنولوجية المتوسطة)، بالإضافة إلى المعهد الفنى للصناعات المتطورة، ومدرسة الإنتاج الحربى للتكنولوجيا التطبيقية بحلوان.
مدرسة التكنولوجيا التطبيقية
تأكيدًا على أن التعليم الفنى هو عصب الصناعة، حرصت وزارة الإنتاج الحربى على إنشاء مدرسة للتعليم الفنى بمنطقة حلوان، يتم فيها تقديم خدمة تعليمية متميزة تعزز مهارات الطلاب فى تخصصات فنية مختلفة، وبمجرد توجه الدولة المصرية إلى بدء تنفيذ خطة واعدة لإنشاء المدارس التكنولوجية التطبيقية كانت وزارة الإنتاج الحربى سبّاقة فى عقد شراكة استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، للمساهمة فى تنفيذ هذه الخطة وتم تحويل المدرسة الفنية لتصبح مدرسة الإنتاج الحربى للتكنولوجيا التطبيقية بحلوان.
وفى هذا الصدد أوضح المهندس وليد فاروق المشرف العام على المجمع التكنولوجى بالسلام التابع لوزارة الإنتاج الحربى أن المدرسة الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية بحلوان (دبلوم متوسط) وحاصلة على شهادة الجودة من الهيئة المصرية لاعتماد جودة التعليم، وتمنح شهادة دبلوم التكنولوجيا التطبيقية فى (12) تخصصًا، مثل (الميكانيكا واللحام، وتشكيل المعادن، التبريد والتكييف، التركيبات الكهربائية، المعدات الكهربائية، الإلكترونيات، الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، الأثاث الخشبى، سباكة المعادن والمعالجات الحرارية، صيانة وإصلاح السيارات)، ويأتى تنوع هذه التخصصات بهدف إعداد فنيين مهرة يمتلكون خبرات متنوعة، وقادرين على تلبية متطلبات الصناعة الحديثة فى مختلف القطاعات داخل مصر وخارجها.
وتتمثل شروط قبول دفعة جديدة للالتحاق بمدرسة حلوان للتكنولوجيا التطبيقية فى أن يكون المتقدم من الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية للعام الدراسى (2024/2025)، ومن القاطنين فى القاهرة الكبرى، وألا يزيد سن الطالب على (18) عامًا فى بداية شهر أكتوبر المقبل، وألا يقل مجموع الطالب عن (220) درجة، وأن يجتاز الكشف الطبى (باطنة - صدر - تحليل مخدرات)، وأن يتقدم الطالب للالتحاق بالمدرسة على الموقع الرسمى لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ويتم تقديم الملفات يدويًا بمقر المدرسة بحلوان، ويمتد التقديم حتى يوم الخميس 4 سبتمبر المقبل، وسيتم قبول الطلاب طبقًا للتنسيق الداخلى للمجموع الأعلى الحاصل عليه الطالب وطبقًا لنتائج امتحان القدرات.
المجمع التكنولوجى المتكامل بالسلام
وأوضح فاروق فى إطار سعى وزارة الإنتاج الحربى إلى تطوير منشآتها التعليمية لتواكب أحدث التقنيات العالمية، انبثقت فكرة إنشاء مجمع تكنولوجى يضم كيانات تعليمية متنوعة تحت مظلة واحدة، يجمع بين التعليم التطبيقى والمعاهد الفنية المتخصصة، فى إطار رؤية سبّاقة تهدف إلى تحقيق تعليم فنى بمعايير عالمية، من هنا جاء إنشاء المجمع التكنولوجى المتكامل بالسلام، التابع للوزارة، والذى يمثل مركزًا نموذجيًا يلبى احتياجات سوق العمل من خلال الكيانين التعليميين اللذين يضمهما، وهما مدرسة الإنتاج الحربى للتكنولوجيا التطبيقية بالسلام والكلية التكنولوجية المتوسطة.
وأشار فاروق إلى أن المدرسة الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية بالسلام (دبلوم متوسط)، ومدة الدراسة بها (3) سنوات بعد الشهادة الإعدادية، وهى مدرسة فنية متقدمة فى تخصصات تكنولوجيا (الميكانيكا، الكهرباء، الإلكترونيات) وتخضع للإشراف الفنى من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، والمدرسة معتمدة من مؤسسة بيرسون البريطانية العريقة والتى تمنح شهادات دولية فى مجال التعليم الفني، ونظرًا لطبيعة المناهج التى تُدرَّس بالمدرسة يتم الحرص بشكل أساسى على أن يكون الطالب متميزًا فى الرياضيات والفيزياء واللغة الإنجليزية.
لافتا إلى أن الميزة التنافسية الأهم لمدرسة الإنتاج الحربى للتكنولوجيا التطبيقية بالسلام، تكمن فى شمولية العملية التعليمية بها وارتباطها بمعايير دولية، ما يفتح أمام الطلاب آفاقًا أوسع للعمل داخل مصر وخارجها، ويتم الحرص فى المدرسة على تأهيل الطالب فى أكثر من تخصص، وتزويده بمهارات متنوعة تتيح له العمل فى أى شركة أو مصنع، ويحصل خريج المدرسة على شهادتين، واحدة مصرية معتمدة، وأخرى دولية من «بيرسون» وهى شهادة معترف بها فى أكثر من 90 دولة حول العالم.
وأكد المشرف العام على المجمع التكنولوجى بالسلام أن الحفاظ على جودة التعليم وتطبيق التدريب العملى وفقًا للمعايير العالمية يأتى فى مقدمة الأولويات، لذلك يتم الحرص على إبقاء أعداد الطلاب فى المدرسة محدودة نسبيًا، لأن منهجية العمل فيها ترتكز على تخريج دفعات صغيرة تكون مؤهلة تأهيلًا كاملًا وعلى أعلى مستوى من الكفاءة والجاهزية لسوق العمل، خاصة أن المدرسة تعمل تحت إشراف كامل ومتابعة دقيقة من الوحدة التكنولوجية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وهناك زيارات دورية للمتابعة الفنية وضمان تطبيق المناهج بأحدث المعايير.
وقد أعلنت وزارة الإنتاج الحربى عن شروط قبول دفعة جديدة للالتحاق بمدرسة السلام والتى تتمثل فى أن يكون المتقدم من الطلاب الحاصلين على الشهادة الإعدادية (2024/2025)، وألا يزيد سن المتقدم على (18) عامًا فى بداية شهر أكتوبر المقبل، ويكون الحد الأدنى لمجموع الدرجات الحاصل عليها (240) درجة، وأن يجتاز الطالب اختبارات القبول والقدرات المقررة بالمدرسة (اختبار نظرى ومقابلة شخصية)، وأن يتقدم الطالب للالتحاق بالمدرسة على الموقع الرسمى لوزارة التربية والتعليم، ويتم تقديم الملفات يدويًا بمقر المدرسة بالسلام، ويمتد التقديم حتى يوم 4 سبتمبر المقبل.
من ناحية أخرى، يضم المجمع التكنولوجى بالسلام، الكلية التكنولوجية المتوسطة بالسلام (دبلوم فوق متوسط)، وهى أيضًا معتمدة من مؤسسة بيرسون، ومدة الدراسة بها سنتان، وتقبل الحاصلين على الثانوية العامة «علمى»، والدبلوم الفنى الصناعى، بالإضافة للحاصلين على دبلوم المدارس الثانوية التطبيقية.
المعهد الفنى للصناعات المتطورة
يمنح المعهد الفنى للصناعات المتطورة دبلوم فوق متوسط فى تخصصات: (التحكم الرقمى CNC، الميكاترونكس، التبريد والتكييف، الهيدروليك والنيوماتيك، الحاسبات، الكهرباء والإلكترونيات، الكيمياء)، وتصل مدة الدراسة به إلى عامين بعد الثانوية العامة أو الدبلوم، وتم اعتماد المعهد للحصول على الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلى «ICDL»، وحصل على شهادة جودة التعليم والاعتماد، وكان من أوائل مؤسسات التعليم العالى التى حصلت على هذه الشهادة طبقًا لقرار الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد رقم 59 بتاريخ 6 فبراير 2010، ويتم تجديد اعتماد المعهد بشكل دورى.
التدريب العملى
أهم ما يميز المنشآت التعليمية التابعة لقطاع التدريب بوزارة الإنتاج الحربى هو التدريب العلمى الذى يمثل النسبة الأكبر من العملية التعليمية، حيث يضم القطاع مجموعة كبيرة من المعامل التخصصية الهندسية والكيميائية وورش هندسة الإنتاج التى يتم من خلالها عمل مزج حقيقى بين الدراسة النظرية والتطبيق العملى، وبخلاف تطبيق كل ما يتعلمه الطالب عمليًا داخل المعامل والورش التابعة للقطاع، يتم توفير فرص تدريبية للطلاب داخل مصانع الإنتاج الحربى والتى شهدت تطورًا كبيرًا فى خطوط الإنتاج وتوطينًا لأحدث تكنولوجيات التصنيع، وهذا التدريب العملى يجعل الطالب قادرًا على الربط بين ما يدرسه نظريًا وما يتطلبه سوق العمل على أرض الواقع، ويكسبه مهارات وخبرات حقيقية تؤهله ليكون فنيًا متميزًا قادرًا على الإنتاج والإبداع والعمل بكفاءة عالية، سواء داخل مصر أو خارجها، فضلًا عن أن مصروفات الالتحاق بهذه المنشآت التعليمية تخضع لما تحدده وزارة التربية والتعليم، وهى فى إطار المصروفات الحكومية العادية التى تعتبر رمزية.
دعم الخريجين
اهتمام وزارة الإنتاج الحربى بطلاب المنشآت التعليمية التابعة لا يتوقف عند مرحلة الدراسة فقط، بل يمتد إلى متابعتهم ودعمهم بعد التخرج، حيث يتم السعى إلى توفير فرص عمل لهم من خلال شراكات تعاونية مع شركات ومصانع كبرى فى مجالات متعددة، لأن هذه الجهات على دراية تامة بمهارات خريجى الكيانات التعليمية لوزارة الإنتاج الحربى والمستوى المتقدم للمناهج التى يدرسونها، مما يجعل الخريجين محل طلب فى سوق العمل، ومن الشركات التى تم التنسيق معها لإلحاق عدد من خريجى المنشآت التعليمية التابعة لوزارة الإنتاج الحربى، للعمل بها «السويدى للكابلات» و«أوراسكوم».
وتعمل الوزارة بشكل دائم على تنفيذ عمليات التطوير فى كل منشآتها التعليمية، بما يكفل تخريج كوادر مؤهلة لخوض غمار سوق العمل فور تخرجهم وتعزيز القطاعات الصناعية المختلفة.